بالأمس وأنا أقلب في صفحات سابقة منذ سنوات طويلة، وقعت في يدي نسخة من نقاش مع إحدى المنصات الإعلامية التي كانت ومازالت تدافع عن البحرين بضراوة وإخلاص ممن يستهدفونها، ومن ضمن جملة ما كنت أقوله للمسؤولين عن هذه المنصة الإعلامية في شأن «قوة تأثير» عمليات الدفاع عن الوطن بأن هناك نوعيات من البشر «لا يحتاجون توصية» على بلادهم؛ إذ هؤلاء البحرين تسري فيهم مسرى الدم في العروق، والفارق شاسع وكبير بين من يعمل لبلده، ومن يعمل لمصلحته.
يدور الزمان، وتطوي الأيام نفسها طياً، وكحال الدنيا ترى المتناقضات دائماً أمامك، في مشهد مؤسف مخجل يجعلك تضحك على هذا «الهزل».
أذكر مواقف عديدة لأفراد بعضهم «باع» الوطن في وقت شدته، هرب كما «الفئران» التي تقفز من السفينة حينما ترى «خرقاً» بها ينذر بغرقها، بيد أن الفرق أن سفينة البحرين القوية كان من الاستحالة لها أن تغرق، فأبناؤها سدوا أي خروقات افتعلها الكارهون، سدوها بأجسادهم ودمائهم وتضحياتهم. أقول إنني أذكر أحد «الفئران» يخرج على الملأ بعد سنوات لينظّر عليهم في شأن «الوطنية» و«كيف نحمي الوطن»! مشهد هزلي مضحك، كما «العاهرة التي تدعي الشرف».
بعيداً عن السياسة وما خُطط غدراً للبحرين، ومن عمل ومول وجند، ومن نفذ وباع وظن أنه سيسرق هذا التراب، تجد «التأرجح» في مفهوم «الإخلاص» عند كثيرين، سواء أكان بشأن الوطن وما يندرج تحته من تفريعات وتصانيف، أو بشأن التوجهات الخاصة والأهداف الشخصية.
هنا أتذكر دائماً نقد مواطنين مخلصين كثر لمشاهد فيها يستفيد أشخاص من مواقع أو صلاحيات أو أمور تتداخل في شؤون الوطن وأهله، في حين الشواهد والتاريخ يفيد بأن هؤلاء «أبعد» ما يكون همهم وحرصهم على الوطن، بل مصالحهم الشخصية ومنافعهم هي «الدستور» الذي يسيرون عليه ويؤمنون به.
ووسط تباين الآراء والانتقادات الناقدة لمثل هذه النوعية من الناس ووجوب «عدم تمكينهم» أو «توسم الخير فيهم» لأن من باع الوطن مرة سيبيعه مليون مرة، وأن هناك آلافاً مؤلفة من الأشخاص الذين لو طلبت منهم البحرين أغلى ما عندهم لم ولن يترددوا لحظة في ذلك.
أتذكر أن هكذا أحاديث دائماً ما تدور في أوساط ومجالس حضرت فيها، وجلست أتابع الانفعال الذي يعتري من يتحدث فيها، وبداخلي شيء من السعادة بأن هذه الغيرة على الوطن موجودة ولا يمكن محوها من داخل قلوب وأفئدة أبناء مخلصين لها للأبد، لكن في المقابل هناك شيء من الألم حينما يصدق القول وترى من تهمه مصلحته الخاصة يدعي حرصه وخوفه على الوطن.
الناس يعرفون، والتاريخ يشهد، والمواقف تفصل وتكشف، وشتان بين من يرى البحرين «هدفاً أسمى» دونه يسعى لفعل كل شيء لتعلو وتزدهر ويغمر الخير أهلها، وبين من يرى البحرين «جسراً ومعبراً» يستغله ليحقق مكسبه الخاص. وكم منهم حينما نادت البحرين ستجده آخر الملبين، هذا إن لبى النداء أصلاً.
أمنيات المخلصين الدائمة لا تخرج أبداً عن دعواهم بأن: ربي احمِ بلدي من كل الاستغلاليين والأعادي. اللهم آمين.
يدور الزمان، وتطوي الأيام نفسها طياً، وكحال الدنيا ترى المتناقضات دائماً أمامك، في مشهد مؤسف مخجل يجعلك تضحك على هذا «الهزل».
أذكر مواقف عديدة لأفراد بعضهم «باع» الوطن في وقت شدته، هرب كما «الفئران» التي تقفز من السفينة حينما ترى «خرقاً» بها ينذر بغرقها، بيد أن الفرق أن سفينة البحرين القوية كان من الاستحالة لها أن تغرق، فأبناؤها سدوا أي خروقات افتعلها الكارهون، سدوها بأجسادهم ودمائهم وتضحياتهم. أقول إنني أذكر أحد «الفئران» يخرج على الملأ بعد سنوات لينظّر عليهم في شأن «الوطنية» و«كيف نحمي الوطن»! مشهد هزلي مضحك، كما «العاهرة التي تدعي الشرف».
بعيداً عن السياسة وما خُطط غدراً للبحرين، ومن عمل ومول وجند، ومن نفذ وباع وظن أنه سيسرق هذا التراب، تجد «التأرجح» في مفهوم «الإخلاص» عند كثيرين، سواء أكان بشأن الوطن وما يندرج تحته من تفريعات وتصانيف، أو بشأن التوجهات الخاصة والأهداف الشخصية.
هنا أتذكر دائماً نقد مواطنين مخلصين كثر لمشاهد فيها يستفيد أشخاص من مواقع أو صلاحيات أو أمور تتداخل في شؤون الوطن وأهله، في حين الشواهد والتاريخ يفيد بأن هؤلاء «أبعد» ما يكون همهم وحرصهم على الوطن، بل مصالحهم الشخصية ومنافعهم هي «الدستور» الذي يسيرون عليه ويؤمنون به.
ووسط تباين الآراء والانتقادات الناقدة لمثل هذه النوعية من الناس ووجوب «عدم تمكينهم» أو «توسم الخير فيهم» لأن من باع الوطن مرة سيبيعه مليون مرة، وأن هناك آلافاً مؤلفة من الأشخاص الذين لو طلبت منهم البحرين أغلى ما عندهم لم ولن يترددوا لحظة في ذلك.
أتذكر أن هكذا أحاديث دائماً ما تدور في أوساط ومجالس حضرت فيها، وجلست أتابع الانفعال الذي يعتري من يتحدث فيها، وبداخلي شيء من السعادة بأن هذه الغيرة على الوطن موجودة ولا يمكن محوها من داخل قلوب وأفئدة أبناء مخلصين لها للأبد، لكن في المقابل هناك شيء من الألم حينما يصدق القول وترى من تهمه مصلحته الخاصة يدعي حرصه وخوفه على الوطن.
الناس يعرفون، والتاريخ يشهد، والمواقف تفصل وتكشف، وشتان بين من يرى البحرين «هدفاً أسمى» دونه يسعى لفعل كل شيء لتعلو وتزدهر ويغمر الخير أهلها، وبين من يرى البحرين «جسراً ومعبراً» يستغله ليحقق مكسبه الخاص. وكم منهم حينما نادت البحرين ستجده آخر الملبين، هذا إن لبى النداء أصلاً.
أمنيات المخلصين الدائمة لا تخرج أبداً عن دعواهم بأن: ربي احمِ بلدي من كل الاستغلاليين والأعادي. اللهم آمين.