يؤكد أصحاب "مزارع دواجن" في قطاع غزة، إنهم تكبدوا "خسائر طائلة"، بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب المنطقة.ويقول يحيى أبو منسي (39 عاما)، والذي يملك ثمان مزارع لتربية الدواجن، وسط قطاع غزة، إنه يشعر بالحزن الشديد؛ بعد نفوق عدد كبير من دجاج اللحم في مزارعه.وأضاف في حديث لمراسل وكالة الأناضول:" موجة الحر التي تشهدها البلاد كبدتني خسائر فادحة، خاصة وأنها تتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة".وقدر أبو منسي الخسائر التي تكبدها، بـنحو "20 ألف دولار أمريكي".وارتفعت درجة الحرارة، بحسب دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، بشكل غير مسبوق هذا العام ووصلت إلى أكثر من 49 درجة مئوية في بعض المناطق.واضطر أبو منسي، للتبريد على الدجاج من خلال استخدام الأسلوب البدائي "التنقيط" في رش الماء على الدجاج للتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة".وقال إن التبريد على الدجاج باستخدام المراوح الهوائية يحتاج إلى تيار كهربائي مستمر وهو ما لا يتوفر في قطاع غزة التي تعاني من أزمة مستمرة في الكهرباء، منذ عام 2007.وبينما يقوم أبو منسي، برفع الدجاج النافق لرميه ودفنه خارج مزرعته، يضيف:" بيع الدواجن مصدر رزق ولا يوجد مصدر آخر أوفر قوت يوم عائلتي المكونة من 12 فرد".ويتابع: "الوضع الاقتصادي في قطاع غزة سيء للغاية و وهذه الخسائر في الدواجن تزيد الأمر سوءا".أما المزارع عبد الناصر إسماعيل(40 عاما)، فيؤكد كذلك تكبده لخسائر فادحة، جراء موجة الحرب.ويقول لمراسل وكالة الأناضول: " موجة الحر كبدتني خسائر ما يقارب بـ(30 ألف دولار)، لعدم مقدرتي على توفير التهوية الكافية؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وموجة الحر الشديدة".ويجد إسماعيل صعوبة في توفير وقود دائم للمولدات الكهربائية، وهو ما يتسبب بنفوق المزيد من الدواجن.ووفق حصيلة أولية لوزارة الزارعة في قطاع غزة، فقد أسفرت موجة الحر التي تضرب الأراضي الفلسطينية إلى نفوق أكثر من 50 ألف طير من ، وتلف المحاصيل الزارعية، وتراجع إنتاج البيض والحليب.وتمد سلطة الطاقة الفلسطينية منازل سكان قطاع غزة بتيار كهربائي وفق جدول يعمل على وصل التيار لمدة 8 ساعات، ثم قطعه لمدة 8 ساعة متواصلة، معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والإسرائيلية، وفي حال نفاد الوقود تزداد ساعات القطع. ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق منذ عام 2007، تسبب بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لقرابة مليوني فلسطيني.وفي مايو أيار/الماضي قال البنك الدولي إن اقتصاد غزة كان ضمن أسوأ الحالات في العالم إذ سجل أعلى معدل بطالة في العالم بنسبة 43 في المئة ترتفع لما يقرب من 70 في المئة بين الفئة العمرية من 20 إلى 24 عاما.