د. سامي جودة




* الصحة أثمن وأغلى من أشياء كثيرة قد تحرصون على مستنداتها وتحفظونها في مكان آمن

* إن لم تأخذ الفحوص المهمة والمرتبطة بشكواك إلى الطبيب المتخصص.. فلمن إذن ستأخذها؟!!

* من شبه المستحيل أن تجد من يحتفظ لديه بسجل التطعيمات التي حصل عليها!

* المعاناة كبيرة ومستنفدة للوقت تلك التي يكابدها الطبيب حينما يبحث في تاريخ المريض الصحي


نحن وللأسف شعوب لا تقدر قيمة الصحة وليس لديها ثقافة مدى أهمية تسجيل التاريخ الصحي لديها!

قليل جداً من الناس من ستجده محتفظاً لديه بسجل طبي أو مذكرات أو حتى بعض الأوراق مدون بها أهم أحداثه الطبية مؤرخة، مثلاً:

- منذ متى يعاني من أمراض مهمة مثل الضغط أو السكر أو القلب أو الكلى أو غيرها، و ما هي الأدوية التي كان يتناولها ولأي زمن؟

- متى أجرى جراحة ما، ولماذا وكيف كانت نتائجها وتوابعها؟

- إن كان تعرّض لحادث ما فمتى كان؟ وما هي ملابساته ونتائجه؟

لن تجد ملفاً يجمع تقاريره الطبية أو نتائج أشعاته وفحوصه المعملية!

ولك أن تتصوّر كيف يعاني الطبيب حين يحاول أن يلملم تاريخه المرضي بشكل مناسب!

ثم الأغرب من ذلك، أنه وإن وجدت مستندات لمثل تلك الفحوص أو الأشعات، فعند زيارته للطبيب المختص بشأن داء مرتبط بمثل هذه الفحوص ويسأله عنها، فيجيب أنه تركها بالمنزل!!!

طيّب، إن لم تأخذ هذه الفحوص والتقارير المهمة والمرتبطة بشكواك إلى الطبيب المتخصص، فلمن إذن ستأخذها؟!!

وأحياناً يسأله الطبيب عن اسم دواء هو يتناوله ربما لسنوات أو شهور، فتكون الإجابة، هو الحبة البيضاء الصغيرة! أو الدواء أبو علبة زرقاء!!، أو الشراب الأحمر!!! وعلى الطبيب أن يخمّن!!

ثم ومن شبه المستحيل أن تجد من يحتفظ لديه بسجل التطعيمات التي حصل عليها!

وتتعجب أن تجد أن أكثرهم يحتفظ لديه بسجل لأملاكه أو عقود وإيصالات الإيجار أو مدفوعات الكهرباء والماء أو ما يخص سيارته أو سجل مالي إن كان له بعض التعاملات مع البنوك وغيرها، أما صحته، فلا شيء!!

وعلى الرغم من أنه في زمننا هذا يمكن تدوين وحفظ التاريخ المرضي وبسهولة في ملف رقمي بأي جهاز كمبيوتر أو تلفون محمول، إلا أنه مازال هذا شبه منعدم!

إن ما دفعني لكتابة هذه السطور، هو أنه أحياناً، أو ربما كثيراً تكون المعاناة كبيرة ومستنفدة للوقت تلك التي يكابدها الطبيب حينما يحاول البحث في تاريخ المريض الصحي، فمثلاً وهذا يتكرر كثيراً، حين يسأل:

منذ متى وأنت تعاني من المرض الفلاني أو متى أجريت العملية الفلانية؟

فتتفاجأ بالإجابة:

من زمان يا دكتور،،،

وعليك أنت أن تخمّن أو تعيد السؤال "من زمان دي أد إيه؟!!"، فهي عند البعض 20 عاماً، أو 10 أو 5 وربما شهور أو أسابيع!!

وتكتمل الحيرة بالطبع إن سألت عن تفاصيل المرض أو الأدوية أو جراحة ما، وهكذا.

يا سادة.. إن الصحة أثمن وأغلى من أشياء كثيرة قد تحرصون على مستنداتها وتحفظونها في مكان آمن.