الحرة

تستخدم جماعة "باتريوت فرونت" (الجبهة الوطنية) المتطرفة الدعاية من دون استخدام العنف بالضرورة ما يميزها عن باقي الجماعات اليمينية الأميركية الأخرى التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض، إلا أن هناك مخاوف من إمكانية أن تتجه إلى العنف في المستقبل.

وأثارت الجماعة هذه المخاوف بعد أن تم القبض على نحو 32 شخصا من أعضائها بعد أن تجمعوا وبحوزتهم معدات قد تستخدم في أعمال الشغب قرب مسيرة للمثليين، الأحد الماضي، في ولاية أيداهو.

وأعلنت الشرطة أنهم شوهدوا أثناء تجمعهم بالقرب من مسيرة المثليين بمدينة كوري دي أليني، وبحوزتهم قنبلة دخان واحدة على الأقل ودروع وواقيات للساق وغيرها من معدات مكافحة الشغب. وعثرت الشرطة أيضا على أوراق وصفتها بأنها "مشابهة لخطط العمليات التي تضعها الشرطة أو مجموعة عسكرية لحدث ما".

وذكرت أن المعتقلين المشتبه بهم جاءوا من 12 ولاية على الأقل، وقالت لاحقا إنه تم الإفراج عنهم جميعا بكفالة.

ويقول "مركز قانون ساوثرن بوفرتي" وهو منظمة أميركية معنية بمراقبة التطرف في الولايات المتحدة، إن "باتريوت فرونت" مجموعة قومية للبيض تشكلت في أعقاب مسيرة "توحيد اليمين" التي دعا إليها قوميون متشددون، للاحتجاج على خطط لإزالة تمثال أحد جنرالات الحرب الأهلية في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا في 12 أغسطس من عام 2017

وانبثقت الجماعة عن تنظيم "فانغارد أميركا"، الجماعة النازية التي شاركت في تلك الأحداث التي شهدت وفاة امرأة مناهضة للمسيرة عندما صدمتها سيارة أثناء الحشد.

ويقود الجماعة توماس رايان روسو وهو من بين المعتقلين في أحداث أيداهو.



توماس رايان روسو قائد الجماعة

كان روسو قد قاد أعضاء "فانغارد أميركا" في مسيرة "توحيد اليمين"، ومن بينهم فيلدز جونيور، الشاب الذي صدم المتظاهرة التي لقيت حتفها وسط الحشد.

لكن روسو انفصل لاحقا عن "فانغارد أميركا" بعد خلافات مع زعيمها، ديلون إيريزاري، حول تكتيكات الحركة وأطلق "باتريوت فرونت".

وتقول "سي أن أن" إن مؤسس الجماعة كان يكتب مقالات في جريدة المدرسة الثانوية تدعم الآراء المحافظة، وكان من أشد المؤيدين لدونالد ترامب خلال انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.

وتقول "رابطة مكافحة التشهير" الأميركية إن "باتريوت فرونت" جماعة عنصرية قائمة على الكراهية والتعصب تؤمن بتفوق العرق الأبيض، وأن أسلافهم الأوروبيين تركوا أميركا لهم وحدهم، وأن أي أشخاص من أعراق أخرى ليسوا أميركيين، وتعتبر أن "أميركا تقف أمام تهديد وجودي".

ويقول المانيفستُو الخاص بالجماعة "الهوية الأميركية شيء فريد تم تشكيله في النضال الذي خاضه أسلافنا من أجل البقاء في هذه القارة الجديدة... أن تكون أميركيا يعني أن تدرك هذه الهوية وأن تحمل النضال القومي على الأكتاف. لا يُمنح هذا اللقب بالولادة فحسب، بل بالدرجة التي يعمل بها ويحقق إمكانات ولادته".

وإيمانا بهذه الأفكار تقول إن "أي أفريقي عاش وعمل وحتى صُنف كمواطن في أميركا لقرون، ليس أميركيا" ويجب أن يطلق عليه "أفريقيا في أميركا".

والقاعدة ذاتها، وفق الجماعة "تنطبق" على أي أفراد "ليسوا من أصل مؤسسي لشعبنا، أو لا يشتركون في اللاوعي المشترك الذي يتغلغل في جميع أنحاء حضارتنا الكبرى والشتات الأوروبي".

ويشرف روسو على فرع الجماعة في تكساس الأكثر نشاطا، حيث يقدم النشرات الإعلانية واللافتات وينظم الاحتجاجات.

ولا تعتمد الجماعة على العنف بقدر تنظيم الاحتجاجات وخلق صورة لنفسها في المشهد العام، وفق نائب مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق (أف بي آي) بيتر سترزوك.

ويقول سترزوك إنها تسعى من خلال الدعاية إلى تجنيد المزيد من الأتباع.

ويقول "مركز قانون ساوثرن بوفرتي" إنها "تعتمد على الخطاب المسرحي والنشاط الذي يمكن نشره بسهولة كدعاية في جميع أنحاء البلاد".

ويشير سترزوك إلى أنه لم يتضح ما إذا كانوا حقا ينوون استخدام العنف خلال مسيرة المثليين، لكن السؤال الذي يبقى هو "هل هناك نقطة انطلاق لهذه الجماعات للانتقال من مجرد الاحتجاج إلى العنف"؟

وتوضح رابطة مكافحة التشهير أنها تستخدم تكتيك "المظاهرات السريعة"، من خلال تنظيم احتجاجات غير معلنة للترويج لمعتقداتها مع الحد من مخاطر التعرض للاعتقال والتغطية الإعلامية السلبية.

ويستخدم أعضاء التنظيم الصور والمقاطع التي تنبثق عن هذه التظاهرات لتكون محتوى لهم عبر الإنترنت، يروج لأهدافهم.

وتقول الرابطة إن "باتريوت فرونت" ترفض المشاركة في التجمعات الكبيرة لمجموعات الكراهية الأخرى، مفضلة العمل مع الفروع المحلية الصغيرة التي تسمح لها بأن تظل مركز الاهتمام، مع التحكم في الوقت ذاته في رسالتها.

ويحذر مسؤول "أف بي آي" السابق من أن البلاد قد تكون في مرحلة جديدة من التطرف، ويقول: "أنا قلق من أن الأشخاص الذين يميلون إلى العنف قد يتجهون إلى العنف".