وليد صبري
* الإدمان مرض عضوي ونفسي يؤثر على المحفزات العصبية والكيميائية في الدماغ
* علاج مدمن المخدرات يتوقف على 5 عوامل أبرزها العمر والحالة الصحية
* الأعراض الانسحابية لدى المدمن حادة وقوية وتستمر حتى 3 أسابيع
* 36 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات
* الهيروين، و"الشبو" والكبتاجون والفيل الأزرق أخطر أنواع المخدرات
* مخدر "الزومبي" يؤدي إلى الهلوسة وضعف العضلات وتلف الكلى
* المدة الزمنية لعلاج الإدمان في المراكز المتخصصة من شهر إلى 6 أشهر
* الوقاية من الإدمان تحتاج إلى أشخاص أقوياء يواجهون الصعاب في حياتهم
* التغذية مهمة لبناء الخلايا والأنسجة التالفة بسبب إدمان المخدرات
* استخدام الهرم الغذائي كمرشد لإعداد وجبات متوازنة لمرضى الإدمان
أكدت أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات د.صفاء موسى عمران أن علاج مدمن المخدرات يتوقف على 5 عوامل، أبرزها، مدة تعاطي المدمن للمخدرات والكميات التي كان يأخذها من المخدر، ونوع المخدر، والحالة الصحية للمريض، موضحة أن الإدمان مرض عضوي ونفسي يؤثر على المحفزات العصبية والكيميائية في الدماغ.
وأضافت د. صفاء موسى في حوار مع "الوطن الطبية" أن مخدرات الهيروين، و"الشبو"، والكبتاجون، والفيل الأزرق، من أخطر أنواع المخدرات، لافتة إلى أن مخدر الفلاكا من أشهر الأنواع التي بدأت في الانتشار بسبب رخص ثمنه، مبينة أن من أبرز أضراره الهلوسة، وضعف العضلات، وتلف الكلى، حيث يتحول المتعاطي إلى شخص عدواني يميل إلى إيذاء الآخرين.
ونوهت إلى أن الأعراض الانسحابية لدى المدمن تكون حادة وقوية في الأيام الأولى، حيث تستمر حتى 3 أسابيع، مشيرة إلى أن المدة الزمنية لعلاج الإدمان في المراكز المتخصصة من شهر إلى 6 أشهر.
وذكرت أن الوقاية من الإدمان تحتاج إلى أشخاص أقوياء يواجهون الصعاب في حياتهم، مشددة على أن التغذية مهمة لبناء الخلايا والأنسجة التالفة بسبب إدمان المخدرات، فيما نصحت بضرورة استخدام الهرم الغذائي كمرشد لإعداد وجبات متوازنة لمرضى الإدمان. وإلى نص الحوار:
هل من نبذة مختصرة حول الإدمان؟
- يعاني أكثر من 36 مليون شخص في أنحاء العالم من اضطرابات تعاطي المخدرات والإدمان وفقاً لما أعلنته الأمم المتحدة في إحصائيات عام 2021. ويُعرف الإدمان تبعاً للجمعية الأمريكية لطب الإدمان بأنه مرض عضوي ونفسي يؤثر على المحفزات العصبية والكيميائية في الدماغ. ويظهر تأثير الإدمان على جميع أعضاء الجسم الرئيسية ويؤدي لتدميرها. حيث يصبح الإنسان معتمداً عليها نفسيّاً وجسديّاً، ومع استمرار الاستخدام يحتاج إلى زيادة الجرعة ليحصل على التأثير نفسه دائماً.
ما أبرز التحديات التي تقف أمام علاج مدمن المخدرات؟
- إن من أبرز التحديات التي تواجه علاج مدمن المخدرات هو المفهوم الخاطئ والشائع بين أفراد المجتمع على أن الإدمان هو خيار أو مشكلة أخلاقية وكل ما عليه فعله هو التوقف. حيث يؤكد المعهد الوطني للإدمان التابع للمعاهد الوطنية للصحة في المملكة المتحدة، أن هذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة.
