أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية بأن رئيس المخابرات المركزية وليام بيرنز التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الشهر الماضي، في مسعى منه لتحسين علاقات البلدين. وأشارت الصحيفة إلى أن «الزيارة تمت في منتصف أبريل في مدينة جدة الساحلية، حيث أمضت القيادة السعودية معظم شهر رمضان المبارك».
ونقلت عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله عن الاجتماع: «لقد كانت محادثة جيدة، وبنبرة أفضل من اللقاءات السابقة».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين وأمريكيين قولهم إن بيرنز «أجرى رحلة غير معلنة إلى السعودية الشهر الماضي للقاء بن سلمان، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن لإصلاح العلاقات مع شريك أمني رئيسي لها في الشرق الأوسط».
جس النبض مسبقاً واحد من آليات العمل في السياسة الامريكية المحلية أو الخارحية، وذلك لقياس ردات الفعل على الرغبات التي تود الإدارة الأمريكية طرحها بشكل رسمي لاحقاً، وذلك بتمرير فكرتها من مسؤول في الإدارة إلى بعض الكتاب ليطرحها كفكرة جاءت من عنده، ويفتحون نقاشاً حولها، ثم يراقبون مدى تقبل الطرف الآخر لها، ومن ثم يقررون ما إذا كانت تجد آذاناً صاغية وقبولاً، لتعرض فيما بعد بشكل رسمي أم لا منعاً للحرج في حالة الرفض.
هذه المرة مررت الفكرة إلى اثنين من كتاب «مجلس العلاقات الخارجية» هما ستيفن كوك ومارتين انديك اللذان -وفقاً لفريد زكريا- «كتبا تقريراً سينشر قريباً عن تقديم صفقة كبرى تقوم فيها الولايات المتحدة بتحسين العلاقات مع محمد بن سلمان وتقديم تعهدات أكثر وضوحاً لحماية المملكة العربية السعودية مقابل سلسلة من التحركات السعودية، من العمل على إنهاء الحرب في اليمن إلى الاعتراف بإسرائيل إلى تحمل مسؤولية أكثر وضوحاً عن مقتل الصحفي وكاتب العمود الصحفي جمال خاشقجي» هذا ما قاله الكاتب في الواشنطن بوست فريد زكريا الذي التقط «فكرة الكاتبين» وروج لها مسبقاً؛ أي أننا أمام طريقة تقليدية جداً لجس النبض يراد منها معرفة رأي السعوديين.
دعك من التبريرات التي قدمها زكريا للأمريكيين والتي يبرر بها لماذا تراجع الحزب الديمقراطي عن موقفه تجاه السعودية؟ ولم اضطر الحزب إلى التعاطي مع السعودية وهو الذي وعد مؤيديه بأن يجعلها دولة منبوذة؟ فاضطر إلى أن يذكر الأمريكيين أن دولتهم اضطرت في زمن ما إلى التعاون مع الصين، وفي زمن ما التعاون مع روسيا؛ لأن المصالح الإستراتيجية تتطلب أحيانا السير عكس اتجاه مبادئك وقيمك!!
ما علينا.. التبريرات تعنيهم ولا تعني السعودية، إنما في النهاية ما يهم هو أنه حتى اللحظة تبذل الإدارة الأمريكية ما في وسعها لتحسين العلاقة مع السعودية، إنما تعتقد هذه الإدارة أن أي «عرض» أمريكي يقدمونه ستتهافت السعودية عليه، فصوروه أولاً على أنه من بنات أفكار ستيفن كوك ومارتين انديك وأن فريد زكريا أعجبته الفكرة فروج لها وليس عرضاً رسمياً أعلنه وزير الخارجية مثلاً، حتى إذا ما رفضه السعوديون فلا يتعرضون للإحراج.
الأمر الثاني أنهم يتحدثون عن «تعهدات» أمريكية أكثر وضوحاً «للحماية» وخاصة أن «التعهدات السابقة» التي أطرت العلاقة السعودية الأمريكية أكثر من سبعين عاماً مضت ولم تنجح في دفع الولايات المتحدة الأمريكية للقيام بأي رد فعل حين تعرضت السعودية والإمارات لهجمات من المليشيات الإيرانية في المنطقة؛ فهم يقولون هذه المرة «نتعهد» بأن نفعل شيئاً ما إذا تكرر الأمر.
أساس المشكلة أنهم لم يفهموا بعد أن المصالح متبادلة أمريكية سعودية وليست سعودية فقط، هناك مصالح أمريكية قللوا من أهميتها حتى اضطروا إلى تبرير سلوكهم وفهمهم الخاطئ، هذه النقطة الأخيرة هي مربط الفرس، هي التي جعلت هذا الحزب يتراجع ويضطر إلى أن يبرر لمؤيديه محاولات بناء علاقة صحيحة مع حلفائه، في حين أن هذه الخطوة من المفروض أن تكون على رأس أولوياتهم لو كانوا يملكون بعد نظر وفهم عميق لأساسيات الأمن القومي الأمريكي.
إن العرض المقدم الآن جاء بسبب إدراكهم خطأهم الكبير، وجاء متسرعاً يريد أن يقدم «شيئاً ما» للسعوديين قبل زيارة الرئيس الصيني لها والتي ربما تأتي بنتائج في غير صالح الإدارة الأمريكية الحالية، وتؤثر بشكل كبير على فرصهم للفوز قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر؛ فمن المتوقع أن يخسر الديمقراطيون فيه كثيراً من المقاعد، لهذا أعلن جو بايدن عن زيارة سيقوم بها للشرق الأوسط تبدأ بإسرائيل!
