كتبت - شيخة العسم:كشف وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي أن الوزارة ستدشن مطلع العام الدراسي الجديد 2015/ 2016 عدداً من المشروعات التربوية، أبرزها التمكين الرقمي، والمدارس المعززة للصحة، والإرشاد التقني، والقرائية، إضافة للتوسّع في عدد من المشاريع من ضمنها الاستراتيجية العددية.وأشار الوزير في حوار لـ «الوطن» إلى أن الوزارة أخذت على عاتقها مواجهة محاولات الاعتداء المتكررة على المدارس والمباني التعليمية والتي بلغت 429 حالة متنوعة بين الحرق والتكسير وسد الطرق وذلك عبر تنفيذ مجموعة من المشروعات المعززة لقيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر ضمن النموذج الوطني للمدرسة المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان.وأوضح أنه تحقيقاً لذلك الهدف دربت الوزارة 462 من المعلمين والشركاء بالمجتمع المدرسي على نقل قيم التسامح والتعايش وقبول الرأي والرأي الآخر لدى الطلبة من خلال مجموعة من الأنشطة بالمراكز التدريبية، إضافة إلي تهيئة الإدارات المدرسية وإعداد المعلمين، علاوة على تطوير حقيبة تعليمية تتضمن 30 نشاطاً مستمداً من الحقائب التدريبية لليونسكو لإكساب المعلمين مهارات توظيف القيم في الأنشطة الصفية واللاصفية. وأكد الوزير أنّ التربية على مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان واحترام الآخرين والتعامل الإيجابي مع الاختلاف هو ما تسعى الوزارة لتعزيزه بالمناهج بصورة عامة خلال الفترة المقبلة من خلال تضمين المفاهيم العميقة بالمقررات والأنشطة والبرامج والفعاليات.ونوه إلى أنّ مشروع التمكين الرقمي ليس أول مشروع تربوي لدى الوزارة يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فهناك مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل الذي يعدّ نقطة تحوّل من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني، وساهم في تهيئة البيئة المدرسية والمعلمين والطلبة تقنياً ومعلوماتياً ومهاراتياً. .وفيما يلي نصّ المقابلة مع وزير التربية والتعليم د.ماجد بن علي النعيمي - ما هي أبرز المشروعات الجديدة التي تدشنها الوزارة العام الدراسي الجديد؟- أولاً أودّ أن أهنئ القيادة وجميع الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والإداريين والمهتمين بالتربية والتعليم بالبلاد بمناسبة قرب بدء العام الدراسي الجديد 2015/ 2016م، متمنياً أن يكون عاماً زاخراً بالإنجاز والتميّز، وكما تعلمون فإنّ وزارة التربية والتعليم في جهد دؤوب وعمل مستمر لتطوير العملية التعليمية بالمدارس، لذلك عملت خلال السنوات الماضية على استحداث مشاريع تربوية نوعية في إطار المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب ومتطلبات برنامج عمل الحكومة وبالتوافق مع خطط المنظمات التربوية الدولية والإقليمية وأهدافها، ومن أهم المشروعات التي ستبدأ الوزارة في تنفيذها في هذا العام الدراسي الجديد مشروع التمكين الرقمي الذي أمر بتنفيذه جلالة الملك المفدى بمهرجان البحرين أولاً.حاسوب لكل طالب- بخصوص مشروع التمكين الرقمي، ما هي تفاصيل المشروع؟- المشروع جاء بهدف تعزيز التعليم الإلكتروني وتطويره بالمدارس وتمكين الطلبة والعاملين بالقطاع التربوي من التوظيف الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، بهدف إعداد أجيال قادرة على الإبداع والريادة في هذا المجال، ولأجل نجاح المشروع قامت الوزارة بتوفير المحتوى التعليمي الرقمي والتدريب عليه، والعمل على إنتاج مواد تعليمية رقمية معززة للمحتوى التعليمي استعداداً لتطبيقه في مدارس التجربة الأربع، إضافة إلى أنّ الوزارة سوف تقوم بتوفير حاسوب لكل طالب في هذه المدارس يستخدمه في المدرسة ويحمله معه إلى البيت وذلك في إطار تعزيز توظيف الطالب للتكنولوجيا في تعلّمه حتى خارج المدرسة.- ماذا عن خطة الوزارة لتهيئة المعلمين بالمدارس على مشروع التمكين الرقمي؟ - ينبغي أن أؤكد أنّ مشروع التمكين الرقمي ليس أول مشروع تربوي لدى الوزارة يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فهناك أيضاً مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل الذي يعدّ نقطة تحوّل من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني، وساهم المشروع في تهيئة البيئة المدرسية والمعلمين والطلبة تقنياً ومعلوماتياً ومهاراتياً، ويأتي مشروع التمكين الرقمي كاستكمال لسياسة الوزارة في تعزيز التعلم الإلكتروني بالمدارس، أضف إلى ذلك أنّ الوزارة تُلزم جميع المعلمين بالحصول على التأهيل التكنولوجي والإلكتروني من خلال دورات ICDL وغيرها لتعزيز الممارسات التربوية الإلكترونية داخل المدارس، واستمراراً لهذا النهج ستقوم الوزارة مطلع العام الدراسي الجديد بتدشين مشروع الإرشاد التقني الذي يهدف لتمكين المعلمين من استخدام التقنية الحديثة ودمجها في عمليات التعليم والتعلّم، وفي هذا الإطار تمّ إعداد برنامج تدريبي تولى تنفيذه خبراء عالميون من الجمعية الدولية للتقنية في التعليم بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، واكتسب المتدربون من خلاله مهارات متقدمة في توظيف التقنية لتعزيز التعليم، وتطوير مهاراتهم في تخطيط وتنفيذ دروس ونشاطات تعليمية وتقويمية تركز على تنمية مهارات الابتكار والإبداع وحل المشكلات لدى الطالب، وتوظيف أدوات الاتصال الرقمية لتوسيع نطاق التعلم إلى خارج أسوار المدرسة، مع تعزيز قيم وأخلاقيات المواطنة الرقمية المسؤولة لدى الطالب.اعتداءات المدارس- تعرّضت المدارس خلال السنوات الأربع الماضية إلى 429 اعتداءً، فكيف تواصل المدارس أداء رسالتها التربوية رغم هذه الاعتداءات؟- يؤسفنا بالطبع استهداف المدارس بهذه الطريقة واستمرار الإرهابيين في محاولتهم حرمان الأطفال من الحصول على حقّهم في التعليم، ولكن فشل مسعاهم، والسبب في ذلك أنّ الغاية السيئة تغلبها النيات الحسنة، فإذا كان الإرهابيون يهدفون لترويع الطلبة فإن المدارس تعمل على تنفيذ مجموعة من المشروعات المعززة لقيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر ضمن النموذج الوطني للمدرسة المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان، ومن أجل ذلك قامت الوزارة بتدريب 462 من المعلمين وكافة الشركاء في المجتمع المدرسي، بالتركيز على العديد من القيم منها قيم التسامح والتعايش وقبول الرأي والرأي الآخر لدى الطلبة من خلال مجموعة من الأنشطة في المراكز التدريبية، وتهيئة الإدارات المدرسية وإعداد المعلمين وتدريبهم، وتطوير حقيبة تعليمية تتضمن 30 نشاطاً مستمداً من الحقائب التدريبية لليونسكو لإكساب المعلمين مهارات توظيف القيم في الأنشطة الصفية واللاصفية، وتجهيز البيئة التعليمية في مدارس التجربة بالمستلزمات الضرورية لإعداد المدارس لتكون بيئة متكاملة لتعزيز تلك القيم، سواء على المستوى المعرفي أو المهارات المكتسبة أو السلوك اليومي.المواطن الصالح- هل تعمل المدارس على تعزيز ممارسات المواطنة داخل أسوار المدرسة؟ وماذا عن خطط إعداد الطلبة كمواطنين صالحين بالمجتمع؟- كما تعلمون بأنّ التربية الحديثة تقوم على مبدأ التشارك بين كثير من الأطراف في العملية التربوية، وهناك المدرسة ولها نصيب كبير منها، وهناك الأسرة، ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وغيرها، وبالنسبة لدور المدارس بالتربية على المواطنة هو فعلاً ينبغي ألا يقتصر فقط على المدرسة بل يتعداه، ولدينا الكثير من المشروعات والبرامج التي تؤهل الطالب ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه، وأذكر على سبيل المثال مساق خدمة المجتمع لطلبة المرحلة الثانويةويتيح المساق للطالب أداء الخدمة المجتمعية في المؤسسات الرسمية، كمتطلب من متطلبات التخرّج من الثانوية، وفي العام الدراسي الماضي سجّل طلبة المرحلة الثانوية أكثر من 26 ألف ساعة خدمة مجتمعية في 164 مؤسسة، واستفاد من ذلك حوالي 8 آلاف طالب، ويهدف المساق إلى زرع قيمة المجتمع داخل الطالب وترسيخ قيم المواطنة والعطاء اللامحدود للوطن، وتنمية شخصية الطالب وأدائه وسلوكه داخل البيئة المدرسية وخارجها، ويساعد المساق الطالب على اكتساب الخبرات في وقت متقدم وفي سن مبكر، ما يساهم في بناء المجتمع ورقي المملكة، إذ لم تعد تقتصر مهمة الطلبة في إنجاز ما توكل إليهم من أعمال داخل المؤسسات، بل إنه وفي نهاية ساعات التطبيق العملي يطلب منهم الاختيار بين تقديم بحث حول المؤسسة أو إبداء آرائهم ومقترحاتهم التي من شأنها أن تسهم في تطوير وتحسين أداء المؤسسات، كما سيتم ولأول مرة استحداث استمارة للمؤسسات وللطلبة ولأولياء أمورهم لرصد تقييمهم وآرائهم ومقترحاتهم.