فعلى الرغم من أن الاستعداد النفسي وعزيمة وإرادة المدمن في الخروج من هذه الدائرة المظلمة تؤثر بشكل إيجابي في مدة العلاج، إلا أن التغيرات التي تحدث في الدماغ بسبب الإدمان، تحتاج إلى قدر كبير من العمل لإعادته إلى حالته الطبيعية. حيث كلما تعاطى المزيد من المخدرات زاد اضطراب الدماغ وحفزت دوائر الإحساس بالخطر العاطفي بشكل مبالغ، مما يجعل المدمن يشعر بالقلق والتوتر إضافة إلى أعراض نفسية وجسدية عند عدم تعاطي المخدرات، وهي ما تسمى بالإعراض الانسحابية للمخدرات والتي تجعل من علاج الإدمان في المنزل أمراً صعباً خصوصاً إذا تمت بعيدًا عن الإشراف الطبي. وتكون الأعراض الانسحابية عادةً حادة وقوية عند التوقف عن استخدام المخدر في الأيام الثلاثة الأولى، وتقل حدتها من اليوم الرابع، وتستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
لذلك فإن المكان الذي يتلقى فيه المدمن خدمة العلاج من الإدمان يجب أن تكون على مستوى عالٍ من الكفاءة المهنية والحرفية في التعامل مع حالات الإدمان لتحقيق أفضل النتائج.
ما أبرز طرق علاج المدمن؟
- هناك مجموعة من الخطوات للعلاج من الإدمان يمكن من خلالها أن يعود المدمن لطبيعته ويتوقف عن تعاطي المخدرات نهائياً. كما أن طرق علاج الإدمان تختلف من مكان لآخر، فالبعض يتوقف في العلاج عند مرحلة طرد السموم من الجسم، في حين أن أماكن أخرى تستكمل المراحل لتشمل التأهيل النفسي والدعم السلوكي، للوصول إلى مرحلة التعافي الكامل.
وتعتبر مرحلة التقييم الشامل والفحص الأولي هي المرحلة الأولى في العلاج والتي يقصد بها تشخيص حالة المريض ومعرفة درجة الإدمان التي وصل إليها، والتأكد من عدم وجود أي اضطرابات نفسية أو ذهنية أخرى، لأن الاضطرابات الذهنية غالباً ما تكون سبباً أو نتيجة للإدمان. أما الخطوة الثانية فهي استخدام العقاقير الطبية المتخصصة في طرد السموم من الجسم، وإزالة آثاره، ويجب أن تكون تحت إشراف طبي مباشر لتقليل تأثير الأعراض الانسحابية. تليها مرحلة التأهيل النفسي والدعم السلوكي والتي تعتبر من أهم مراحل علاج إدمان المخدرات. أما المرحلة الأخيرة فتشمل المتابعة الدورية بعد التعافي ومنع الانتكاسة.
ما أخطر أنواع المخدرات؟
- كثرت في الآونة الأخيرة العديد من المخدرات سواءً المخدرات الصناعية أو الطبيعية، حيث توجد العديد من الإحصائيات والدراسات التي توضح أنها وصلت إلى درجة عالية من الخطورة والانتشار. ومن أخطر أنواع المخدرات الهيروين، والكريستال "الشبو"، والكبتاجون، والفيل الأزرق، والفلاكا. وجميعها تشترك بقدرتها على إحداث تدمير في صحة الإنسان وقد تمتاز بعضها بصفات أكثر ضرراً من غيرها فمثلاً تكون جرعة زائدة من مخدر الهيروين كفيلة بأن تقضي على حياة المدمن. في حين يسبب الكريستال إدمان حتى ولو كان الاستخدام لمرة واحدة وان تعاطيه يتسبب في الإصابة بالشلل الرعاش. بينما تكمن خطورة مخدر الفيل الأزرق في أنه يؤدي إلى حدوث ضمور في خلايا المخ، وأكثر من ثلثي الأشخاص الذين تناولوه أقدموا على الانتحار. أما مخدر الفلاكا وهو من أنواع المخدرات التي بدأ بالانتشار في العالم حديثاً ويطلق عليه مخدر الزومبي، فانه يؤدي الى صدور حركات جسدية وسلوكية غير مألوفة، وهو سهل الانتشار لرخص ثمنه. ومن أبرز أضراره أنه يسبب الهلوسة، ويضعف العضلات، كما يؤدي إلى تلف الكلى، ويتحول المتعاطي إلى شخص عدواني يميل إلى إيذاء الآخرين.
كم تستغرق الفترة الزمنية للعلاج العضوي للمدمن؟
- على الرغم من أن العلاج لا يرتبط بفترة زمنية معينة وإنما بالنتائج التي يحققها والوصول إلى الشفاء التام، إلا أن المدة الزمنية لعلاج الإدمان في المراكز الطبية المتخصصة تكون في الغالب من شهر إلى 6 أشهر، كما أن هذه المدة العلاجية ترتبط بمجموعة من العوامل المهمة التي تؤثر بشكل مباشر عليها:
1- مدة تعاطي المدمن للمخدرات والكميات التي كان يأخذها من المخدر، فكلما كان يتعاطى جرعات كبيرة ولفترات زمنية طويلة كلما أثر ذلك على طول مدة العلاج.
