لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن أول أحلام الشاب البحريني المتزوج حديثاً هو أن يمكنه الله سبحانه وتعالى من بناء بيت العمر له ولزوجته ولأولاده.. بيت يخلصه من إيجار الشقة وبهدلة المؤجرين وملاحقتهم له. ويبدأ الشاب أولى الخطوات بطرق باب وزارة الإسكان لعله يفوز بقطعة أرض أو بيت سكن اجتماعي أو قرض، فيأتيه الجواب: «عليك يا هذا بالانتظار، فمازالت أمامنا طلبات كثيرة سبقت طلبك، فالسابقون السابقون أولى بالمعروف وأولى بالخدمات الإسكانية فلا تستعجل فسوف يأتيك الدور فاصبر وصابر».
وينتظر المسكين سنة، سنتين، ثلاثاً، ويأتي الفرج فقد حصل على قسيمة تبعد عن مسقط رأسه بعشرات الكيلومترات، ولكن لا يهم.. المهم أن هذه القسيمة في البحرين.. والبحرين صغيرة ويمكن أن يزور الوالد والوالدة ولو مرة في الأسبوع بعد أن يسكن في المنزل الذي ينوي بناءه.
ومن شدة فرحه يقوم بزيارة موقع هذه القسيمة فتصيبه صدمة تكاد أن توقعه على الأرض.. فهذه القسيمة مازالت في البحر وهي تبعد عن الساحل حوالي نصف كيلومتر أو أكثر، فكيف سيدفنها؟ وكيف سيصل إليها؟
ويسقط في يده.. ماذا يعمل؟ ويأتيه الجواب بأن عليه الانتظار، فالصبر مفتاح الفرج.. وأطفاله يكبرون وعددهم يزداد، والشقة تحولت إلى جحيم فلا نوم بعد الظهر وصراخ الأطفال وصياحهم يصل عنان السماء.. فماذا يعمل؟!!
وينتظر عاماً بعد آخر والمساحة بين الساحل وقطعة أرضه تتقلص بسبب بناء البيوت الحديثة، وبعد مرور سنوات من الصبر الجميل تحيط المنازل بقطعة أرضه التي تحولت إلى بحيرة صغيرة آسنة بالمياه، وتأتيه الإنذارات من وزارة الإسكان بضرورة سرعة دفنها وإلا سحبت منه وفقدها وذهبت لمستفيد آخر.. كما أن الجيران يلحون عليه بضرورة ردمها بعد أن تحولت هذه البحيرة إلى مرتع للبعوض والذباب وإلقاء النفايات بها، وأصبحت رائحتها لا تطاق.
ويستعين الرجل ببعض ما لديه من مال ومما اقترضه من هنا وهناك من أصدقائه ومعارفه فيدفن هذه البحيرة، وتنفرج أساريره فقد استطاع بعد حوالي عشر سنوات أن يضع رجليه على قسيمة أرضه.. آه.. ما أحلى أن يمتلك الإنسان قطعة أرض في وطنه حتى يستطيع أن يبني عليها حلمه الكبير «بيت عمره»، ووطنه الصغير فوق تراب وطنه الكبير.. ولكن كيف؟!!
وتلك قصة أخرى وفصل جديد، ولعله بعد سنوات يستطيع هو وزوجته وأبناؤه وبناته أن يضعوا أرجلهم في بيتهم الجديد.
يوفر ديناراً من هنا، وديناراً من هناك، ويقترض من هذا البنك ومن ذاك المصرف لعله يستطيع أن يوفر المبلغ الذي يستطيع به أن يبني ولو بيتاً صغيراً على قسيمة أرضه وتكون الفرحة أنه استطاع في النهاية أن يبني بيتاً من غرفتي نوم وحمامين، غرفة له ولأم الأولاد زوجته الغالية، وغرفة لبناته، أما الأولاد فمنامهم في الصالة، وهات يا مشاكل لا تنتهي.. وكان الله في عونه حتى يستطيع بعد سنوات وبعد أن ينحني ظهره من تسديد القروض التي تراكمت عليه، وربما انتقل إلى جوار ربه دون أن يسدد جميع ما عليه من قروض.