الاستراتيجية العددية- بدأتم خلال الفترة الماضية تطبيق الاستراتيجية العددية في الرياضيات، فهل هناك خطّة للتوسع في التطبيق؟- طبقنا الاستراتيجية العددية المطورة للرياضيات بالمرحلة الابتدائية، وبعض الأشخاص يتعاملون مع كلّ جديد بحذر، ولما رأوا انعكاس الاستراتيجية على مستوى أبنائهم بالرياضيات تحوّلوا من متحفظين على تطبيق الاستراتيجية إلى داعمين لها، وفي هذا العام سنقوم بالتوسع في تطبيق الاستراتيجية، وسنقوم بتجريب تنفيذها في ثمان مدارس إعدادية، لطلبة الصف الأول الإعدادي، ومن ثم سيتم تعميمها بشكل تدريجي بعد تقييم مدى نجاحها، واستعداداً لهذا التوسع قامت الوزارة بتدريب معلمي الرياضيات في المرحلة الإعدادية ضمن برنامج تدريبي موسع في ثمانية مراكز موزعة على كافة المحافظات، حيث تناول التدريب عدداً من المحاور، وهي استراتيجيات العصف الذهني، توظيف المواد التفاعلية واليدوية في تعليم الرياضيات وتعلمها، توظيف التكنولوجيا في تعليم الرياضيات وتعلمها، حل المشكلات ومهارات التفكير، تفعيل خطط الدروس والأنشطة الاستهلالية، كما سيتم تقديم دعم صفي -دروس تطبيقية-، ومتابعة مستمرة لأداء المعلمين في مدارس التجربة، وأنا متفائل جداً بنجاح التجربة في المرحلة الإعدادية بعد تعميمها في المرحلة الابتدائية، خصوصاً أنّ الاستراتيجية تطوّر قدرات الطالب وتنمي مهاراته في استعمال الرياضيات وتوظيفها في مختلف أوجه الحياة اليومية، حيث يتعلم الطالب من خلاله طرائق تعليم وتعلم متنوعة ومتطورة، تعمل على تنشيطه وتحفزه للقيام بدور نشط وفعال أثناء تعلم الرياضيات، وتنمي قدراته على توظيف الرياضيات في المواقف الحياتية.التقييم الدولي- نعلم أنّ هناك تقييماً لمشاريعكم التطويرية، فهل هناك تقييمات عالمية في الرياضيات مثلاً؟- التقييمات المحلية مهمة جداً للمشروعات والبرامج التي ننفذهــــا ولكن التقييم العالمي هو الأهم، وأودّ أن أوضح أنّ البحرين عضو في المنظمات التربوية الإقليمية والدولية، وهي بذلك تضع خططها بالتوافق مع الخطط والأهداف الخاصة بهذه المنظمات بهدف تطوير عملها باستمرار، وأضف إلى ذلك أنّ الوزارة تحرص على الحصول على تغذية راجعة من المشاركة في الاختبارات العالمية، ومنها دراسة التوجهات الدولية في العلوم والرياضيات (TIMSS) والتي شاركت فيها البحرين للمرة الرابعة وشمـــــلت طلبة الصفيــــن الرابع الابتدائي والثانـــي الإعدادي، وكذلك الدراسة الدولية لقياس التقدم في المهارات القرائية (PIRLS) التي شاركت فيها البحرين للمرة الأولى بشكل تجريبي، والتي تهدف إلى قياس قدرات طلبة الصف الرابع الابتدائي في مهارة القراءة بلغتهم الأم، وهاتان الدراستان اللتان شارك فيهما طلبة المدارس الحكومية والخاصة تنفذان بإشراف من الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي، وتشارك فيهما حوالي 60 دولة، ومما لا شكّ فيه أنّ المشاركات تساعد الوزارة على التعرف على واقع أداء الطلبة في مواد الرياضيات والعلوم والقرائية مقارنةً بأقرانهم من الدول الأخرى، كما إنها تشكل تغذية راجعةً تستفيد منها الوزارة في مراجعة المناهج وأساليب التقويم وتدريب المعلمين على استراتيجيات التدريس الحديثة، والبحرين حققت خلال مشاركتها الأخيرة عام 2011 في اختبارات (TIMSS)في العلوم والرياضيـــات المركــــز الأول عـــربياً على صعيـــد مادتــــي العلــــوم والرياضيات بالنسبـــة للصف الرابـــع، كمــــا احتلـــــت المركز الثاني عربياً بالنسبة لمادة العلوم للصف الثامن، والمركز الخامس عربياً بالنسبة لمادة الرياضيات للصف الثامن.