في الوقت الذي توشك أن تفقد فيه الأمل في الدراما العربية. وتعتبر منتجاتها عَلكا مكروراً لقصص تقليدية مستنسخة من شوارد الواقع مع الكثير من المبالغات، يفاجئك مسلسل «جزيرة غمام» بأن ثمة أعمالاً درامية جديدة هذا العام تملأ وجدانك باستشعار معالم الفن الرفيع في ما تشاهده. الإحساس بالمتعة الذي صار يتلاشى أمام السيل الجارف من مشاعر الإثارة والاستثارة ستسترجعه مع كل مكونات مسلسل «جزيرة غمام».
أول ما يسترعي اهتمامك في مسلسل «جزيرة غمام» هو العنوان المستوحى من عالم العجائبيات والغموض. مثيرا في أذهاننا ملكة الخيال البصري. فأنت ستتخيل جزيرة نائية محاطة بالغمام والضباب والندى لا يمكن كشف أسرارها إلا باجتياز البحر واختراق الغمام. هذا العنوان سيتكامل مع نص الروائي المتميز عبدالرحيم كمال، المحبوك بحرفية عالية. أحداث المسلسل ستتصاعد تدريجياً وتتشابك في تطور درامي مدهش لا يمكنك معه التنبؤ بأي نتيجة ولا الحكم المطلق على أي شخصية. والحوارات ذات البعد الإنساني والاجتماعي صيغت بعيدة عن الابتذال والخطابية الزاعقة التي تكسر انسيابية الخيال والمتعة.
إن النص الرفيع القادم من عالم الروايات البديعة مكّن جميع الممثلين من أداء أدوارهم بحرفية عالية قلّ أن نرى لها مثيلاً في الأعمال الدرامية الحالية. كل الممثلين تقاسموا البطولة وأبدعوا في تقمص الشخصيات. حتى الأطفال كانوا أبطالاً كباراً في بلوغهم مكامن الإحساس في الشخصيات التي يؤدونها، وفي صدق إيماءات وجوههم وبراعة تلويناتهم الصوتية أثناء أداء المشاهد. المسلسل قام على كفاءة عالية في توزيع المشاهد والأحداث بين الشخصيات في توازن يرفع القصة/الحكاية ويفرع أحداثها ثم يشبّكها ببعض. مما يجعل الحلقات بعيدة عن الحشو الذي تستدعيه ساعات البث الطويلة، ويجعل من كل الشخصيات هامة ورئيسة وذات علاقة مباشرة بالحبكة الرئيسة في القصة. وقد كسر المسلسل ميكانزمات «أسطرت» الممثل الأوحد. حيث يُكتب النص لأجل تعظيم ممثل أو ممثلة ومنحه سمات أسطورية في الخير أو الشر. ويصبح البطل «الممثل» هو مدار المسلسل وليست جزءاً من نسق وأحداث العمل.
أضفتْ عناصر الخيال واستدعاء الأساطير والخرافات تشويقاً ممتعاً لمتابعة المسلسل. دون مبالغات أو تهويل، وبعيداً عن الصراخ والصخب والأداء المتشنج. إنه التشويق الذي يحفز المشاهد إلى تحليل الأحداث وفك الرمزيات واستخلاص العبر. كما أن الأزياء والمكياج والديكورات وبراعة التصوير وإخراج الألوان كمّلت جماليات المسلسل لتجعل منه تحفة فنية لها مكانها المميز في الدراما العربية.
مسلسل «جزيرة غمام» كان في قمة الواقعية. تعرض للصراعات السياسية وللفساد الأخلاقي والانقسامات المجتمعية. وتناول مسألة الموقع الاجتماعي للدين، والتوظيف البرغماتي له. ناقش مفهوم الحب على مختلف المستويات. والمعالجة الواقعية التي تناول بها المسلسل تلك القضايا العديدة والمتشابكة والحساسة كانت معالجة مسّتْنا جميعاً، ومثلت طبائع حياتنا الاجتماعية حتى وجدنا أنفسنا جزءاً من تلك الأحداث والشخصيات التي يكتنفها الخيال والأسطورة.
