بعد محاولة رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا دخول طرابلس، حرك عبدالحميد الدبيبة رئيس الوزراء المنتهي ولايته قواته لخطوط التماس.

وأصدر الدبيبة بصفته وزيرا للدفاع في حكومته، أمرا للكتيبة 166 مصراتة بقيادة محمد الحصان، بالتراجع عن حماية منظومة النهر الصناعي بمنطقة الشويرف، كما كلف أيضاً إحدى قواته المقربة منه لتسلم مهام الكتيبة 166 مصراتة.

وكتيبة 166 مصراتة هي قوات شبه نظامية، وقائدها مقرب من رئيس الوزراء الليبي الجديد فتحي باشاغا، وتؤمن منطقة الشويرف في دوريات مشتركة مع كتائب الجيش الوطني الليبي منذ أغسطس/آب الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار في سابقة نادرة استبشر بها الليبيون.

الشويرف

من جانبها، أطلقت قوات الدبيبة نداء لعناصرها بالمنطقة الوسطى والغربية بالتجمع داخل معسكراتهم بكل الآليات العسكرية الممكنة للتوجه إلى منطقة الشويرف، واستلام مقرات الكتيبة 166 مصراتة.

ومدينة الشويرف تعد أحد نقاط التماس، والتي يجرى بها تبادل المحتجزين وتسيير دوريات مشتركة والمنصوص عليها باتفاق وقف إطلاق النار، والقاضي بعدم تحريك أي أرتال عسكرية منها أو إليها إلى بموافقة مسبقة من لجنة 5+5.

ومن المتوقع أن يزيد قرار الدبيبة التوتر على نقاط التماس، ما يهدد باندلاع اشتباكات قد تعيد البلاد إلى المربع الأول.

وحاول باشاغا دخول العاصمة الليبية طرابلس الثلاثاء الماضي لممارسة مهامه منها، ودخل إياها وخرج من خلال منطقة الشويرف في سيارات مدنية.

وقف إطلاق النار

ويقول رمزي الرميح مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، إن أي محاولة لتغيير الواقع العسكري بشكل أحادي خاصة في نقاط التماس هو مخالفة واضحة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جينيف وقرارات لجنة 5+5 العسكرية الليبية.

وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن محاولة الدبيبة لإعادة القوات التي توصلت إلى توافق مع الجيش الوطني في الشويرف، وسيرا معا دوريات تأمين مشتركة، واستبدالها بأخرى موالية له، قد تهدد بعودة للمربع الأول والاشتباكات.

وأشار إلى أنه لو صحت المعلومات بتحريك قوات ما يعرف بقوة حماية الدستور والانتخابات الموالية للدبيبة إلى منطقة الشويرف يعني أننا أمام استعدادات حرب وشيكة.

ويقول الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح اللافي، إنه رغم كون الدبيبة وزير دفاع في حكومته إلا أن نقاط التماس يختص بها لجنة "5+5" وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي وحدها من تقرر تحريك القوات ومخالفة ذلك قد تجر البلاد إلى الفوضى والاحتراب.

وخاض الليبيون شوطا في محاولة توحيد المؤسسة العسكرية منذ اتفاق وقف إطلاق النار أكتوبر 2020، حيث التقى رئيس أركان الجيش الليبي عبدالرزاق الناظوري مع رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد في سرت عدة مرات، حيث شهدا تقارب كبير في وجهات النظر ومناقشة توحيد المؤسسة العسكرية.

ومنذ أغسطس الماضي، اتفقت قوات الجيش الليبي مع القوة الأمنية المساندة من مدينة مصراتة على تأمين الطريق وتسيير دوريات مشتركة في خطوة تاريخية جاءت بعد عدة سنوات من القطيعة، يمكن أن تمهد لتوحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية في ليبيا.