في مفاجأة غير مسبوقة، أعلن أنتوني ألبانيزي، رئيس الوزراء الأسترالي الجديد، تعيين أول وزيرة مسلمة في تاريخ أستراليا، في حكومته العمالية بعد فوز حزبه بالأكثرية في الانتخابات.

وجاء تعيين عزة محمود السروجي الملقبة بـ"آن علي"، ذات الأصول العربية ومصرية الأصل، بمنصب وزيرة الشباب وتعليم الطفولة المبكرة في الحكومة الأسترالية، كمشهد تاريخي وسابقة في البلاد.

وأدّت عزة محمود السروجي، اليمين الدستورية، السبت، لتكون أول وزيرة مسلمة في تاريخ أستراليا، وبيدها نسخة من مصحف غلافه زهري اللون.

وظهرت السروجي المولودة في مدينة الإسكندرية المصرية، أثناء حلف اليمين وبعدها نهض رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، عن كرسيّه ليصافحها ويهنئها في مشهد وصف على نطاق واسع بأنه "تاريخي ومميز".

ودخلت آن علي إلى حكومة ألبانيزي بألقاب عديدة، لعل أبرزها كونها أول عربية ومسلمة تشغل منصبًا وزاريّا في تاريخ أستراليا، المقيم فيها أكثر من 620 ألف مسلم.

وتضم حكومة ألبانيز 23 وزيرًا، من بينهم 10 نساء، مقارنة بسبع نساء في حكومة رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون الليبرالية.

وآن علي أو عزة علي السروجي، ولدت في الإسكندرية في 29 مارس 1967، هي أول سيدة من أصل عربي وإسلامي تشغل هذا المنصب في تاريخ أستراليا.

وعلى الرغم من أن السروجي وافدة جديدة إلى حزب العمال الأسترالي، فإنها أثبتت في غضون سنوات قليلة جدارتها وحنكتها السياسية.

ويظهر من سيرتها على موقع "ويكيبيديا"، أنها سياسية أسترالية من حزب العمال، ودخلت مجلس النواب عام 2016 عن مقعد كوان في غرب أستراليا، وأصبحت لدى انتخابها أول امرأة مسلمة تدخل مجلس النواب الأسترالي.

على الصعيد المهني، عملت آن علي كأستاذة ومحاضرة وأكاديمية متخصصة في مكافحة الإرهاب، وأسست منظمة "الناس ضد التطرف العنيف" (PaVE) بهدف مواجهة التطرف في أستراليا.

وتقول إن المرأة الأسترالية الناشطة في العمل السياسي لا يزال أمامها طريق طويل لتحقيق كامل تطلعاتها.

وأضافت: "لا يتم منح مناصب قيادية للنساء. آخر امرأة حصلت على منصب سياسي بارز كانت جوليا غيلارد"، وفقًا لحديث سابق مع إحدى وسائل الإعلام.

وولدت الوزيرة الأسترالية لأم ممرضة ووالد يعمل مهندسًا، وتزوجت ثلاث مرات وهي أم لولدين وزوجها الحالي هو ضابط الشرطة السابق ولاعب هوكي الجليد الكندي ديفيد ألين.

وانتقلت مع والديها إلى أستراليا في سن الثانية من خلال برنامج لدعم الهجرة، حيث عاشت أولًا في كوينزلاند قبل أن تستقر في ضواحي سيدني الغربية، حيث التحقت بمدرسة البنات الأنجليكانية الخاصة بينما عمل والدها في المصانع وكسائق حافلة.

وعادت إلى مصر لإكمال دراستها الجامعية، حيث تخرجت في الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1990 بدرجة بكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف في الأدب الإنجليزي.

وما لبثت أن رجعت إلى أستراليا مع زوجها الأول لتقوم برعاية أطفالهما في بيرث حيث كانت تقيم على مقربة من والديها المتقاعدين.

إلا أن شغفها بالعلم لم يتوقف حتى بعد زواجها، فتابعت مسيرتها الأكاديمية في أستراليا لتحصل عام 1994 على دبلوم الدراسات العليا في الآداب من جامعة إديث كوان، ثم درجة الماجستير في التربية عام 1996 والدكتوراه في عام 2008 من نفس الجامعة.

أثناء دراستها، عملت آن علي بدوام جزئي في تدريس اللغة الإنجليزية للمهاجرين، وفي عام 2001، أصبحت مسؤولة السياسات في حكومة غرب أستراليا، حيث عملت في سياسة شؤون التعليم والتعددية الثقافية بين عامي 2000 و2007، كما تولت منصب كبيرة مسؤولي السياسات في مكتب المصالح المتعددة الثقافات اعتبارًا من عام 2003.

وبعد هجمات 11 سبتمبر، عملت على إعداد رد حكومة غرب أستراليا على خطة عمل الحكومة الفيدرالية لمكافحة الإرهاب.

وخلال مسيرتها المهنية والسياسية الحافلة بالإنجازات حصلت على عدة جوائز تقديرية، بينها في 2008 جائزة العميد لأفضل باحث جديد من جامعة إديث كوان.

وفي عام 2009، حصلت على جائزة النشر من المعهد الأسترالي لضباط الاستخبارات المهنية، وتم تعيينها في مجلس العلاقات العربية الأسترالية في وزارة الخارجية والتجارة لمدة 6 أعوام.

في عام 2011، انضمت آن علي إلى قاعة مشاهير نساء غرب أستراليا، وهي من المؤمنين بالمساواة في الزواج، وهي محافظة اقتصاديًّا وتميل إلى اليسار في السياسات الاجتماعية، وتدافع عن حقوق المرأة بارتداء الحجاب إذا اختارت ذلك رغم أنها لا ترتدي شخصيًّا الحجاب.

وتعتبر آن علي واحدة من أكثر 100 شخصية مؤثرة في أستراليا، وقادت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد العنف والتطرف.

ووجهت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة المصرية، السبت، التهنئة لنظيرتها الأسترالية، ووصفتها بـ"إحدى أبرز نابغات مؤتمر مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، في إشارة إلى تقلد السيدات مناصب رفيعة.

وأعربت عبيد عن فخرها بهذه الخطوة المهمة، والتي سجلت اسم عزة محمود السروجي، كونها أول وزيرة عربية ومسلمة في تاريخ الحكومات الاتحادية الأسترالية.

يقول الباحث في العلاقات الدولية جمال عبد الحميد، إن الوزيرة الأسترالية من السياسيات القادرات على الاستجابة بصورة صحيحة للتحديات التي أفرزها واقع التنوع في المجتمع الأسترالي لا سيما خلال السنوات الأخيرة.

ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية": "من خلال سيرتها الذاتية نراها تتمتع بالشجاعة، ومتحدثة لبقة ومتجردة، وتطرح كل ما يعزز ثقافة التسامح وتعززه بالأرقام، كما أن تقلدها هذا المنصب فخر لكل عربي ومصري".