هذه رسالة لفيناي ريدي كاتب خطابات الرئيس جو بايدن وهو أول أمريكي من أصل هندي يصل إلى هذا المنصب.
نعرف أن الديمقراطيين يبذلون جهداً مضاعفاً هذه الأيام من أجل تخفيف أي أثر سلبي عن شعبية الرئيس قد يترتب على زيارة بايدن للسعودية، إذ يرى الأمريكيون أن زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية تراجع عن برنامج الرئيس الانتخابي وأنه في هذا القرار لا يختلف عن الرئيس دونالد ترامب الذي تغاضى عن هذه الحقوق من أجل مصالح قومية أمريكية، وبهذا كان ترامب محقاً وبايدن كان مخطئاً في تقديراته وهو يصحح خطأه الآن، وهذا ما لا يريد فريق بايدن أن يفهمه الأمريكيون.
لذلك فالجهد الخطابي موجه للناخب الأمريكي حين يتحدثون عن زيارة بايدن للسعودية واجتماعه بقادة المنطقة، فدنيس روس على سبيل المثال وهو السفير الأمريكي السابق ورئيس معهد واشنطن كتب يقول: «الانخراط مع السعوديين لا يتطلب من بايدن التخلي عن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بحقوق الإنسان» وقال: «يتصرف أولئك الذين ينتقدون الآن الزيارة المرتقَبة للرئيس بايدن كما لو أنه ليست هناك اعتبارات أخرى، لكنّ هذه الاعتبارات قائمة في الواقع» ثم أضاف: «بما أن الولايات المتحدة تخوض الآن منافسة ذات مدى أطول مع روسيا والصين، فهي تحتاج إلى توسيع تحالُف الدول التي ستعمل معها. وبالطبع، تبدأ بالدول الديمقراطية الأخرى، لكنها بحاجة أيضاً إلى دولٍ ليست ذات نزعة تحريفية، مثل السعودية، لتشكّل جزءاً من التحالف؛ فمواردها مهمة وليس من الحكمة إبعادها، ولا سيما نظراً إلى ما هو على المحك في هذه المنافسة، أي سواء كان بإمكان واشنطن الحفاظ على نظام قائم على القواعد أو نجاح روسيا بدعم ضمني من الصين، في إعادة تحديد المشهد الدولي».
ثم ذكر روس في مواقع أخرى في المقال عدد من المصالح الأمريكية التي تستطيع السعودية أن توفرها، وعلى رأسها النفط والطاقة، ثم بدأ يخفف من صورة انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية -على حد قوله- ويبرر أن أمريكا تتعاطى مع دول أخرى أشد انتهاكاً للحقوق الإنسانية ولكن المصالحة الأمريكية اقتضت أن يستمر العاطي معها. (انتهى المقال)
للعلم هذا الخطاب لا تعيره الدول خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية أي اهتمام، بل إنه لا يملك ذرة من المصداقية عندنا، ونعرف أنه موجه للناخب الأمريكي المسكين الذي يخدع بتلك الازدواجية الممقوتة.
كما أن المواطن العربي يعرف الأدوات الأخرى التي يستعان بها التي تحفل بها النسخة الأمريكية أي تلك التي توجه خطابها للشعب الأمريكي، كالقوى الناعمة من مؤثرين فنانين ومذيعين يكررون ما يملى عليهم سواء بعلمهم أو دون علمهم بغباء أو بذكاء المنتهز، كما قالت أوبرا وينفري عن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا أنها من أجل «الدفاع عن الديمقراطية»!! نحن نضحك حين نسمع هذا الخطاب.
وهذا ما قاله الممثل الأمريكي المعروف بن ستيلر الذي زار أوكرانيا مؤخراً والتقى برئيسها زيلينسكي ونظر إليه بانبهار وقال له: (واو لا أصدق أنني معك فأنت بطلي) وستيلر كما هو معروف ممثل كوميدي أيضاً تماماً كما كان زيلينسكي، ولا تعرف أن كان ستيلر يدرك مدى فساد هذا الرئيس وانخراطه بالصفقات المالية أم لا وخاصة مع ابن الرئيس بايدن المدعو هانتر!!
الخلاصة أن قصة الدفاع عن حقوق الإنسان أو الدفاع عن الديمقراطية كسبب لاتخاذ المواقف السياسية الأمريكية من الدول الأخرى، كذبة لم تعد تنطلي على العالم خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذا الخطاب لا يصلح إن كانت الولايات المتحدة الإمريكية تبحث عن تحالفات ومعاهدات واتفاقيات تؤمن المصالح الأمريكية على المدى الطويل معنا.
فنصيحتنا لفيناي ريدي إن هم بكتابة خطاب الرئيس أثناء زيارته أو أعد له ما يقوله في أي مؤتمر صحفي سيعقد أن يفكر بالنسخة العربية، نسخة لا يتردد فيها تلك الادعاءات التي نعرف حقيقة مصداقيتها وجديتها وحجم ازدواجيتها عن حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية.
