محاولة زعيم تنظيم "فتح - المجلس الثوري"، صبري البنا (أبو نضال)، تصفية عدد من القيادات الفلسطينية أثناء وجوده في مصر ومعرفة الأمن بنيته هذه، هو ما دفع المصريين إلى توقيفه، بحسب ما يروي لـ"العربية" السفير الفلسطيني الأسبق عاطف أبو بكر، الذي أبان عن أن أبو نضال أصيب بنوبة قلبية أُدخِل على إثرها المستشفى عندما أمسك به الأمن.ونقل أبو بكر عن مصادر "مؤكدة" أن أبو نضال قابل أفرادا من وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA والمخابرات المصرية ومخابرات دولة عربية أخرى لها عداء مع نظام صدام حسين أثناء فترة توقيفه، وعلى إثرها تم الاتفاق على أن يتم ترحيله إلى العراق، كونه البلد الذي يحتمل وجوده أكثر من أي بلد عربي آخر.محاولة اغتيال الظواهري"في البداية تعاطفت السلطات المصرية مع جماعة أبو نضال، والذي وُضِع قيد الإقامة الجبرية"، حسب ما قاله عاطف أبو بكر الذي كشف أن أبو نضال تعهّد للأمن المصري بـ"قتل مجموعة من المعارضين، بينهم أيمن الظواهري وأبو حمزة وإمام مسجد الجهاد في اليمن محمد صلاح عبدالمطلب"، مضيفا أنه بالفعل قام أحد عناصر "فتح - المجلس الثوري" في اليمن باغتيال عبدالمطلب.السفر إلى العراق عبر إيرانرحيل صبري البنا من مصر كان إلى العراق، وتم عبر إيران، كما شرح لبرنامج "الذاكرة السياسية" أبو بكر الذي كان مدير الدائرة السياسية في "فتح - المجلس الثوري" سابقا، قائلاً: "من أجل السفر إلى العراق حصل أبو نضال على فيزا من السفارة الإيرانية في الخرطوم، باسم محمد حسن عبدالله، حيث دخل إيران دون علم الإيرانيين". بعد ذلك، انتقل أبو نضال عن طريق حدود "المنذرية" إلى العراق، حيث كان في استقباله ابن أخت زوجته خليل خضر، ليسكن في شارع فلسطين وبعلم من العراقيين.تصفية أبو نضالونفى أبو بكر الرواية التي تقول إن أبو نضال انتحر، مبينا أنه يعتقد أن الأمن العراقي هو من قام بتصفيته، كاشفا عن أن "العراقيين أُبلِغوا من قبل جهة معينة أن أبو نضال يتآمر عليهم، ولكنهم لم يصدقوا في البداية، وبعد 6 أشهر اكتشفوا أنه بالفعل كان يتآمر ضدهم، فحققت معه لجة M4 في الأمن العراقي". وأضاف: "يقول طاهر حبوش إن 30 مسلحا هجموا على بيت أبو نضال وقتلوه، فيما العراقيون يقولون إنه قتل نفسه. أنا أؤكد أنه قُتِل مع 3 مرافقين، وهم: نبيل نصار، سليمان الدربة، سمير السعدي"، مشددا على أنه "حصل اشتباك بين جماعة أبو نضال والأمن العراقي"، كاشفا عن أن أحد الأسباب التي دفعت بغداد لتصفية البنا هو كون الأخير "كان على علاقة مع مجموعات معارضة عراقية موجودة في عمّان، ووجد لديه 14 شنطة متفجرات في بغداد".بونتي وأموال زيورختعددت مصادر أموال أبو نضال هو وزوجته وعائلته. وروى أبو بكر أن أبو نضال قام بخطف سويسريين وبلجيكي للضغط من أجل فك الحجز على أمواله في أحد بنوك مدينة "زيورخ" السويسرية. وتمت عملية تسوية بالتنسيق مع المخابرات لفك الحجز بحيث يُفرَج عن الأصول دون الفوائد، وبالفعل، وأصدر تاليا المدعي العام السويسري كارلا دي بونتي قرارا بـ"تحرير أموال الإرهاب"، بحسب تعبير أبو بكر.