الحرة
بدأ المزارعون الأوكرانيون بحصاد حبوب هذا العام، وسط آلاف القذائف غير المتفجرة التي تملأ الحقول وتحت غارات مستمرة تكاد تجعل من مجرد عملهم اليومي مخاطرة بأرواحهم.
ويشعر الفلاحون، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، بصعوبات إضافية تتمثل بنفاد المساحة المخصصة لتخزين الحبوب تمهيدا لتصديرها، بسبب امتلائها بمحاصيل العام الماضي التي لا تزال مكدسة في "صوامع" القمح القريبة من الموانئ.
ومع قطع موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بسبب الحرب مع روسيا، وجدت أوكرانيا صعوبة في تصدير الكثير من إنتاجها الضخم من الحبوب والبذور.
ويتوقع المسؤولون أنهم سيكونون قادرين على شحن حوالي ثلث ما يحصدونه عادة.
وتقول الصحيفة إنه لاتزال ملايين الأطنان من الحبوب وفول الصويا والبذور الزيتية حاليا في المستودعات والصوامع التي كان يجب أن تكون فارغة الآن تحسبا للحصاد الجديد، الذي بدأ بالفعل وسينتقل إلى حالة قصوى خلال الشهر المقبل.
أوكرانيا تصدر ملايين الأطنان من القمح سنويا إلى العالمويقول المزارعون إنه بدون التخزين السليم فإن حبوبهم وبذورهم ستذهب هباء، وفي الوقت ذاته يهدد غزو روسيا لأوكرانيا الصادرات من كلا البلدين، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية.
وكانت هذه المحصايل تقريبا تنقل عبر موانئ البحر الأسود التي أصبحت الآن إما مقفلة بالألغام أو في أيدي الروس. وتواجه الطرق الأخرى اختناقات حدودية، وما يتضمنه ذلك من الحاجة إلى نقل الشحنات المتجهة بالقطار عبر طرق مختلفة للسكك الحديدية.
الشواطئ خطرة أيضا
والخطر يهدد أيضا الشواطئ، حيث حذر الحرس الوطني الأوكراني من أنه يجب على رواد الشواطئ في أوكرانيا الانتباه إلى الألغام الخطرة التي تقع تحت الماء، بعد وفاة رجل كان يغوص في منطقة أوديسا بسبب انفجار عبوة ناسفة قتلته على الفور.
ومع بداية فصل الصيف في أوكرانيا، يطلق المسؤولون على التهديد اسم "موسم الشواطئ المتفجر الخطير". وهم يحثون الناس على الابتعاد عن الوجهات الساحلية التي كانت ذات يوم أماكن للاسترخاء والاستجمام، ولكنها الآن موطن للمتفجرات المخفية، وفق صحيفة واشنطن بوست.
وقال مسؤولون، الأحد، إن الرجل الذي بلغ من العمر 50 عاما والذي لم يتم الكشف عن هويته، كان يغوص بحثا عن القواقع البحرية قبل لحظات من وقوع الانفجار.
وألقى الانفجار بجثته في الهواء بينما كانت زوجته وطفله وصديقه يفرغون حقائبهم على الشاطئ.
الشواطئ الأوكرانية أصبحت خطرة بسبب المقذوفات والألغام البحرية المنتشرة
وحذر الحرس الوطني من أنه على الرغم من أن الألغام كامنة تحت الماء، إلا أنه يمكن أيضا "أن تنجرف إلى الشاطئ بواسطة التيار في أي لحظة".
والألغام هي مشكلة متنامية في جميع أنحاء الممرات المائية في أوكرانيا. مع امتلاء بحيرات وأنهار البلد الذي مزقته الحرب بالذخائر غير المتفجرة، ما دفع فرقا متخصصة إلى تمشيط المياه لمحاولة انتشال المتفجرات التي خلفتها الهجمات الروسية.
وأصبحت الألغام تحديا لدول أخرى، بما في ذلك تركيا ورومانيا، حيث تكافح القوات البحرية من كل دولة لنزع الألغام التي يعتقد أنها تنجرف عبر البحر الأسود.
وحذر المسؤولون البلغاريون الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الساحل من الألغام، وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية.
وزرعت أوكرانيا أيضا ألغاما أرضية على شواطئها وزرعت الموانىء بالألغام البحرية لمنع القوات الروسية من شن هجمات برمائية من البحر الأسود.
وجرفت المياه لغما روسيا مشتبها به على شاطئ أوكراني في منطقة أوديسا بعد طقس عاصف، الشهر الماضي.
وتتزايد المخاوف بشأن الألغام أيضا في الموانئ التجارية والمرافئ الحيوية التي تعد نقاطا رئيسية لنقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضي، إن الأمر "سيستغرق بعض الوقت" لإزالة الألغام من موانئ أوكرانيا لكن "يمكن العمل على إنشاء ممر بحري آمن في المناطق الخالية من الألغام بموجب اقتراح من الأمم المتحدة" حسبما ذكرت رويترز.
وقالت الحكومة التركية إنها تحدثت مع موسكو وكييف بشأن هذه المتفجرات، بعد ظهور لغمين على الأقل على الساحل التركي.
وقال جهاز الاستخبارات الروسية، في مارس، إن سوء الأحوال الجوية تسبب في فصل أكثر من 400 لغم بحري قالت أوكرانيا إنها زرعتها عن الكابلات التي ترسوها.
وقالت روسيا إن الألغام "تنجرف بحرية" الآن عبر الجزء الغربي من البحر الأسود، وهو طريق تجاري رئيسي.
ورفضت أوكرانيا مزاعم موسكو متهمة روسيا باستخدام المتفجرات المنجرفة المزعومة كذريعة لإغلاق أجزاء من البحر.