صفحات متخصصه

الاحتفال باليوم العالمي للتصلب المتعدد

يحتفل العالم في 30 مايو من كل عام بيوم التصلب المتعدد «MS»، اليوم الذي نحتفل فيه معاً تحت شعار «نتواصل لنواصل» والذي أطلقه الاتحاد العالمي للتصلب المتعدد.

نتواصل لنآزر ونشد على أيدي بعضنا البعض. نتواصل معاً لأن الأمل موجود بغد أجمل وأفضل.

يهدف الاحتفال إلى تسليط الضوء على الحواجز الاجتماعية التي تجعل مصابي التصلب المتعدد يشعرون بالوحدة والعزلة اجتماعياً، ولضمان حصولهم على خدمات أفضل من الرعاية الطبية والاجتماعية، إضافة إلى دعم أسرة المصاب لمساعدته في التعايش مع المرض وتجاوز أعراضه وآثاره النفسية.

يوم التصلب المتعدد هو يوم نستعرض فيه إنجازاتنا، ونتذكر فيه وقفاتنا مع الذات، هو يوم نصرح فيه بأننا مصابون متفائلون وعلى التواصل متعاهدون، وسنكون معاً متضامنين لدعم زملائنا الآخرين.

التصلب المتعدد هو مرض مناعي مزمن يؤثر بشكل رئيس في الجهاز العصبي المركزي، كما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض تتفاوت قوتها وحدتها من شخص إلى آخر.

ولأسباب غير معروفة إلى الآن، تقوم خلايا الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا العصبية وغشاء المايلين الذي يغلف الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي. فيؤدي إلى بطء انتقال الإشارات العصبية بين الجهاز العصبي المركزي وباقي أعضاء الجسم.

يقدر عدد المصابين بالتصلب العصبي المتعدد بنحو 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، والجدير بالذكر أن التصلب المتعدد يصيب النساء أكثر من الرجال، ويؤثر في فئة الشباب بين سن 20-50 سنة. ولكن في السنوات الأخيرة ظهر في فئات عمرية أصغر.

وبالرغم من عدم وجود علاج شافٍ للمرض حتى هذه اللحظة، إلا أنه توجد أدوية تساعد على تخفيف حدة الأعراض المصاحبة للمرض، وهناك علاجات تعديل مسار المرض، وكل منها يعمل بطريقة مختلفة من شخص إلى آخر للحد من الهجمات المصاحبة للمرض والأضرار الناجمة عنه، لذا قد تختلف درجة فعاليتها من شخص لآخر، كما أن العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والعلاج النفسي والتغذية المتوازنة، كل ذلك يساعد المرضى على التعامل مع المرض وتحسين جودة حياتهم.

وقد وفرت مملكة البحرين جميع الأدوية الخاصة بالتصلب المتعدد، وقد تنوعت العلاجات بين حقن وأقراص، كما وفرت حقن وريدية كل ستة أشهر، وأخرى تعطى مرة واحدة في السنة، ولعلاج الانتكاسات أو الهجمات فيعطى الكورتيزون للمريض وقت حدوث الهجمة فقط «لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام» وهذا يسهم في تسريع الشفاء من الهجمة والتخفيف من حدتها، وهو علاج وقتي أو لحظي لا يؤثر في مسار المرض.

وتعتبر مملكة البحرين أول دول خليجية بدأت في إنشاء مركز متخصص للتصلب المتعدد، والذي تحتضنه مدينة المحرق، حيث سيضم قسماً للتشخيص والتأهيل، ومختبر للتحاليل وقسم الأشعة والعلاج الطبيعي، إضافة إلى قسم للعلاج الوظيفي، والعلاج النفسي، والتغذية المتوازنة، حيث تساعد المرضى على التعامل مع المرض وتحسين جودة حياتهم. ولا ننسى تقديم الشكر الجزيل لوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني التي تشرف على إنشاء المبنى، كما أن الشكر موصول إلى بنك البحرين الوطني الذي قدم التمويل والدعم لبناء هذا المركز. وأخيراً، لنتواصل مع بعضنا ونواصل السير في طريق الأمل، فهذا اليوم نستجمع فيه قوتنا ونعلن فيه اطمئناننا بأن القادم أجمل دائماً، بالرغم من الإصابات الجديدة التي نلتقي بأصحابها، وبالرغم من الأعراض التي تفاجئنا فتهزمنا أحياناً، ونهزمها بقوة دائماً.

لكن يبقى الأمل بأن الغد أجمل، وأن تحديات الحياة تصقل شخصياتنا وتزيدنا قوة، وتبث فينا الحياة من جديد.

* رئيس الجمعية البحرينية لمرضى التصلب المتعدد