وليد عبدالله
البناء من القاعدة وليس من قمة الهرم
الاستقرار الفني مهم للبناء والتطوير.. والتغيير يتسبب في التراجع
لقد كان لفوز المنتخب السعودي تحت 23 عاماً بلقب نهائيات كأس آسيا يوم أمس الأول وقع كبير في جميع المجتمعات الرياضية الخليجية، لما يمثله هذا الانتصار من فوز كبير للكرة الخليجية على مستوى البطولات الكروية الآسيوية، حيث إن المنتخب السعودي كان خير سفير للكرة الخليجية في هذه النسخة من البطولة، واستطاع عن جدارة واستحقاق أن يحقق اللقب لأول مرة في تاريخه دون أن تهتز شباكه.
ولعل هذا الوقع الكبير كان واضحاً على مستوى الوسط الرياضي البحريني، حيث ضجت وسائل الإعلام المحلية وقنوات التواصل الاجتماعي الرياضي بتناقلها هذا الإنجاز السعودي والخليجي في هذه البطولة، وقد يكون لهذا الخبر المفرح واقع آخر وهو التساؤل الذي يتبادر في أذهان جميع محبي وعشاق الكرة البحرينية، أين منتخباتنا من دائرة المنافسة في البطولات القارية؟!
نتائج إيجابية تاريخية
تاريخياً نجد أن منتخباتنا العمرية قد نجحت في تحقيق نتائج إيجابية على مستوى مشاركاتها الآسيوية، فعلى سبيل المثال، منتخب الناشئين نجح في تحقيق المركز الثاني في البطولة التي أقيمت عام 1988، بعد خسارته المباراة النهائية أمام المنتخب السعودي بنتيجة 2/0، وتأهل لنهائيات كأس العالم 89 بأسكتلندا محققاً خلالها المركز الرابع، كما حصل منتخب الناشئين على المركز الثالث في البطولة الآسيوية التي أقيمت عام 1996 بعد فوزه على منتخب اليابان بنتيجة 4/1 بركلات الحظ الترجيحية، وتأهل لمونديال كأس العالم 1997 بمصر، إلا أنه خرج من منافسات الدور الأول.
في حين أن منتخب الشباب حقق المركز الثاني في نهائيات كأس آسيا 1986، بعد خسارته أمام المنتخب السعودي بنتيجة 2/0، وتأهل لمونديال كأس العالم 1987 بتشيلي، إلا أنه خرج من منافسات الدور الأول.
الواقع لا يعترف بالتاريخ
إلا أن تلك النتائج التاريخية التي حققتها منتخبات الفئات العمرية أصبحت اليوم ذكرى متداولة، عندما نستذكرها في المجالس أو حتى في اللقاءات التلفزيونية أو الصحفية، ولا تعدو أكثر من ذلك، وذلك بسبب التراجع الذي شهدته المنتخبات العمرية منذ تلك الفترة حتى الآن، وهذا يعود بكل تأكيد إلى عدم وجود خطط واضحة الملامح وعدم وجود استقرار فني.
العوامل والأدوات
من المهم جداً أن نضع خططاً قصيرة وطويلة المدى إذا ما أردنا تحقيق نتائج مستقبلية على مستوى منتخباتنا العمرية. فقبل كل ذلك، هناك عوامل وأدوات لتحقيق النجاح؛ فالعوامل مرتبطة بالاهتمام وتطوير فرق القاعدة والفئات العمرية بالأندية، فلا يمكن أن نبني من قمة الهرم، بل البناء يجب أن يكون من القاعدة حتى القمة، والمنتخب الأول ما هو إلا نتاج حي للعمل بالأندية ومنتخبات الفئات العمرية. والتطوير بالأندية يجب أن يكون في توفير الأجهزة الفنية والإدارية المتخصصة، وتوافر الملاعب، كما يجب تطوير مستوى المسابقات العمرية ويجب أن تكون لها استمرارية ومسابقة لكل فئة عمرية. في حين يجب التعاقد مع مدربين وأطقم فنية معاونة تسهم في تحقيق النجاح، ومن المهم منح الثقة بشكل أكبر للمدرب الوطني الناجح ودعمه واستمراريته مع المنتخبات، مع وضع برامج تهدف إلى تطوير وارتقاء مستوى اللاعب، عبر صقل مهاراته وقدراته من خلال زيادة الاحتكاك واكتساب الخبرات من المعسكرات الداخلية والخارجية المكثفة، والمباريات الدولية الودية والمشاركة في بطولات دولية، سيكون لها مردود واضح على مستوى اللاعبين ما سيدفعهم لتحقيق نتائج إيجابية.
