يعد القضاء شبه التام على شلل الأطفال أحد إنجازات المنظومة الصحية في العالم، خلال القرن الماضي، ولهذا السبب، فإن رصد حالات جديدة من المرض في العاصمة البريطانية لندن، خلال الآونة الأخيرة، يثير قلقا وسط الأطباء.

ورصدت السلطات الصحية ببريطانيا فيروس شلل الأطفال بمجاري المياه، في حالات هي الأولى من نوعها منذ سنة 1984.

وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن رصد هذه الحالات يشكل حدثا كبيرا حتى وإن كان الخطر المحدق بالأطفال والشباب ضمن مستوى منخفض.

ويحصل الأطفال في بريطانيا، بشكل اعتيادي، على تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال، وهذا الأمر يقلل من احتمال انتقال المرض بين الأفراد.

وذكر المصدر، أنه حتى في حال تفشى المرض بين أقلية من غير الملقحين، فإن المنظومة الصحية ستتحرك بشكل سريع حتى تبقي الأمور تحت السيطرة.

لكن قدرة مرض شلل الأطفال على استعادة موطئ قدم، وإن كان محدودا، في كنف منظومة صحية متقدمة، ينذر بأن الفيروس ما يزال قادر على أن يعود ما دام الطب لم يقض عليه نهائيا.

ويطرح رصد هذه الحالات من شلل الأطفال في بريطانيا أسئلة حول سبب الظهور بالمملكة المتحدة دون غيرها من بلدان أوروبا الأخرى.

وكتبت "سكاي نيوز" أنه لا توجد دولة أوروبية أخرى - باستثناء بريطانيا – شهدت رصد حالة شلل أطفال ناجمة عن الفيروس الميت الموجودة في اللقاحات، وذلك منذ الإعلان عن خلو البلاد من المرض قبل عشرين عاما.

وتعتمد بعض اللقاحات على حقن الجسم بنسخ ميتة، أو ضعيفة للغاية، من الفيروسات حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي، ويصبح قادرا على تحييدها، في حال حدوث إصابة فعلية بالعدوى.

وخلال الأعوام العشرين الماضية، لم تُسجل سوى أربع حالات ناجمة عن الفيروس الميت أو الضعيف في اللقاح، اثنتان منها في أوكرانيا، وثالثة في طاجيكستان، ورابعة في إسرائيل.

ويقول خبراء الصحة إنه عندما يكون مستوى التطعيم ضعيفا في مكان ما، فإن الفيروس الذي جرى إضعافه بوسعه أن يعيش لمدة طويلة وربما يتحور وينتقل إلى صيغة أشد فتكا.

ويؤدي الفيروس إلى إصابة 1 من بين كل 200 طفل مصاب بشلل غير قابل للشفاء، بينما يموت ما بين 5 و10 في المئة منهم إذا امتد المرض للجهاز التنفسي.