2- نوع المخدر الذي يتعاطاه المدمن فهناك بعض المخدرات يكون تركيزها وتأثيرها على المخ بالغ الخطورة مما ينعكس على طول مدة العلاج.
3- الحالة الصحية للمريض عامل هام أيضاً، فكلما ساءت حالته الصحية وكان يعاني من أمراض عضوية واضطرابات نفسية كلما أثر ذلك سلبياً على طول مدة العلاج.
4- عمر وجنس المدمن، وهي من أهم العوامل التي تؤثر في مدة العلاج بشكل كبير، أي أنه كلما زاد عمر المدمن كلما أثر ذلك على طول مدة العلاج نتيجة ضعف المناعة بشكل عام. كما أن جنس المدمن يتدخل كعامل رئيسي في العوامل المحددة لمدة العلاج فقد أكدت الدراسات العلمية أن المدة العلاجية لدى النساء تكون أصعب وأطول وذلك لان طبيعة جسم المرأة تؤدي إلى ترسب المخدر أكثر من جسم الرجل.
5- مقدار تعاون ودعم الأفراد المحيطين بالحالة، فكلما كانت أسرة المدمن متعاونة كلما أثر ذلك إيجاباً على مدة العلاج.
ما هي طرق الوقاية المختلفة من الإدمان؟
- الوقاية من الإدمان لا تحتاج إلى حياة هادئة كما يعتقد البعض، ولكن تحتاج إلى أشخاص أقوياء قادرين على تحدي الصعاب التي توجههم في حياتهم، لأن الضعف والاستسلام في أوقات المشاكل هما أول طريق الإدمان. إن تعليم الأبناء أضرار المخدرات يعتبر أمراً بالغ الأهمية للحد من انتشار الإدمان. فالطفولة والمراهقة هي الأوقات التي يمكن فيها تعليم الأطفال استخدام نمط حياة صحي سليم لحمايتهم من الإدمان، كما أن الانخراط في الأنشطة يمكن أن تحمي أيضاً مثل النشاط البدني ، أو المشاريع العلمية أو الفنية بالإضافة إلى المساهمة في العمل التطوعي. ويجب تقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وضغوط عصبية مثل الاكتئاب والعزلة الاجتماعية والأرق لان ذلك يساعد في حمايتهم من الوقوع في هاوية الإدمان.
ماذا عن دور الغذاء في علاج مدمن المخدرات؟
- إن التغذية أمر مهم لبناء التالف من الخلايا والأنسجة التي دمرتها المخدرات كما أنها تساعد المدمنين على الشفاء، حيث يواجه المدمن عادةً اضطرابات معوية كالإسهال والإمساك إضافة إلى عدم القدرة على هضم الطعام بشكل صحيح مع تراجع في الشهية، كما تسبب المخدرات استنزاف الجسم للفيتامينات والمعادن إضافة إلى منعه من تمثيل حامضين أمينيين مهمين جدًا عن الاستقرار العاطفي وتحسن المزاج وهما التيروسين والتريبتوفان المسؤولان عن إنتاج الموصلات العصبية الدوبامين والسيروتونين وهما الموصلان المسؤولان عن الوضوح العقلي والاستقرار العاطفي، فيؤثر نقصهما سلباً على المزاج والسلوك. نتيجة لذلك يجب تزويدهم بالأطعمة الغنية بالمعادن والفيتامينات المختلفة لإعادة بناء الأنسجة المتضررة وكي تستعيد أنظمة الجسم قدرتها على العمل بشكل طبيعي بما في ذلك الأنظمة العصبية والمعوية. لذلك أوصت الدراسات العلمية بأن المدمنين في فترة العلاج بحاجة إلى وجبات صغيرة متكررة طول اليوم. حيث يمكن استخدام الهرم الغذائي كمرشد لإعداد وجبات متوازنة لمرضى الإدمان. كما ينصح بشرب قهوة منزوعة الكافيين أو شاي أعشاب، والأكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة، وتناول الأغذية المصنوعة من الحبوب الكاملة، والحد من السكريات واللحوم الحمراء صعبة الهضم.
