هدى عبدالحميد
على الأسرة تنشئة أبنائها على رفض السلوكيات المنحرفة
للمختصين بعلم النفس دور كبير في علاج مشاكل المراهقة وتعديل الانحراف السلوكي، ويشير علم النفس إلى السلوك المنحرف بأنه انحراف عن المعايير الاجتماعية والنفسية وكذلك المعايير الأخلاقية وتتميز الانحرافات بانتهاك المعايير المقبولة اجتماعياً أو بخرق القانون أو الإضرار بالنفس.
وحول أسباب السلوك المنحرف للمراهقين أوضح استشاري الطب النفسي عبدالكريم مصطفى بمستشفى سرين لـ «الوطن» أن المراهقين يندفعون للجريمة أساساً تحت تأثير المواد المخدرة ولكن هناك نسبة منهم تتأثر بالعنف الذي يشاهدونه في الأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
,أضاف: «هذه السلوكيات أحياناً يكون خلفها إضطرابات نفسية أو عصبية تتسبب في الاندفاعية التى تنتهي بتعاطي المخدرات أو الانخراط في سلوكيات متهورة والتي تؤدي بهم لارتكاب الجرائم».
وأكد د. عبدالكريم أن علاج هذه المشاكل أسهل بالوقاية منه بالعلاج، فالأسرة يجب أن تفعل دورها في حياة أبنائها من الصغر لابد أن يكون للمراهق مرجعية يلجأ إليها داخل الأسرة في صورة شخص يلجأ إليه ليسأله عن ما يعرض عليه خلال اليوم ويتعود من طفولته على اتباع التوجيهات الأسرية.
وتابع: «على الأسر تنشئة أبنائها على رفض السلوكيات المنحرفة وأن يعلموهم قول كلمة لا إذا تطلب الموقف. على الأسرة أن تحذر أبناءها من أصدقاء السوء ويقودوا رغبتهم في المغامرة في اتجاه إيجابي لا يعرض مستقبلهم للخطر وعلى الأسر تعليم أبنائها الاختيار الجيد للأصدقاء».
ونوه د. عبدالكريم : «لكي تكتشف الأسرة الانحراف في مراحله المبكرة يجب أن يكون لها دور في حياة ابنهم فإن لم يكن للأسرة دور فمن الصعب ملاحظة التغيير لأن الطفل سيلجأ لحماية سره بوضع قناع على وجهه لأنه لم يتعود على اللجوء للأسرة في شيء». وشدد على أنه يجب أن تمنع الجريمة قبل وقوعها أما إذا وقعت فيجب اللجوء إلى المختص لدراسة الموقف بدقة فبعض من ارتكب هذه الجرائم ارتكبها بسبب مرض نفسي أو عصبي لم يتم تشخيصه مبكراً إلى أن استفحل وانتهى بحوادث قاتلة والمحزن أن بعض هذه الحالات يتأخر تشخيصها حتى بعد ارتكاب الجريمة ويواصل المريض ارتكاب جرائم داخل السجن ولا ينتبه المجتمع إلى المشكلة إلا بعد تدهور الوضع وتكرار الجرائم، ويجب على الأسر إذا شكت في المراهق أن تقوم بعمل تحليل بول لاستبعاد الإدمان أو التدخل مبكراً لعلاجه.
وقال د. عبدالكريم يجب عرض المراهق الذي يرتكب الجريمة على المختص لاستبعاد الأمراض النفسية والعصبية وخاصة إذا لم يكن لديه سوابق إجرام كما يجب استبعاد استعمالهم الشيشة الالكترونية التي تحتوي مخدرات أو غيرها من مصادر المخدرات، لافتاً إلى أنهم في مستشفى سيرين تستقبل حالات من هذه وتم التعامل معها بنجاح وتفهمت الجهات العدلية تقاريرنا وبعض المرضى مستقر الآن على العلاج.