كما أن من أهم العوامل الاستقرار الفني والإداري، والذي يمنح المنتخب تحقيق نتائج الخطط والبرامج، على خلاف التغيرات وبخاصة على مستوى المدربين ما قد يتسبب في تراجع المستوى الفني.
المنتخب الأولمبي 2013
ولعل من النماذج المهمة في السنوات 10 الماضية، المنتخب الأولمبي صاحب المركز الأول في بطولة المنتخبات الخليجية التي احتضنتها مملكة البحرين أغسطس 2013، والذي كان يقوده آنذاك المدرب الإنجليزي أنتوني هدسون. فما قدمه المنتخب في تلك المشاركة من مستويات وما حققه من نتيجة تعتبر في ذلك تاريخية على مستوى المشاركات الخليجية، كان يبعث الأمل في وضع الخطط والبرامج التطويرية لمنتخبات الفئات العمرية.
منتخب الشباب 2016
كما أن منتخب الشباب 2016 بقيادة المدرب عبدالعزيز عبدو والطاقم الفني المعاون، يعد نموذجاً حياً للبناء الصحيح لأي منتخب، من خلال ما توافر له من خطة واضحة للدعم والتطوير، ما انعكس على ظهور اللاعبين بمستويات جيدة، وخصوصاً في البطولة الخليجية التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة 2015 وحقق فيها المركز الثاني، بعد خسارته من منتخب عمان، ونهائيات كأس آسيا تحت 19 عاماً 2016 الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكأس العالم، إلا أنه غادر المنافسات من دور الثمانية بعد خسارته من منتخب فيتنام بهدف دون رد.
تفوق عبدو على الشهري
ومن أبرز ما شهدته مشاركة منتخب 2016 في النهائيات الآسيوية للشباب، هو تفوق المنتخب الوطني بقيادة عبدالعزيز عبدو على المنتخب السعودي بقيادة المدرب السعودي سعد الشهري بنتيجة 3/2 في مباريات الدور الأول من المنافسات. إلا أن هذا التفوق الذي شهدته هذه النسخة من البطولة من المدرب عبدو على المدرب الشهري، لم يكن ليشفع للمدرب عبدو للبقاء ضمن الأطقم الفنية المنتخبات العمرية، على خلاف المدرب الشهري الذي منح الفرصة وجدد عقده، ليواصل عمله ونجح مؤخراً مع المنتخب السعودي تحت 23 عاماً في تحقيق لقب كأس آسيا تحت 23 عاماً.
عناصر مميزة
ومن أهم مخرجات المنتخب الأولمبي 2013 ومنتخب الشباب 2016، العناصر المميزة التي كان يمتلكها كلا المنتخبين، ومن أبرزهم المتواجدون حالياً في المنتخب الأول، وهم: كميل الأسود، وسيد ضياء سعيد، ووليد الحيام، ومحمد مرهون، وأحمد بوغمار، ومحمد الحردان وعبدالله يوسف. فمن المهم أن يتم الاستثمار في العناصر والمواهب الكروية المحلية، ما ينعكس بدوره على تطور اللاعب البحريني ويدفعه للمساهمة في تحقيق النتائج المتميزة للكرة البحرينية.
وأعتقد أن الاتحاد البحريني لكرة القدم لديه مهمة كبيرة في رسم الخطط التي تلبي متطلبات المرحلة القادمة، وخصوصاً مع رفع سقف طموحات الكرة البحرينية، من خلال دفع المنتخبات الوطنية للمنافسة وبخاصة المنتخب الأول لتحقيق حلم مملكة البحرين في الوصول إلى كأس العالم 2026، وهذا بكل تأكيد لا يأتي إلا بالاستمرارية في العمل الجاد للوصول إلى تحقيق الأهداف.