* الإدمان مرض عضوي ونفسي يؤثر على المحفزات العصبية والكيميائية في الدماغ
* علاج مدمن المخدرات يتوقف على 5 عوامل أبرزها العمر والحالة الصحية
* الأعراض الانسحابية لدى المدمن حادة وقوية وتستمر حتى 3 أسابيع
* 36 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات
* الهيروين، و"الشبو" والكبتاجون والفيل الأزرق أخطر أنواع المخدرات
* مخدر "الزومبي" يؤدي إلى الهلوسة وضعف العضلات وتلف الكلى
* المدة الزمنية لعلاج الإدمان في المراكز المتخصصة من شهر إلى 6 أشهر
* الوقاية من الإدمان تحتاج إلى أشخاص أقوياء يواجهون الصعاب في حياتهم
* التغذية مهمة لبناء الخلايا والأنسجة التالفة بسبب إدمان المخدرات
* استخدام الهرم الغذائي كمرشد لإعداد وجبات متوازنة لمرضى الإدمان
أكدت أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات د.صفاء موسى عمران أن علاج مدمن المخدرات يتوقف على 5 عوامل، أبرزها، مدة تعاطي المدمن للمخدرات والكميات التي كان يأخذها من المخدر، ونوع المخدر، والحالة الصحية للمريض، موضحة أن الإدمان مرض عضوي ونفسي يؤثر على المحفزات العصبية والكيميائية في الدماغ.
وأضافت د. صفاء موسى في حوار مع "الوطن الطبية" أن مخدرات الهيروين، و"الشبو"، والكبتاجون، والفيل الأزرق، من أخطر أنواع المخدرات، لافتة إلى أن مخدر الفلاكا من أشهر الأنواع التي بدأت في الانتشار بسبب رخص ثمنه، مبينة أن من أبرز أضراره الهلوسة، وضعف العضلات، وتلف الكلى، حيث يتحول المتعاطي إلى شخص عدواني يميل إلى إيذاء الآخرين.
ونوهت إلى أن الأعراض الانسحابية لدى المدمن تكون حادة وقوية في الأيام الأولى، حيث تستمر حتى 3 أسابيع، مشيرة إلى أن المدة الزمنية لعلاج الإدمان في المراكز المتخصصة من شهر إلى 6 أشهر.
وذكرت أن الوقاية من الإدمان تحتاج إلى أشخاص أقوياء يواجهون الصعاب في حياتهم، مشددة على أن التغذية مهمة لبناء الخلايا والأنسجة التالفة بسبب إدمان المخدرات، فيما نصحت بضرورة استخدام الهرم الغذائي كمرشد لإعداد وجبات متوازنة لمرضى الإدمان. وإلى نص الحوار:
هل من نبذة مختصرة حول الإدمان؟
- يعاني أكثر من 36 مليون شخص في أنحاء العالم من اضطرابات تعاطي المخدرات والإدمان وفقاً لما أعلنته الأمم المتحدة في إحصائيات عام 2021. ويُعرف الإدمان تبعاً للجمعية الأمريكية لطب الإدمان بأنه مرض عضوي ونفسي يؤثر على المحفزات العصبية والكيميائية في الدماغ. ويظهر تأثير الإدمان على جميع أعضاء الجسم الرئيسية ويؤدي لتدميرها. حيث يصبح الإنسان معتمداً عليها نفسيّاً وجسديّاً، ومع استمرار الاستخدام يحتاج إلى زيادة الجرعة ليحصل على التأثير نفسه دائماً.
ما أبرز التحديات التي تقف أمام علاج مدمن المخدرات؟
- إن من أبرز التحديات التي تواجه علاج مدمن المخدرات هو المفهوم الخاطئ والشائع بين أفراد المجتمع على أن الإدمان هو خيار أو مشكلة أخلاقية وكل ما عليه فعله هو التوقف. حيث يؤكد المعهد الوطني للإدمان التابع للمعاهد الوطنية للصحة في المملكة المتحدة، أن هذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة.
