تعد جامعة هارفرد أعرق الجامعات الأمريكية، إذ يعود تاريخ تأسيسها لسنة 1636، ما يجعلها معاصرة للعصر الذهبي للتجارة الثلاثية للرق التي ربطت أمريكا بأوروبا الغربية وإفريقيا جنوب الصحراء. وكان الأوروبيون يستعبدون الأفارقة ويحملونهم عبر البحر لبيعهم في أمريكا.
فيما كشف تقرير أخير للجامعة المرموقة ارتباط تاريخها بالعبودية التي انتشرت على طول تلك الحقبة وإقبال عدد من عمدائها والموظفين السامين في إدارتها على حيازة عبيد لخدمتهم. الأمر الذي يعد وصمة عار تاريخية لهارفرد، تسعى إدارتها للتبرؤ منها برصد تعويضات مالية كبيرة لجمعيات حفظ ذاكرة العبودية ومؤسسات البحث في هذا الموضوع.
هارفرد وميراث العبودية
انطلاقاً من صفحاته الأولى يعترف تقرير هارفرد بأن "الرؤساء وأعضاء هيئة التدريس والموظفين" في جامعة أقبلوا على الاستعباد وراكموا ثروات من خلال "الدفاع عن تجارة الرقيق والسخرة". وبالتالي يخلص التقرير إلى أنه "لا يمكن فصل التاريخ المبكر لجامعة هارفرد عن نيو إنجلند الاستعمارية وعن نظام العبودية. (فقد) كانت جامعة هارفرد مهمة لسياسة المنطقة ومجتمعها واقتصادها، وبما أن العبودية شكلت أساس الحياة الاقتصادية لنيو إنجلند فقد شكلت جامعة هارفرد".
وكشفت الأبحاث في أرشيف هارفرد والنصوص التاريخية عن تلك الحقبة عن 79 حالة سخرة واستعباد من رؤساء وموظفين وهيئة تدريس الجامعة. من بينها ناثانيال إيتون، أول رئيس للجامعة الذي كان له عبد اسمه "الموري".
يضاف إلى هذا أن اعتماد أكثر من ثلث التبرعات والتعهدات المالية التي حصلت عليها جامعة هارفرد بداية القرن 18، كان من خمس أشخاص بنوا ثروتهم على تجارة الرق. من بينهم بنجامين بوسي تاجر السكر والقهوة والقطن الذي ترك هارفرد عقاراً قيمته 320 ألف دولار عندما توفي عام 1842.
ويشير التقرير كذلك إلى أن جامعة هارفرد كانت موطناً للمثقفين الذين روجوا لـ"علم الأعراق" وعلم تحسين النسل في القرنين التاسع عشر والعشرين. والذين قدمت نظرياتهم وأبحاثهم دعماً كبيراً لأولئك الذين يسعون لتبرير تفوق البيض والأيديولوجيات العنصرية الأخرى. كما تحتوي مجموعات متحف الجامعة أيضاً على رفات بشرية يعتقد أنها من السكان الأصليين وعبيداً من أصل إفريقي.
وعلَّقت جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية على التقرير، قائلة إن "الكثير من سجل هارفارد في مجال العبودية والتمييز العنصري كان معروفاً منذ سنوات. لكن التقرير سعى لتعميق تلك المعرفة وربطها جميعاً معاً في صورة لا هوادة فيها من الإخفاقات المؤسسية".
محاولة لتكفير الجريمة
كتب رئيس جامعة هارفرد، لورانس باكو، قائلاً: "أعتقد أننا نتحمل مسؤولية أخلاقية لفعل ما في وسعنا لمعالجة الآثار المدمرة والمستمرة لتلك الممارسات التاريخية. سواء كانت على الأفراد في هارفارد، أو على مجتمعنا ككل". فيما أوصى تقرير الجامعة لجبر ذاكرة العبودية "من خلال التدريس والبحث والخدمة" والتزام مبلغ 100 مليون دولار لإنشاء صندوق إرث العبودية. قال باكو إن "بعض هذه الأموال ستكون متاحة للاستخدام الحالي، بينما سيُحفظ الرصيد في هبة لدعم هذا العمل بمرور الوقت".
ويهدف صندوق "إرث العبودية" إلى تمويل تنفيذ توصيات التقرير، بما في ذلك توسيع الفرص التعليمية لأحفاد العبيد في جنوب الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وإقامة شراكات مع الكليات والجامعات المعروفة باحتضان أصحاب البشرة السمراء تاريخياً، وتحديد العلاقات وبنائها مع أحفاد العبيد الذين عملوا في جامعة هارفارد.
وقال دينيس لويد حفيد أحد النساء اللاتي جرى استعبادهن من قبل أحد ممولي جامعة هارفرد، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، واصفاً تقرير هارفرد: "أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح" وفرصة لتعزيز "فهم أفضل للتاريخ الذي فقد... وسرق من الأمريكيين الأفارقة نتيجة العبودية".
فيما كشف تقرير أخير للجامعة المرموقة ارتباط تاريخها بالعبودية التي انتشرت على طول تلك الحقبة وإقبال عدد من عمدائها والموظفين السامين في إدارتها على حيازة عبيد لخدمتهم. الأمر الذي يعد وصمة عار تاريخية لهارفرد، تسعى إدارتها للتبرؤ منها برصد تعويضات مالية كبيرة لجمعيات حفظ ذاكرة العبودية ومؤسسات البحث في هذا الموضوع.
هارفرد وميراث العبودية
انطلاقاً من صفحاته الأولى يعترف تقرير هارفرد بأن "الرؤساء وأعضاء هيئة التدريس والموظفين" في جامعة أقبلوا على الاستعباد وراكموا ثروات من خلال "الدفاع عن تجارة الرقيق والسخرة". وبالتالي يخلص التقرير إلى أنه "لا يمكن فصل التاريخ المبكر لجامعة هارفرد عن نيو إنجلند الاستعمارية وعن نظام العبودية. (فقد) كانت جامعة هارفرد مهمة لسياسة المنطقة ومجتمعها واقتصادها، وبما أن العبودية شكلت أساس الحياة الاقتصادية لنيو إنجلند فقد شكلت جامعة هارفرد".
وكشفت الأبحاث في أرشيف هارفرد والنصوص التاريخية عن تلك الحقبة عن 79 حالة سخرة واستعباد من رؤساء وموظفين وهيئة تدريس الجامعة. من بينها ناثانيال إيتون، أول رئيس للجامعة الذي كان له عبد اسمه "الموري".
يضاف إلى هذا أن اعتماد أكثر من ثلث التبرعات والتعهدات المالية التي حصلت عليها جامعة هارفرد بداية القرن 18، كان من خمس أشخاص بنوا ثروتهم على تجارة الرق. من بينهم بنجامين بوسي تاجر السكر والقهوة والقطن الذي ترك هارفرد عقاراً قيمته 320 ألف دولار عندما توفي عام 1842.
ويشير التقرير كذلك إلى أن جامعة هارفرد كانت موطناً للمثقفين الذين روجوا لـ"علم الأعراق" وعلم تحسين النسل في القرنين التاسع عشر والعشرين. والذين قدمت نظرياتهم وأبحاثهم دعماً كبيراً لأولئك الذين يسعون لتبرير تفوق البيض والأيديولوجيات العنصرية الأخرى. كما تحتوي مجموعات متحف الجامعة أيضاً على رفات بشرية يعتقد أنها من السكان الأصليين وعبيداً من أصل إفريقي.
وعلَّقت جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية على التقرير، قائلة إن "الكثير من سجل هارفارد في مجال العبودية والتمييز العنصري كان معروفاً منذ سنوات. لكن التقرير سعى لتعميق تلك المعرفة وربطها جميعاً معاً في صورة لا هوادة فيها من الإخفاقات المؤسسية".
محاولة لتكفير الجريمة
كتب رئيس جامعة هارفرد، لورانس باكو، قائلاً: "أعتقد أننا نتحمل مسؤولية أخلاقية لفعل ما في وسعنا لمعالجة الآثار المدمرة والمستمرة لتلك الممارسات التاريخية. سواء كانت على الأفراد في هارفارد، أو على مجتمعنا ككل". فيما أوصى تقرير الجامعة لجبر ذاكرة العبودية "من خلال التدريس والبحث والخدمة" والتزام مبلغ 100 مليون دولار لإنشاء صندوق إرث العبودية. قال باكو إن "بعض هذه الأموال ستكون متاحة للاستخدام الحالي، بينما سيُحفظ الرصيد في هبة لدعم هذا العمل بمرور الوقت".
ويهدف صندوق "إرث العبودية" إلى تمويل تنفيذ توصيات التقرير، بما في ذلك توسيع الفرص التعليمية لأحفاد العبيد في جنوب الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وإقامة شراكات مع الكليات والجامعات المعروفة باحتضان أصحاب البشرة السمراء تاريخياً، وتحديد العلاقات وبنائها مع أحفاد العبيد الذين عملوا في جامعة هارفارد.
وقال دينيس لويد حفيد أحد النساء اللاتي جرى استعبادهن من قبل أحد ممولي جامعة هارفرد، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، واصفاً تقرير هارفرد: "أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح" وفرصة لتعزيز "فهم أفضل للتاريخ الذي فقد... وسرق من الأمريكيين الأفارقة نتيجة العبودية".