رؤى الحايكي
الإجازة الصيفية سوف تطرق أبوابنا قريباً، ولابد من التفكير في استثمارها بشكل جيد ونافع، خاصة لأبنائنا الصغار لتجديد طاقتهم وتنمية مداركهم. ومع استمرار رفع قيود السفر والإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدول بسبب انتشار فيروس كورونا في العاميين الماضيين فإن فكرة السفر هي التي تستحوذ على أذهان الكبار والصغار معاً. ولكن هل السفر فكرة جيدة في ظل ارتفاع أسعار التذاكر ونفقات السفر بشكل عام؟ من المؤكد بأن الكل يتحرق شوقاً لقضاء إجازة صيف سعيدة تجدد نشاطه وتملأ الأجواء راحة وسعادة، ولكن لابد من التفكير في ميزانية الأسرة خاصة أن بعض المنتجات والخدمات أسعارها في تزايد مطرد سواء محلياً أم دولياً.
إن فكرة السفر لابد أن تقترن بدراسة جدوى لوضع الأسرة المادي وكذلك لتوقعات ارتفاع الأسعار في الأشهر القادمة وتأثير ذلك على ميزانية الأسرة "إذا استمر ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات" ورصد للمصروفات المتوقعة مثل المصروفات الخاصة ببداية العام الدراسي القادم وعيد الأضحى مثلاً. فليس من المجدي صرف نفقات سفر قد تصل للضعف مقارنة بنفقات السفر سابقاً. ففي مؤتمر لصناعة الطيران الأسبوع الماضي ذكر الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الطيران العالمية بأن الطلب على تذاكر الطيران فاق التوقعات. لذلك فإن أسعار التذاكر في ارتفاع، ومؤكد هناك عوامل أخرى لهذا الارتفاع، منها تكبد شركات الطيران خسائر طائلة أثناء الجائحة، وكذلك الارتفاع المطرد لأسعار الوقود وغيرها.
وسط ارتفاع الأسعار الذي يحيط بنا لابد من التعقل والتفكر قبل اتخاذ القرارات، فمثلاً إن كان لابد من السفر والترحال فيمكن اختيار وجهات سفر تكاليفها أقل من غيرها، وكذلك لابد من تقليص المصاريف بشكل عام وتعزيز سياسية الادخار إن أمكن، وتغيير سلوكيات السفر التي كان يتبعها الأفراد سابقاً.