فعلى الرغم من أن الاستعداد النفسي وعزيمة وإرادة المدمن في الخروج من هذه الدائرة المظلمة تؤثر بشكل إيجابي في مدة العلاج، إلا أن التغيرات التي تحدث في الدماغ بسبب الإدمان، تحتاج إلى قدر كبير من العمل لإعادته إلى حالته الطبيعية. حيث كلما تعاطى المزيد من المخدرات زاد اضطراب الدماغ وحفزت دوائر الإحساس بالخطر العاطفي بشكل مبالغ، مما يجعل المدمن يشعر بالقلق والتوتر إضافة إلى أعراض نفسية وجسدية عند عدم تعاطي المخدرات، وهي ما تسمى بالإعراض الانسحابية للمخدرات والتي تجعل من علاج الإدمان في المنزل أمراً صعباً خصوصاً إذا تمت بعيدًا عن الإشراف الطبي. وتكون الأعراض الانسحابية عادةً حادة وقوية عند التوقف عن استخدام المخدر في الأيام الثلاثة الأولى، وتقل حدتها من اليوم الرابع، وتستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
لذلك فإن المكان الذي يتلقى فيه المدمن خدمة العلاج من الإدمان يجب أن تكون على مستوى عالٍ من الكفاءة المهنية والحرفية في التعامل مع حالات الإدمان لتحقيق أفضل النتائج.
ما أبرز طرق علاج المدمن؟
- هناك مجموعة من الخطوات للعلاج من الإدمان يمكن من خلالها أن يعود المدمن لطبيعته ويتوقف عن تعاطي المخدرات نهائياً. كما أن طرق علاج الإدمان تختلف من مكان لآخر، فالبعض يتوقف في العلاج عند مرحلة طرد السموم من الجسم، في حين أن أماكن أخرى تستكمل المراحل لتشمل التأهيل النفسي والدعم السلوكي، للوصول إلى مرحلة التعافي الكامل.
وتعتبر مرحلة التقييم الشامل والفحص الأولي هي المرحلة الأولى في العلاج والتي يقصد بها تشخيص حالة المريض ومعرفة درجة الإدمان التي وصل إليها، والتأكد من عدم وجود أي اضطرابات نفسية أو ذهنية أخرى، لأن الاضطرابات الذهنية غالباً ما تكون سبباً أو نتيجة للإدمان. أما الخطوة الثانية فهي استخدام العقاقير الطبية المتخصصة في طرد السموم من الجسم، وإزالة آثاره، ويجب أن تكون تحت إشراف طبي مباشر لتقليل تأثير الأعراض الانسحابية. تليها مرحلة التأهيل النفسي والدعم السلوكي والتي تعتبر من أهم مراحل علاج إدمان المخدرات. أما المرحلة الأخيرة فتشمل المتابعة الدورية بعد التعافي ومنع الانتكاسة.
ما أخطر أنواع المخدرات؟
- كثرت في الآونة الأخيرة العديد من المخدرات سواءً المخدرات الصناعية أو الطبيعية، حيث توجد العديد من الإحصائيات والدراسات التي توضح أنها وصلت إلى درجة عالية من الخطورة والانتشار. ومن أخطر أنواع المخدرات الهيروين، والكريستال "الشبو"، والكبتاجون، والفيل الأزرق، والفلاكا. وجميعها تشترك بقدرتها على إحداث تدمير في صحة الإنسان وقد تمتاز بعضها بصفات أكثر ضرراً من غيرها فمثلاً تكون جرعة زائدة من مخدر الهيروين كفيلة بأن تقضي على حياة المدمن. في حين يسبب الكريستال إدمان حتى ولو كان الاستخدام لمرة واحدة وان تعاطيه يتسبب في الإصابة بالشلل الرعاش. بينما تكمن خطورة مخدر الفيل الأزرق في أنه يؤدي إلى حدوث ضمور في خلايا المخ، وأكثر من ثلثي الأشخاص الذين تناولوه أقدموا على الانتحار. أما مخدر الفلاكا وهو من أنواع المخدرات التي بدأ بالانتشار في العالم حديثاً ويطلق عليه مخدر الزومبي، فانه يؤدي الى صدور حركات جسدية وسلوكية غير مألوفة، وهو سهل الانتشار لرخص ثمنه. ومن أبرز أضراره أنه يسبب الهلوسة، ويضعف العضلات، كما يؤدي إلى تلف الكلى، ويتحول المتعاطي إلى شخص عدواني يميل إلى إيذاء الآخرين.
كم تستغرق الفترة الزمنية للعلاج العضوي للمدمن؟
- على الرغم من أن العلاج لا يرتبط بفترة زمنية معينة وإنما بالنتائج التي يحققها والوصول إلى الشفاء التام، إلا أن المدة الزمنية لعلاج الإدمان في المراكز الطبية المتخصصة تكون في الغالب من شهر إلى 6 أشهر، كما أن هذه المدة العلاجية ترتبط بمجموعة من العوامل المهمة التي تؤثر بشكل مباشر عليها:
1- مدة تعاطي المدمن للمخدرات والكميات التي كان يأخذها من المخدر، فكلما كان يتعاطى جرعات كبيرة ولفترات زمنية طويلة كلما أثر ذلك على طول مدة العلاج.