البناء من القاعدة وليس من قمة الهرم
الاستقرار الفني مهم للبناء والتطوير.. والتغيير يتسبب في التراجع
لقد كان لفوز المنتخب السعودي تحت 23 عاماً بلقب نهائيات كأس آسيا يوم أمس الأول وقع كبير في جميع المجتمعات الرياضية الخليجية، لما يمثله هذا الانتصار من فوز كبير للكرة الخليجية على مستوى البطولات الكروية الآسيوية، حيث إن المنتخب السعودي كان خير سفير للكرة الخليجية في هذه النسخة من البطولة، واستطاع عن جدارة واستحقاق أن يحقق اللقب لأول مرة في تاريخه دون أن تهتز شباكه.
ولعل هذا الوقع الكبير كان واضحاً على مستوى الوسط الرياضي البحريني، حيث ضجت وسائل الإعلام المحلية وقنوات التواصل الاجتماعي الرياضي بتناقلها هذا الإنجاز السعودي والخليجي في هذه البطولة، وقد يكون لهذا الخبر المفرح واقع آخر وهو التساؤل الذي يتبادر في أذهان جميع محبي وعشاق الكرة البحرينية، أين منتخباتنا من دائرة المنافسة في البطولات القارية؟!
نتائج إيجابية تاريخية
تاريخياً نجد أن منتخباتنا العمرية قد نجحت في تحقيق نتائج إيجابية على مستوى مشاركاتها الآسيوية، فعلى سبيل المثال، منتخب الناشئين نجح في تحقيق المركز الثاني في البطولة التي أقيمت عام 1988، بعد خسارته المباراة النهائية أمام المنتخب السعودي بنتيجة 2/0، وتأهل لنهائيات كأس العالم 89 بأسكتلندا محققاً خلالها المركز الرابع، كما حصل منتخب الناشئين على المركز الثالث في البطولة الآسيوية التي أقيمت عام 1996 بعد فوزه على منتخب اليابان بنتيجة 4/1 بركلات الحظ الترجيحية، وتأهل لمونديال كأس العالم 1997 بمصر، إلا أنه خرج من منافسات الدور الأول.
في حين أن منتخب الشباب حقق المركز الثاني في نهائيات كأس آسيا 1986، بعد خسارته أمام المنتخب السعودي بنتيجة 2/0، وتأهل لمونديال كأس العالم 1987 بتشيلي، إلا أنه خرج من منافسات الدور الأول.
الواقع لا يعترف بالتاريخ
إلا أن تلك النتائج التاريخية التي حققتها منتخبات الفئات العمرية أصبحت اليوم ذكرى متداولة، عندما نستذكرها في المجالس أو حتى في اللقاءات التلفزيونية أو الصحفية، ولا تعدو أكثر من ذلك، وذلك بسبب التراجع الذي شهدته المنتخبات العمرية منذ تلك الفترة حتى الآن، وهذا يعود بكل تأكيد إلى عدم وجود خطط واضحة الملامح وعدم وجود استقرار فني.
العوامل والأدوات
من المهم جداً أن نضع خططاً قصيرة وطويلة المدى إذا ما أردنا تحقيق نتائج مستقبلية على مستوى منتخباتنا العمرية. فقبل كل ذلك، هناك عوامل وأدوات لتحقيق النجاح؛ فالعوامل مرتبطة بالاهتمام وتطوير فرق القاعدة والفئات العمرية بالأندية، فلا يمكن أن نبني من قمة الهرم، بل البناء يجب أن يكون من القاعدة حتى القمة، والمنتخب الأول ما هو إلا نتاج حي للعمل بالأندية ومنتخبات الفئات العمرية. والتطوير بالأندية يجب أن يكون في توفير الأجهزة الفنية والإدارية المتخصصة، وتوافر الملاعب، كما يجب تطوير مستوى المسابقات العمرية ويجب أن تكون لها استمرارية ومسابقة لكل فئة عمرية. في حين يجب التعاقد مع مدربين وأطقم فنية معاونة تسهم في تحقيق النجاح، ومن المهم منح الثقة بشكل أكبر للمدرب الوطني الناجح ودعمه واستمراريته مع المنتخبات، مع وضع برامج تهدف إلى تطوير وارتقاء مستوى اللاعب، عبر صقل مهاراته وقدراته من خلال زيادة الاحتكاك واكتساب الخبرات من المعسكرات الداخلية والخارجية المكثفة، والمباريات الدولية الودية والمشاركة في بطولات دولية، سيكون لها مردود واضح على مستوى اللاعبين ما سيدفعهم لتحقيق نتائج إيجابية.
