محمد إسحاقي
لو قُدم لك جمل سمين كامل لتناوله على العشاء لوحدك فهل يمكنك ذلك؟ أم ستحتاج إلى تقسيمه لأقسام صغيرة وعلى فترات متباعدة حتى تنتهي منه؟
فالجمل السمين كناية عن المشـــكلات الكبيرة والعادات التي ترسخت في نفسك بعد سنوات من الممارسة والتكرار، وحتى لو حاولت حلها كلها في جلسة واحدة فإن مصير ذلك في الغالب هو الفشل، ولا بد من التدرج.
وليس الكلام هنا عن المشكلات الصغيرة التي يمكن حلها في وقت يسير كعطل في السيارة أو جُرح عابر أو موقف أســـأت التصرف فيه فتعتذر عما بدر عنك.
بل المقصود المشكلات التي لا يمكن حلها إلا بعد شهور أو سنوات من العمل كالسمنة المفرطة بسبب الأكل أو تفاقم الأمراض في الجسم أو فساد الأبناء وانحرافهم والذي نتج بعد سنوات من الإهمال.
فتدهور الصحة وإصابة الإنسان بالسمنة بسبب الإهمال على مدار سنوات وما ترتب عليه من أمراض لا يُمكن معالجته دفعة واحدة، ولا بد من برنامج صارم وتغيير لعادات الأكل وتعويد النفس على الجوع وحملها على الرياضة والحركة وسترى النتيجة بعد مدة من الاستمرار على ذلك.
وقد لا يرى الإنسان التحسن في أول الأمر فييأس ويترك العمل، فالتغيير في البداية لا يظهر سريعاً ويحتاج لوقت حتى يلاحظ الإنسان أثره، ومع الاستمرار تبدأ الأمور بالتحسن وتزول المشكلة أو يقل تأثيرها بإذن الله.
وقبل حل أي مشكلة قم بكتابتها على ورقة أمامك، واكتب بعد ذلك مُسبباتها ولماذا وصلت لهذه المرحلة، وفكر في الحلول المقترحة لحلها، واختر منها الحل الأنسب الذي تراه وابدأ في التنفيذ مستعيناً بالله.
ولكل مشكلة طريقة مختلفة للحل وأسباب مختلفة، ولكل إنسان ظروفه الخاصة، ولن تحل أي مشكلة ما لم تعترف بها وبما وقع منك من تقصير، فالبعض لا يرى تقصيره الذاتي ويلقي بكامل اللوم على الآخرين أو الظروف من حوله.
فهل أنت قادر الآن على تناول الجمل بالكامل الآن؟؟