حظيت قضية شاب من فئة ”البدون" في الكويت، قضى بحادث سير مروع أثناء توجهه إلى عمله بأحد المستشفيات، بتعاطف شعبي واسع وتحرك رسمي للنظر إلى وضع أبناء هذا الشاب الذين فقدوا معيلهم الوحيد.

وتوفي الشاب، الذي يُدعى طلال تركي العنزي، ويعمل مسعفا في الطوارئ الطبية، أثناء توجهه إلى عمله يوم الجمعة الماضي، حيث فارق الحياة إثر حادث سير مروِع على شارع الخليج العربي.

ومنذ إعلان وفاته ناشد زملاء الشاب إضافة إلى نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وزير الصحة الدكتور خالد السعيد، عدم إيقاف راتب هذا المسعف واستمرار صرفه لأبنائه الأطفال الذين يعانون من ”وضع صحي خاص".

وأفادت حسابات إخبارية وعدد من النشطاء بأن ”طلال لديه 3 أطفال، يعانون من مرض وراثي ويحتاجون زراعة كبد"، مشيرين إلى أنه ”سبق أن تبرع بجزء من كبده لأحد أبنائه الذين لا يملكون معيلا غيره".

وأطلق النشطاء وسما حمل اسم الشاب، للتعليق على قضيته وإيصالها إلى وزير الصحة والمسؤولين للنظر بوضع هذه العائلة من جانب إنساني وصرف راتب والدهم لهم والتكفل بعلاجهم.

وبين الدكتور فايز الفايز، وهو من فئة ”البدون" ومن المدونين المتابعين بشكل دائم في هذه القضية، أن ”سبب المناشدة بعدم إيقاف صرف راتب طلال هو أنه بمجرد وفاة أو إيقاف عمل أي بدون ينقطع رزقه من ناحية التقاعد والتأمينات والضمان الاجتماعي"، وفق قوله.

ونقلت صحيفة ”القبس" الكويتية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن ”وزير الصحة خاطب مجلس الوزراء باعتبار المسعف طلال العنزي شهيد واجب".

وأوضحت المصادر أن ”راتب العنزي سيستمر في حال موافقة مجلس الوزراء، حيث سيتحصل أبناؤه على راتبه التقاعدي".

وأكدت أن ”وزارة الصحة تحرص على الوقوف مع موظفيها خاصة من يتعرضون للحوادث أثناء العمل في المرافق الصحية".

وتُعتبر قضية ”البدون" من القضايا الشائكة منذ عقود في هذا البلد الخليجي، وتقدر أعدادهم بأقل من 100 ألف شخص بحسب التقارير الرسمية، إلا أنهم يقولون ”إنهم أكثر من ذلك بكثير ويُصرون على أنهم كويتيو الأصل".

والبدون هم ”أهل البادية" الذين لم يحصلوا على جنسية دولة الكويت منذ استقلالها عام 1961، وتعتبرهم الحكومة مقيمين بصورة غير قانونية، حيث إنهم لا يمتلكون أي وثائق تثبت انتماءهم للكويت.

وعلت خلال السنوات الماضية أصوات لنشطاء وحقوقيين من أبناء هذه الفئة ومناصرين لقضيتهم، شددوا على ضرورة حسم هذا الملف الذي واجهت الكويت بسببه انتقادات دولية لعدم قدرتها على حله بشكل نهائي طيلة العقود الماضية.