لا ضبابية حول صحة أن الخليج من الأصول الاستراتيجية الأهم لأمريكا، ورغم ذلك يتضح جلياً ومعلناً حد التبجح أن واشنطن في إدارة بايدن اتّبعت مساراً انسحابياً من الوفاء بالتزاماتها تجاه دول الخليج أمام التحديات التي نواجهها في ردة أخلاقية بمقاييس العلاقات الدولية.
وككل الأحداث المركزية في العالم غيرت الحرب الروسية الأوكرانية موازين العلاقات الدولية، فماذا فعلت دول الخليج؟!
حافظ الخليجيون، على حياد إيجابي بين الغرب وروسيا، وكانت أهم مظاهره عدم خرق اتفاقات مجموعة «أوبك بلس» التي تضم روسيا حول معدلات إنتاج النفط، ضاربة عرض الحائط بالتنديد والتهديد والابتزاز الغربي ثم التودد بزيارات جونسون وماكرون وبومبيو، حيث رفضت مطالبهم لإكمال الطوق الاقتصادي الخانق لموسكو عبر زيادة الإنتاج وخفض أسعار النفط.
بل وشرعت الأبواب لموسكو عبر الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي رداً لحسن التواصل الروسي مع الخليج، فموسكو بدت مهتمة بصون علاقاتها مع دول مجلس التعاون، يدعم ذلك تأكيد لافروف للخليجيين أن البحرية الروسية ستتضمن مروراً آمناً لسفن الحبوب والأسمدة إلى البحر الأبيض المتوسط، وصولاً للخليج عبر قناة السويس مما يعني تجاوز مسألة انقطاع القمح الروسي والأسمدة التي نحتاجها.
التحرك الخليجي المتوازن دفع الإدارة الديمقراطية إلى تلبس رداء الخطائين التوابين استراتيجياً حيث نرى واشنطن وهي تهرول عائدة بقوة في مقاربة لترميم علاقاتها مع حلفائها العرب والخليجيين، والضمانات هذه المرة ستطرح في القمة العربية/الأمريكية على مستوى القادة بين بايدن، وقادة السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان ومصر والأردن والعراق والتي هي مصلحة أمريكية لحشد الحلفاء.
كما أن هناك تقرباً صينياً من مظاهره إعلان جولة الرئيس الصيني للخليج قريباً، والتي لها أكثر من دلالة سياسية واقتصادية، لعل أهمها الحرص الصيني على تكريس وتمتين شراكتها الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون القائمة على الانفتاح، وهي نظرة مشتركة، فدول الخليج في باب تنويع الشركاء الدوليين، وضرب عرض الحائط بالتحفظات الأمريكية. فتوسيع خيارات الخليج الاستراتيجية وتنويعها، هو موازن حكيم رداً على تطور العلاقات الصينية الإيرانية ورداً على اتساع الفجوة في العلاقات الخليجية والإدارة الديمقراطية الأمريكية.
بالعجمي الفصيح
حتى لا تضيع الأولويات يجب النظر إلى بدن السفينة الخليجية واستثمار التحولات لسد ثقب استنزاف حرب اليمن، وربط القطط الشيرازية للكف عن عبثها الإقليمي.
وككل الأحداث المركزية في العالم غيرت الحرب الروسية الأوكرانية موازين العلاقات الدولية، فماذا فعلت دول الخليج؟!
حافظ الخليجيون، على حياد إيجابي بين الغرب وروسيا، وكانت أهم مظاهره عدم خرق اتفاقات مجموعة «أوبك بلس» التي تضم روسيا حول معدلات إنتاج النفط، ضاربة عرض الحائط بالتنديد والتهديد والابتزاز الغربي ثم التودد بزيارات جونسون وماكرون وبومبيو، حيث رفضت مطالبهم لإكمال الطوق الاقتصادي الخانق لموسكو عبر زيادة الإنتاج وخفض أسعار النفط.
بل وشرعت الأبواب لموسكو عبر الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي رداً لحسن التواصل الروسي مع الخليج، فموسكو بدت مهتمة بصون علاقاتها مع دول مجلس التعاون، يدعم ذلك تأكيد لافروف للخليجيين أن البحرية الروسية ستتضمن مروراً آمناً لسفن الحبوب والأسمدة إلى البحر الأبيض المتوسط، وصولاً للخليج عبر قناة السويس مما يعني تجاوز مسألة انقطاع القمح الروسي والأسمدة التي نحتاجها.
التحرك الخليجي المتوازن دفع الإدارة الديمقراطية إلى تلبس رداء الخطائين التوابين استراتيجياً حيث نرى واشنطن وهي تهرول عائدة بقوة في مقاربة لترميم علاقاتها مع حلفائها العرب والخليجيين، والضمانات هذه المرة ستطرح في القمة العربية/الأمريكية على مستوى القادة بين بايدن، وقادة السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان ومصر والأردن والعراق والتي هي مصلحة أمريكية لحشد الحلفاء.
كما أن هناك تقرباً صينياً من مظاهره إعلان جولة الرئيس الصيني للخليج قريباً، والتي لها أكثر من دلالة سياسية واقتصادية، لعل أهمها الحرص الصيني على تكريس وتمتين شراكتها الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون القائمة على الانفتاح، وهي نظرة مشتركة، فدول الخليج في باب تنويع الشركاء الدوليين، وضرب عرض الحائط بالتحفظات الأمريكية. فتوسيع خيارات الخليج الاستراتيجية وتنويعها، هو موازن حكيم رداً على تطور العلاقات الصينية الإيرانية ورداً على اتساع الفجوة في العلاقات الخليجية والإدارة الديمقراطية الأمريكية.
بالعجمي الفصيح
حتى لا تضيع الأولويات يجب النظر إلى بدن السفينة الخليجية واستثمار التحولات لسد ثقب استنزاف حرب اليمن، وربط القطط الشيرازية للكف عن عبثها الإقليمي.