فرحم الله هذا المواطن البحريني الذي عاش طوال عمره وهو ينتقل من دين إلى مثيله، والدين كما يعرف الجميع همّ بالليل ومذلة بالنهار. فعسى الله سبحانه وتعالى أن يعوضه ببيت فسيح وواسع في الجنة.
وينتظر المسكين سنة، سنتين، ثلاثاً، ويأتي الفرج فقد حصل على قسيمة تبعد عن مسقط رأسه بعشرات الكيلومترات، ولكن لا يهم.. المهم أن هذه القسيمة في البحرين.. والبحرين صغيرة ويمكن أن يزور الوالد والوالدة ولو مرة في الأسبوع بعد أن يسكن في المنزل الذي ينوي بناءه.
ومن شدة فرحه يقوم بزيارة موقع هذه القسيمة فتصيبه صدمة تكاد أن توقعه على الأرض.. فهذه القسيمة مازالت في البحر وهي تبعد عن الساحل حوالي نصف كيلومتر أو أكثر، فكيف سيدفنها؟ وكيف سيصل إليها؟
ويسقط في يده.. ماذا يعمل؟ ويأتيه الجواب بأن عليه الانتظار، فالصبر مفتاح الفرج.. وأطفاله يكبرون وعددهم يزداد، والشقة تحولت إلى جحيم فلا نوم بعد الظهر وصراخ الأطفال وصياحهم يصل عنان السماء.. فماذا يعمل؟!!
وينتظر عاماً بعد آخر والمساحة بين الساحل وقطعة أرضه تتقلص بسبب بناء البيوت الحديثة، وبعد مرور سنوات من الصبر الجميل تحيط المنازل بقطعة أرضه التي تحولت إلى بحيرة صغيرة آسنة بالمياه، وتأتيه الإنذارات من وزارة الإسكان بضرورة سرعة دفنها وإلا سحبت منه وفقدها وذهبت لمستفيد آخر.. كما أن الجيران يلحون عليه بضرورة ردمها بعد أن تحولت هذه البحيرة إلى مرتع للبعوض والذباب وإلقاء النفايات بها، وأصبحت رائحتها لا تطاق.
ويستعين الرجل ببعض ما لديه من مال ومما اقترضه من هنا وهناك من أصدقائه ومعارفه فيدفن هذه البحيرة، وتنفرج أساريره فقد استطاع بعد حوالي عشر سنوات أن يضع رجليه على قسيمة أرضه.. آه.. ما أحلى أن يمتلك الإنسان قطعة أرض في وطنه حتى يستطيع أن يبني عليها حلمه الكبير «بيت عمره»، ووطنه الصغير فوق تراب وطنه الكبير.. ولكن كيف؟!!
وتلك قصة أخرى وفصل جديد، ولعله بعد سنوات يستطيع هو وزوجته وأبناؤه وبناته أن يضعوا أرجلهم في بيتهم الجديد.
يوفر ديناراً من هنا، وديناراً من هناك، ويقترض من هذا البنك ومن ذاك المصرف لعله يستطيع أن يوفر المبلغ الذي يستطيع به أن يبني ولو بيتاً صغيراً على قسيمة أرضه وتكون الفرحة أنه استطاع في النهاية أن يبني بيتاً من غرفتي نوم وحمامين، غرفة له ولأم الأولاد زوجته الغالية، وغرفة لبناته، أما الأولاد فمنامهم في الصالة، وهات يا مشاكل لا تنتهي.. وكان الله في عونه حتى يستطيع بعد سنوات وبعد أن ينحني ظهره من تسديد القروض التي تراكمت عليه، وربما انتقل إلى جوار ربه دون أن يسدد جميع ما عليه من قروض.
فرحم الله هذا المواطن البحريني الذي عاش طوال عمره وهو ينتقل من دين إلى مثيله، والدين كما يعرف الجميع همّ بالليل ومذلة بالنهار. فعسى الله سبحانه وتعالى أن يعوضه ببيت فسيح وواسع في الجنة.