"أقترب من التخرّج من المرحلة الثانوية، وأنا في قمة الفخر والاعتزاز برحلة تحدي المرض، بدعم منقطع النظير من وزارة التربية والتعليم والمدارس الحكومية، إذ تم توفير كافة التسهيلات المراعية لظروفي الصحية الصعبة، والداعمة لحصولي على حقي الأصيل في التعليم، فكلمة شكراً لا تكفي كل من وقف معي وساندني".

بتلك الكلمات بدأت الطالبة بتول السيد جعفر من مدرسة الشروق الثانوية للبنات حديثها الشيّق عن مسيرتها الحافلة بالصبر والطموح والإصرار، وأضافت: "كنت في العاشرة من عمري حين أُصبت بمرض السرطان، وبدأت رحلة العلاج بجلسات مكثفة من العلاج الكيميائي حرمتني من الذهاب للمدرسة، حتى حصلت على الإذن الطبي بالذهاب إليها، رغم استمرار آلامي ومتاعبي وتعذر حضوري بشكل مستمر، ولكن فور علم الوزارة بحالتي وجهت المدرسة إلى تقديم كل الدعم والتعاون، بغرض تيسير حصول على الخدمة التعليمية".

وواصلت بتول: "كان انتظامي بثانوية الشروق انعطافة كبرى في مسيرة حياتي، حيث أخذت المدرسة بيدي خطوةً بخطوة، وحرصت على توفير سبل الراحة واختيار أفضل الوسائل التعليمية المناسبة لحالتي الصحية، فلم أشعر يوماً أن ثمة مرض يمنعني من أن أكون كزميلاتي، حتى في أحلك أيام المرض، هذا إلى جانب ما تلقيته من دعم تقني خاص في الفترة الاستثنائية والتعلّم عن بعد، ولعل ما يميز هذه المدرسة هي الصلة الإنسانية التي تربطها بطالباتها".

وتسترسل بتول: "وأنا محاطة بدعم منقطع النظير من قبل الهيئتين الإدارية والتعليمية، لم تشعرني المدرسة يوماً أنني عاجزة عن تحقيق حلم التخرج من المرحلة الثانوية، وكانت الاختبارات والدروس تسير بيسر وسلاسة، فلم يفتني شيء حتى في أشد فترات توعكي الصحي، وكان التواصل الدائم مع المعلمات والمشرفات يمنحني الشعور بالاطمئنان، وأنا أترقب احتفالي بالتخرّج ونجاحي في تخطي هذه المرحلة الصعبة".