2- نوع المخدر الذي يتعاطاه المدمن فهناك بعض المخدرات يكون تركيزها وتأثيرها على المخ بالغ الخطورة مما ينعكس على طول مدة العلاج.
3- الحالة الصحية للمريض عامل هام أيضاً، فكلما ساءت حالته الصحية وكان يعاني من أمراض عضوية واضطرابات نفسية كلما أثر ذلك سلبياً على طول مدة العلاج.
4- عمر وجنس المدمن، وهي من أهم العوامل التي تؤثر في مدة العلاج بشكل كبير، أي أنه كلما زاد عمر المدمن كلما أثر ذلك على طول مدة العلاج نتيجة ضعف المناعة بشكل عام. كما أن جنس المدمن يتدخل كعامل رئيسي في العوامل المحددة لمدة العلاج فقد أكدت الدراسات العلمية أن المدة العلاجية لدى النساء تكون أصعب وأطول وذلك لان طبيعة جسم المرأة تؤدي إلى ترسب المخدر أكثر من جسم الرجل.
5- مقدار تعاون ودعم الأفراد المحيطين بالحالة، فكلما كانت أسرة المدمن متعاونة كلما أثر ذلك إيجاباً على مدة العلاج.
ما هي طرق الوقاية المختلفة من الإدمان؟
- الوقاية من الإدمان لا تحتاج إلى حياة هادئة كما يعتقد البعض، ولكن تحتاج إلى أشخاص أقوياء قادرين على تحدي الصعاب التي توجههم في حياتهم، لأن الضعف والاستسلام في أوقات المشاكل هما أول طريق الإدمان. إن تعليم الأبناء أضرار المخدرات يعتبر أمراً بالغ الأهمية للحد من انتشار الإدمان. فالطفولة والمراهقة هي الأوقات التي يمكن فيها تعليم الأطفال استخدام نمط حياة صحي سليم لحمايتهم من الإدمان، كما أن الانخراط في الأنشطة يمكن أن تحمي أيضاً مثل النشاط البدني ، أو المشاريع العلمية أو الفنية بالإضافة إلى المساهمة في العمل التطوعي. ويجب تقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وضغوط عصبية مثل الاكتئاب والعزلة الاجتماعية والأرق لان ذلك يساعد في حمايتهم من الوقوع في هاوية الإدمان.
ماذا عن دور الغذاء في علاج مدمن المخدرات؟
- إن التغذية أمر مهم لبناء التالف من الخلايا والأنسجة التي دمرتها المخدرات كما أنها تساعد المدمنين على الشفاء، حيث يواجه المدمن عادةً اضطرابات معوية كالإسهال والإمساك إضافة إلى عدم القدرة على هضم الطعام بشكل صحيح مع تراجع في الشهية، كما تسبب المخدرات استنزاف الجسم للفيتامينات والمعادن إضافة إلى منعه من تمثيل حامضين أمينيين مهمين جدًا عن الاستقرار العاطفي وتحسن المزاج وهما التيروسين والتريبتوفان المسؤولان عن إنتاج الموصلات العصبية الدوبامين والسيروتونين وهما الموصلان المسؤولان عن الوضوح العقلي والاستقرار العاطفي، فيؤثر نقصهما سلباً على المزاج والسلوك. نتيجة لذلك يجب تزويدهم بالأطعمة الغنية بالمعادن والفيتامينات المختلفة لإعادة بناء الأنسجة المتضررة وكي تستعيد أنظمة الجسم قدرتها على العمل بشكل طبيعي بما في ذلك الأنظمة العصبية والمعوية. لذلك أوصت الدراسات العلمية بأن المدمنين في فترة العلاج بحاجة إلى وجبات صغيرة متكررة طول اليوم. حيث يمكن استخدام الهرم الغذائي كمرشد لإعداد وجبات متوازنة لمرضى الإدمان. كما ينصح بشرب قهوة منزوعة الكافيين أو شاي أعشاب، والأكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة، وتناول الأغذية المصنوعة من الحبوب الكاملة، والحد من السكريات واللحوم الحمراء صعبة الهضم.