كما أن من أهم العوامل الاستقرار الفني والإداري، والذي يمنح المنتخب تحقيق نتائج الخطط والبرامج، على خلاف التغيرات وبخاصة على مستوى المدربين ما قد يتسبب في تراجع المستوى الفني.
المنتخب الأولمبي 2013
ولعل من النماذج المهمة في السنوات 10 الماضية، المنتخب الأولمبي صاحب المركز الأول في بطولة المنتخبات الخليجية التي احتضنتها مملكة البحرين أغسطس 2013، والذي كان يقوده آنذاك المدرب الإنجليزي أنتوني هدسون. فما قدمه المنتخب في تلك المشاركة من مستويات وما حققه من نتيجة تعتبر في ذلك تاريخية على مستوى المشاركات الخليجية، كان يبعث الأمل في وضع الخطط والبرامج التطويرية لمنتخبات الفئات العمرية.
منتخب الشباب 2016
كما أن منتخب الشباب 2016 بقيادة المدرب عبدالعزيز عبدو والطاقم الفني المعاون، يعد نموذجاً حياً للبناء الصحيح لأي منتخب، من خلال ما توافر له من خطة واضحة للدعم والتطوير، ما انعكس على ظهور اللاعبين بمستويات جيدة، وخصوصاً في البطولة الخليجية التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة 2015 وحقق فيها المركز الثاني، بعد خسارته من منتخب عمان، ونهائيات كأس آسيا تحت 19 عاماً 2016 الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكأس العالم، إلا أنه غادر المنافسات من دور الثمانية بعد خسارته من منتخب فيتنام بهدف دون رد.
تفوق عبدو على الشهري
ومن أبرز ما شهدته مشاركة منتخب 2016 في النهائيات الآسيوية للشباب، هو تفوق المنتخب الوطني بقيادة عبدالعزيز عبدو على المنتخب السعودي بقيادة المدرب السعودي سعد الشهري بنتيجة 3/2 في مباريات الدور الأول من المنافسات. إلا أن هذا التفوق الذي شهدته هذه النسخة من البطولة من المدرب عبدو على المدرب الشهري، لم يكن ليشفع للمدرب عبدو للبقاء ضمن الأطقم الفنية المنتخبات العمرية، على خلاف المدرب الشهري الذي منح الفرصة وجدد عقده، ليواصل عمله ونجح مؤخراً مع المنتخب السعودي تحت 23 عاماً في تحقيق لقب كأس آسيا تحت 23 عاماً.
عناصر مميزة
ومن أهم مخرجات المنتخب الأولمبي 2013 ومنتخب الشباب 2016، العناصر المميزة التي كان يمتلكها كلا المنتخبين، ومن أبرزهم المتواجدون حالياً في المنتخب الأول، وهم: كميل الأسود، وسيد ضياء سعيد، ووليد الحيام، ومحمد مرهون، وأحمد بوغمار، ومحمد الحردان وعبدالله يوسف. فمن المهم أن يتم الاستثمار في العناصر والمواهب الكروية المحلية، ما ينعكس بدوره على تطور اللاعب البحريني ويدفعه للمساهمة في تحقيق النتائج المتميزة للكرة البحرينية.
وأعتقد أن الاتحاد البحريني لكرة القدم لديه مهمة كبيرة في رسم الخطط التي تلبي متطلبات المرحلة القادمة، وخصوصاً مع رفع سقف طموحات الكرة البحرينية، من خلال دفع المنتخبات الوطنية للمنافسة وبخاصة المنتخب الأول لتحقيق حلم مملكة البحرين في الوصول إلى كأس العالم 2026، وهذا بكل تأكيد لا يأتي إلا بالاستمرارية في العمل الجاد للوصول إلى تحقيق الأهداف.