نعرف أن الديمقراطيين يبذلون جهداً مضاعفاً هذه الأيام من أجل تخفيف أي أثر سلبي عن شعبية الرئيس قد يترتب على زيارة بايدن للسعودية، إذ يرى الأمريكيون أن زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية تراجع عن برنامج الرئيس الانتخابي وأنه في هذا القرار لا يختلف عن الرئيس دونالد ترامب الذي تغاضى عن هذه الحقوق من أجل مصالح قومية أمريكية، وبهذا كان ترامب محقاً وبايدن كان مخطئاً في تقديراته وهو يصحح خطأه الآن، وهذا ما لا يريد فريق بايدن أن يفهمه الأمريكيون.
لذلك فالجهد الخطابي موجه للناخب الأمريكي حين يتحدثون عن زيارة بايدن للسعودية واجتماعه بقادة المنطقة، فدنيس روس على سبيل المثال وهو السفير الأمريكي السابق ورئيس معهد واشنطن كتب يقول: «الانخراط مع السعوديين لا يتطلب من بايدن التخلي عن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بحقوق الإنسان» وقال: «يتصرف أولئك الذين ينتقدون الآن الزيارة المرتقَبة للرئيس بايدن كما لو أنه ليست هناك اعتبارات أخرى، لكنّ هذه الاعتبارات قائمة في الواقع» ثم أضاف: «بما أن الولايات المتحدة تخوض الآن منافسة ذات مدى أطول مع روسيا والصين، فهي تحتاج إلى توسيع تحالُف الدول التي ستعمل معها. وبالطبع، تبدأ بالدول الديمقراطية الأخرى، لكنها بحاجة أيضاً إلى دولٍ ليست ذات نزعة تحريفية، مثل السعودية، لتشكّل جزءاً من التحالف؛ فمواردها مهمة وليس من الحكمة إبعادها، ولا سيما نظراً إلى ما هو على المحك في هذه المنافسة، أي سواء كان بإمكان واشنطن الحفاظ على نظام قائم على القواعد أو نجاح روسيا بدعم ضمني من الصين، في إعادة تحديد المشهد الدولي».
ثم ذكر روس في مواقع أخرى في المقال عدد من المصالح الأمريكية التي تستطيع السعودية أن توفرها، وعلى رأسها النفط والطاقة، ثم بدأ يخفف من صورة انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية -على حد قوله- ويبرر أن أمريكا تتعاطى مع دول أخرى أشد انتهاكاً للحقوق الإنسانية ولكن المصالحة الأمريكية اقتضت أن يستمر العاطي معها. (انتهى المقال)
للعلم هذا الخطاب لا تعيره الدول خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية أي اهتمام، بل إنه لا يملك ذرة من المصداقية عندنا، ونعرف أنه موجه للناخب الأمريكي المسكين الذي يخدع بتلك الازدواجية الممقوتة.
كما أن المواطن العربي يعرف الأدوات الأخرى التي يستعان بها التي تحفل بها النسخة الأمريكية أي تلك التي توجه خطابها للشعب الأمريكي، كالقوى الناعمة من مؤثرين فنانين ومذيعين يكررون ما يملى عليهم سواء بعلمهم أو دون علمهم بغباء أو بذكاء المنتهز، كما قالت أوبرا وينفري عن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا أنها من أجل «الدفاع عن الديمقراطية»!! نحن نضحك حين نسمع هذا الخطاب.
وهذا ما قاله الممثل الأمريكي المعروف بن ستيلر الذي زار أوكرانيا مؤخراً والتقى برئيسها زيلينسكي ونظر إليه بانبهار وقال له: (واو لا أصدق أنني معك فأنت بطلي) وستيلر كما هو معروف ممثل كوميدي أيضاً تماماً كما كان زيلينسكي، ولا تعرف أن كان ستيلر يدرك مدى فساد هذا الرئيس وانخراطه بالصفقات المالية أم لا وخاصة مع ابن الرئيس بايدن المدعو هانتر!!
الخلاصة أن قصة الدفاع عن حقوق الإنسان أو الدفاع عن الديمقراطية كسبب لاتخاذ المواقف السياسية الأمريكية من الدول الأخرى، كذبة لم تعد تنطلي على العالم خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذا الخطاب لا يصلح إن كانت الولايات المتحدة الإمريكية تبحث عن تحالفات ومعاهدات واتفاقيات تؤمن المصالح الأمريكية على المدى الطويل معنا.
فنصيحتنا لفيناي ريدي إن هم بكتابة خطاب الرئيس أثناء زيارته أو أعد له ما يقوله في أي مؤتمر صحفي سيعقد أن يفكر بالنسخة العربية، نسخة لا يتردد فيها تلك الادعاءات التي نعرف حقيقة مصداقيتها وجديتها وحجم ازدواجيتها عن حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية.