أكد تجار في سوق المنامة أن الفعاليات التي نظمتها هيئة البحرين للسياحة والمعارض في السوق مؤخرا أسهمت في دعم الحركة التجارية والسياحة في السوق إلى حد كبير وجذب الكثير من المرتادين إليه من مواطنين ومقيمين وزوار وسواح، داعين الهيئة إلى مواصلة تنظيم مثل هذه الفعاليات على مدار العام بهدف استدامة النشاط الاقتصادي في هذا السوق الذي يعتبر أحد أشهر الأسواق التاريخية في الخليج العربي والمنطقة.

وأعرب التجار عن استعدادهم لدعم جهود هيئة السياحة في تنفيذ برنامج فعاليات متواصلة في سوق المنامة من خلال المشاركة في تنظيم تلك الفعاليات من مهرجانات وكرنفالات واحتفالات وعروض وجولات سياحية، وجوائز مجزية وغيرها، مشيرين إلى أهمية هذا الأمر في دعم القطاع السياحي والاقتصادي في البحرين ككل.

ونوهوا بتوجه هيئة السياحة إلى سوق المنامة لإقامة العديد من فعاليتها، مثل مهرجان "ذهب المنامة" الذي شارك فيه نحو 180 محل ذهب في السوق وسجَّل على مدى شهر من إقامته إجمالي مبيعات فاقت الـ 3.1 مليون دولار، وتضمن عروضا فنية متنوعة ومتحف رقمي بالتعاون مع مبادرة "حكاية المنامة"، إضافة إلى ما شهده من جوائز قيمة من خلال إجراء سحب أسبوعي لجميع الزوار الذين تسوقوا في أي من منافذ بيع الذهب في سوق المنامة ونتج عنها الإعلان عن 17 فائزًا بما في ذلك جائزة كبرى من السبائك الذهبية بقيمة 5000 دينار.

كما أشاد التجار بالفعاليات الأخرى من بينها عرض الأزياء الشعبية واستعراض للذهب كتراث بحريني أصيل وذلك داخل مجمع باب البحرين، وفعالية القرقاعون، وغيرها.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة الدكتور ناصر قائدي إن سوق المنامة يمثل جزءا مهما من برنامج جدول الفعاليات الحافل الذي تنظمه هيئة السياحة طيلة العام، والمكان الأنسب لتنفيذ مبادرات سياحية نوعية جاذبة، وجزء مهم من تاريخ البحرين التجاري والثقافي والاجتماعي والحضاري، ووجهة أساسية على قائمة الزوار والسياح، معربا عن شكره لجميع الجهات والتجار الذين ساهموا في دعم جهود الهيئة لإحياء سوق المنامة.

وكشف الدكتور قائدي أنه لا يزال في جعبة هيئة البحرين للسياحة الكثير من المبادرات التي تزمع تنفيذها في سوق المنامة، من بينها سينما خارجية، وجولات للزوار والسياح داخل السوق، إضافة إلى "أسبوع البحرين للتصميم" الذي تعمل الهيئة مع جمعيات فنية لجذب فنانين إقليميين للمشاركة، وذلك خلال النصف الثاني من العام الجاري.

من جانبه قال رئيس مجلس أمانة العاصمة المهندس صالح طرادة "نحن ننظر إلى برنامج الفعاليات الحافل الذي تنظمه هيئة السياحة في سوق المنامة كجزء أساسي من مشروع تطوير هذا السوق، ويسير جنبا إلى جنب مع جهود إعادة إحياء بعض بيوته ومتاجره ومختلف معالمه، وتطوير الساحات فيه مثل ساحة الطواويش، ودراسة تخصيص أماكن فيه كمواقف للسيارات ومرافق عامة، وغيرها من الخدمات التي تلبي تطلعات الزوار والسياح من جهة، وتجار السوق من جهة أخرى".

فيما أكد فاضل آل شرف مؤسس مبادرة "حكاية المنامة" عضو لجنة تطوير سوق المنامة أن كثافة حضور الفعاليات التي نظمتها هيئة البحرين للسياحة في سوق المنامة تؤكد فرص الجذب الكبيرة لهذا السوق، وسمعته، وقدرته على توفير تجارب سياحية وتسويقية مميزة، وخص بالذكر مهرجان تسوق "ذهب المنامة" الذي تمكّن من استعادة مكان سوق المنامة الكبير ومضاعفة نشاط الحركة التجارية لجميع المحلات فيه، وليس محلات الذهب فقط.

بدوره أشار رئيس اللجنة الأهلية لسوق المنامة وصاحب محل المحروس للمستلزمات العائلية إلى أهمية توقيت الفعاليات التي نفذتها هيئة السياحة في سوق المنامة، والذي جاء بعد فترة صعبة مر بها السوق نتيجة لجائحة كورونا، مشيرا إلى أن تحسن في مبيعات المتاجر في السوق بنسب متفاوتة.

وقال المحروس "نريد أيضا أن يكون سوق المنامة حاضرا أساسيا في الفعاليات الترفيهية والسياحية التي تقيمها الهيئة على مدار العام، إضافة إلى الترويج للسوق خارج البحرين كعنصر جذب للسياح والزوار من دول مجلس التعاون الخليجي والعالم"، وأضاف "نعتقد أن في ذلك مصلحة مشتركة للجميع، لنا كتجار، وللسوق كمعلم تراثي سياحي، وللاقتصاد البحريني ككل".

إلى ذلك قال نائب رئيس اللجنة وصاحب مقهى القرية التراثية في السوق محمود النامليتي "نلمس في سوق المنامة أن الفعاليات التي نظمتها الهيئة في سوق المنامة أسهمت بالفعل من إنعاش الحركة التجارية في مجمل المتاجر والمطاعم والمقاهي فيه، وأضاف "هذا النجاح يدفعنا لدعوة هيئة السياحة لتنظيم مزيد من المهرجانات المتخصصة في السوق، مثل مهرجان الأسواق التراثية لجذب الزوار والسياح لسوق الطواويش أو الحدادين أو الأقمشة، أو مهرجان المأكولات الشعبية انطلاقا من محال مثل آلو بشير ومقهى حاجي ومطعم القرية التراثية وغيرها".

وأعرب النامليتي عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تسريع استعادة سوق المنامة لمكانتها التي تستحق في صدارة المقاصد السياحية على مستوى البحرين والخليج العربي، خصوصا أنها واحدة من أقدم الأسواق التجارية في المنطقة، ومنها انطلقت الكثير من العائلات التجارية البحرينية، وتضم الكثير من المباني التراثية، وتتنشر فيها دور عبادة مختلفة تجسد التعايش والتآخي الحضاري الذي كان سائدا في البحرين عبر العصور، وتعتبر مركز الجذب الأول للزوار والسياح من الخليج العربي والمنطقة والعالم.