خلاصة القول الحالة الذهنية للرئيس جو بايدن البعيدة عن إدراك الواقع والتي بدأت تثير قلق الأمريكيين فعلاً، ليست محصورة في سن الرئيس، بل هي انعكاس تام للحالة الذهنية للإدارة الأمريكية برمتها.
ونقلت عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله عن الاجتماع: «لقد كانت محادثة جيدة، وبنبرة أفضل من اللقاءات السابقة».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين وأمريكيين قولهم إن بيرنز «أجرى رحلة غير معلنة إلى السعودية الشهر الماضي للقاء بن سلمان، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن لإصلاح العلاقات مع شريك أمني رئيسي لها في الشرق الأوسط».
جس النبض مسبقاً واحد من آليات العمل في السياسة الامريكية المحلية أو الخارحية، وذلك لقياس ردات الفعل على الرغبات التي تود الإدارة الأمريكية طرحها بشكل رسمي لاحقاً، وذلك بتمرير فكرتها من مسؤول في الإدارة إلى بعض الكتاب ليطرحها كفكرة جاءت من عنده، ويفتحون نقاشاً حولها، ثم يراقبون مدى تقبل الطرف الآخر لها، ومن ثم يقررون ما إذا كانت تجد آذاناً صاغية وقبولاً، لتعرض فيما بعد بشكل رسمي أم لا منعاً للحرج في حالة الرفض.
هذه المرة مررت الفكرة إلى اثنين من كتاب «مجلس العلاقات الخارجية» هما ستيفن كوك ومارتين انديك اللذان -وفقاً لفريد زكريا- «كتبا تقريراً سينشر قريباً عن تقديم صفقة كبرى تقوم فيها الولايات المتحدة بتحسين العلاقات مع محمد بن سلمان وتقديم تعهدات أكثر وضوحاً لحماية المملكة العربية السعودية مقابل سلسلة من التحركات السعودية، من العمل على إنهاء الحرب في اليمن إلى الاعتراف بإسرائيل إلى تحمل مسؤولية أكثر وضوحاً عن مقتل الصحفي وكاتب العمود الصحفي جمال خاشقجي» هذا ما قاله الكاتب في الواشنطن بوست فريد زكريا الذي التقط «فكرة الكاتبين» وروج لها مسبقاً؛ أي أننا أمام طريقة تقليدية جداً لجس النبض يراد منها معرفة رأي السعوديين.
دعك من التبريرات التي قدمها زكريا للأمريكيين والتي يبرر بها لماذا تراجع الحزب الديمقراطي عن موقفه تجاه السعودية؟ ولم اضطر الحزب إلى التعاطي مع السعودية وهو الذي وعد مؤيديه بأن يجعلها دولة منبوذة؟ فاضطر إلى أن يذكر الأمريكيين أن دولتهم اضطرت في زمن ما إلى التعاون مع الصين، وفي زمن ما التعاون مع روسيا؛ لأن المصالح الإستراتيجية تتطلب أحيانا السير عكس اتجاه مبادئك وقيمك!!
ما علينا.. التبريرات تعنيهم ولا تعني السعودية، إنما في النهاية ما يهم هو أنه حتى اللحظة تبذل الإدارة الأمريكية ما في وسعها لتحسين العلاقة مع السعودية، إنما تعتقد هذه الإدارة أن أي «عرض» أمريكي يقدمونه ستتهافت السعودية عليه، فصوروه أولاً على أنه من بنات أفكار ستيفن كوك ومارتين انديك وأن فريد زكريا أعجبته الفكرة فروج لها وليس عرضاً رسمياً أعلنه وزير الخارجية مثلاً، حتى إذا ما رفضه السعوديون فلا يتعرضون للإحراج.
الأمر الثاني أنهم يتحدثون عن «تعهدات» أمريكية أكثر وضوحاً «للحماية» وخاصة أن «التعهدات السابقة» التي أطرت العلاقة السعودية الأمريكية أكثر من سبعين عاماً مضت ولم تنجح في دفع الولايات المتحدة الأمريكية للقيام بأي رد فعل حين تعرضت السعودية والإمارات لهجمات من المليشيات الإيرانية في المنطقة؛ فهم يقولون هذه المرة «نتعهد» بأن نفعل شيئاً ما إذا تكرر الأمر.
أساس المشكلة أنهم لم يفهموا بعد أن المصالح متبادلة أمريكية سعودية وليست سعودية فقط، هناك مصالح أمريكية قللوا من أهميتها حتى اضطروا إلى تبرير سلوكهم وفهمهم الخاطئ، هذه النقطة الأخيرة هي مربط الفرس، هي التي جعلت هذا الحزب يتراجع ويضطر إلى أن يبرر لمؤيديه محاولات بناء علاقة صحيحة مع حلفائه، في حين أن هذه الخطوة من المفروض أن تكون على رأس أولوياتهم لو كانوا يملكون بعد نظر وفهم عميق لأساسيات الأمن القومي الأمريكي.
إن العرض المقدم الآن جاء بسبب إدراكهم خطأهم الكبير، وجاء متسرعاً يريد أن يقدم «شيئاً ما» للسعوديين قبل زيارة الرئيس الصيني لها والتي ربما تأتي بنتائج في غير صالح الإدارة الأمريكية الحالية، وتؤثر بشكل كبير على فرصهم للفوز قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر؛ فمن المتوقع أن يخسر الديمقراطيون فيه كثيراً من المقاعد، لهذا أعلن جو بايدن عن زيارة سيقوم بها للشرق الأوسط تبدأ بإسرائيل!
خلاصة القول الحالة الذهنية للرئيس جو بايدن البعيدة عن إدراك الواقع والتي بدأت تثير قلق الأمريكيين فعلاً، ليست محصورة في سن الرئيس، بل هي انعكاس تام للحالة الذهنية للإدارة الأمريكية برمتها.