«جزيرة غمام» مسلسل أعاد الفن إلى الدراما. وأعاد المشاهدين إلى مقاعد المتابعة بشغف، وانتظار الحلقات تباعا، والانشداه المتتالي لكل ما هو غير متوقع. بعد أن كنا نتابع أغلب الأعمال الدرامية من باب التسلية وتمرير الوقت. فشكراً لكل من عمل على تقديم هذا العمل الفني المبدع. عمل يستحق المشاهدة بجدارة.
أول ما يسترعي اهتمامك في مسلسل «جزيرة غمام» هو العنوان المستوحى من عالم العجائبيات والغموض. مثيرا في أذهاننا ملكة الخيال البصري. فأنت ستتخيل جزيرة نائية محاطة بالغمام والضباب والندى لا يمكن كشف أسرارها إلا باجتياز البحر واختراق الغمام. هذا العنوان سيتكامل مع نص الروائي المتميز عبدالرحيم كمال، المحبوك بحرفية عالية. أحداث المسلسل ستتصاعد تدريجياً وتتشابك في تطور درامي مدهش لا يمكنك معه التنبؤ بأي نتيجة ولا الحكم المطلق على أي شخصية. والحوارات ذات البعد الإنساني والاجتماعي صيغت بعيدة عن الابتذال والخطابية الزاعقة التي تكسر انسيابية الخيال والمتعة.
إن النص الرفيع القادم من عالم الروايات البديعة مكّن جميع الممثلين من أداء أدوارهم بحرفية عالية قلّ أن نرى لها مثيلاً في الأعمال الدرامية الحالية. كل الممثلين تقاسموا البطولة وأبدعوا في تقمص الشخصيات. حتى الأطفال كانوا أبطالاً كباراً في بلوغهم مكامن الإحساس في الشخصيات التي يؤدونها، وفي صدق إيماءات وجوههم وبراعة تلويناتهم الصوتية أثناء أداء المشاهد. المسلسل قام على كفاءة عالية في توزيع المشاهد والأحداث بين الشخصيات في توازن يرفع القصة/الحكاية ويفرع أحداثها ثم يشبّكها ببعض. مما يجعل الحلقات بعيدة عن الحشو الذي تستدعيه ساعات البث الطويلة، ويجعل من كل الشخصيات هامة ورئيسة وذات علاقة مباشرة بالحبكة الرئيسة في القصة. وقد كسر المسلسل ميكانزمات «أسطرت» الممثل الأوحد. حيث يُكتب النص لأجل تعظيم ممثل أو ممثلة ومنحه سمات أسطورية في الخير أو الشر. ويصبح البطل «الممثل» هو مدار المسلسل وليست جزءاً من نسق وأحداث العمل.
أضفتْ عناصر الخيال واستدعاء الأساطير والخرافات تشويقاً ممتعاً لمتابعة المسلسل. دون مبالغات أو تهويل، وبعيداً عن الصراخ والصخب والأداء المتشنج. إنه التشويق الذي يحفز المشاهد إلى تحليل الأحداث وفك الرمزيات واستخلاص العبر. كما أن الأزياء والمكياج والديكورات وبراعة التصوير وإخراج الألوان كمّلت جماليات المسلسل لتجعل منه تحفة فنية لها مكانها المميز في الدراما العربية.
مسلسل «جزيرة غمام» كان في قمة الواقعية. تعرض للصراعات السياسية وللفساد الأخلاقي والانقسامات المجتمعية. وتناول مسألة الموقع الاجتماعي للدين، والتوظيف البرغماتي له. ناقش مفهوم الحب على مختلف المستويات. والمعالجة الواقعية التي تناول بها المسلسل تلك القضايا العديدة والمتشابكة والحساسة كانت معالجة مسّتْنا جميعاً، ومثلت طبائع حياتنا الاجتماعية حتى وجدنا أنفسنا جزءاً من تلك الأحداث والشخصيات التي يكتنفها الخيال والأسطورة.
«جزيرة غمام» مسلسل أعاد الفن إلى الدراما. وأعاد المشاهدين إلى مقاعد المتابعة بشغف، وانتظار الحلقات تباعا، والانشداه المتتالي لكل ما هو غير متوقع. بعد أن كنا نتابع أغلب الأعمال الدرامية من باب التسلية وتمرير الوقت. فشكراً لكل من عمل على تقديم هذا العمل الفني المبدع. عمل يستحق المشاهدة بجدارة.