الجمهور يصوّت لقارئة العام شهد القيصوم وسط حضور جماهيري كثيف.

توّج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" الفائزين بمسابقة "أقرأ" في نسختها السابعة، التي اختتمها المركز في 25 يونيو، بحضور رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر.

وضمّ الحفل جمعاً كبيراً من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، اطّلعوا على الرحلة الطويلة التي تمكّن خلالها الفائزون من تحقيق سلسلة نجاحات مُبهرة خلال برنامج إثراء القراءة "أقرأ"، أهّلتهم للوصول إلى المراحل الأخيرة من التصفيات النهائية، كما شمل الحفل تكريم الفائزين بلقب قارئ العام وسُفراء القراءة وسُفراء الترجمة.

وقال الناصر: "نعيش في عالم يتطور بشكل سريع، ويواجه تحديات تتطلب عقولاً مبتكرة وقدرات مبدعة في التفكير والتواصل والتعاون، لبناء مستقبل أفضل للبشرية. وقيادتنا الحكيمة التي أطلقت تحولات إيجابية وريادية غير مسبوقة في إطار رؤية 2030، ترى أنه لا توجد حدود للتطلّعات وخاصة لدى الشباب، ونحن في أرامكو لدينا قناعة بأن أعظم ثرواتنا ليست النفط والغاز بل الثروة البشرية، ونسعى أن نسهم بشكل فعّال في بناء المستقبل ضمن استراتيجية الشركة لتحقيق النمو والازدهار والاستدامة، لذلك فإن مسابقة "أقرأ" هي تحفيز للمعرفة وروح الاستكشاف الفكري ووقود محرك للعقل البشري".

وأعلن الناصر أن إثراء القراءة "أقرأ" سيتوسع ليشمل مشاركة القُرّاء والقارئات من كافة الدول العربية في الدورة المقبلة للبرنامج الذي سيتخذ بإذن الله موقعاً مميزاً على خارطة الثقافة العربية، كما أعرب عن التطلع بأن نحتفي في المستقبل بفوز أحد المبدعين السعوديين بجائزة نوبل للآداب، وأن يكون لمسابقة "أقرأ" تأثير في تحقيق ذلك الإنجاز.

من جانبه، أعرب مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، حسين حنبظاظة عن فخره بمخرجات مسابقة "أقرأ" الذي شهدت تطوراً متسارعاً منذ انطلاق برنامج إثراء القراءة عام 2013، فضلاً عن تزايد عدد المشاركين به، حيث تجاوز عددهم 75 ألف قارئ وقارئة.

ونوه إلى سعي إثراء في تطوير البرنامج بشكل سنوي، لاسيما بعد أن أصبح دولياً، لكي يتسنى لمحبّي القراءة الانضمام إليه؛ لاتساع رقعة القراءة والقرّاء، وقال حنبظاظة بأن القراءة هي أحد الأذرع الحامية للغة العربية، كما تُعد انحيازاً للإنسان باعتبارها تنمية بشرية بحتة تسهم في صناعة فكر من شتى فنون الأدب العربي.

ولفت إلى الدور الذي حققته المسابقة في اكتساب المشاركين العديد من المعارف ورفع مستوى الوعي عبر بث روح المنافسة بين الشباب، مشيداً بالدور الذي يسعى إليه إثراء في تعزيز أوجه الثقافة وترسيخ أعمدة القراءة، عبر مكتبته التي استقبلت أكثر من مليون زائر منذ نشأة المركز.

فيما شهد الحفل كلمة ضيف شرف الحفل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة تركي الدخيل، التي حملت عنوان حتى لا تُصاب بأقسى أنواع الحرمان، حيث ربط بين الغوص في عالم الكتب والحديث عن الكتاب الذي يعدّ شاقاً وشائقاً ونتاجاً معظّماً وصديقاً مكرّماً، وتصدّر مكانًا واسعًا من مساحة تفكير علماء العرب وفلاسفتهم وشعرائهم وأدباءهم، مستشهدًا بما قاله الأديب الأسكتلندي، آرثر كونان دويل إنّ "حبّ الكتب والقراءة من بين أعظم النعم والعطايا الإلهية لنا"، لا يدركها إلا من عاشها، وحُرم منها من شُغل بغيرها، مختتمًا حديثه بقوله جازمًا أنّ الحرمان أصناف وأنواع، لكنّ أشد أنواعه آلمًا وأنكارها ضررًا الحرمان من متعة القراءة.

وما يبدو لافتًا بأن نخبة من أدباء الفنّ والثقافة شهدوا تكريم الفائزين، حيث قدّم الكاتب والروائي والحائز على جائزة نوبل للأدب أورهان باموق، كلمة أشار خلالها إلى أهمية الكتابة وبدايات رواياته التي جعلت منه شخصية عالمية، من منطلق إيمانه بفنّ الرواية وعلوم الأدب، مشيرًا إلى أهم الأسرار التي تلهم الكتّاب وتصبح مفاتيح لكنوز الرواية مع مضي الوقت منها "العزلة، الإيمان بالإنسانية، القواسم المشتركة بين السمات البشرية وبين الكاتب".

وتم الإعلان عن أسماء الفائزين، في حين تم تتويج قارئ العام من قبل الجمهور والتي ظفرت به القارئة شهد القيصوم.

كما وأعلنت اللجنة عن أسماء الفائزين بمسار سفراء القراءة هم: خزينة الشمري، خلود العنزي، مها العمري. أما الفائزين في مسار سفراء الترجمة هم: منيرة الهويدي، وجدان الودياني ومروان الرشيد.

في حين أعلنت اللجنة عن مسار القرّاء الصغار، حيث حصدت زينب الناصر باللقب، فيما اختارت لجنة التحكيم القارئ محمد الخليفة بعد أن انطبقت عليه كافّة المعايير.