أكد رئيس قسم الأمن السيبراني والحوكمة في شركة "تطوير للبترول" السيد حسين الطيب أن مسألة الأمن السيبراني في قطاع الطاقة والنفط والغاز تكتسب أهمية كبرى، وذلك نظرا للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والتنموية لهذا القطاع، وضرورة ضمان استدامة عمله دون انقطاع، وحفظ مصالح المنتجين والمستهلكين.
جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى نظمته شركة "إن جي إن" الدولية لأنظمة المعلومات المتكاملة، في إطار فعاليات مجلسها لنشر الوعي بالأمن السيبراني لدى مختلف جهات القطاعين العام والخاص والأفراد والمجتمع في مملكة البحرين.
وقال الطيب "مع اتجاه صناعة النفط والغاز نحو مزيد من الرقمنة، تزداد الحاجة إلى تبني أفضل تقنيات الأمن السيبراني، والحد من أخطار قرصنة البيانات الحساسة، وتمكين المستخدمين من العمل من المواقع البعيدة بأمان، وحماية المعلومات المهمة للأعمال في رسائل البريد الإلكتروني والمستندات وغيرها".
وأضاف أن مفهوم "الثقة الصفرية" في الأمن السيبراني هي الافتراض بأن شبكتك تتعرض دائمًا للخطر، فالمؤسسة دائماً يجب أن تفترض أن جميع الخدمات مصدر للتهديدات، مثل المستخدمين والبيانات والأجهزة وغيرها، ويتم افتراض أن كل هذه العوامل مصادر محتملة للتهديدات وبالتالي يجب التحقق منها وإجراء المصادقة الفعالة. وبالتالي فإن بنية الثقة الصفرية ليست حل تقني وليست برنامجًا وليست منتجًا، بل هي مفهوم أو نموذج أو إطار عمل يمكن استخدامه لتحقيق مستوى معين من الامتثال.
على صعيد ذي صلة أوضح الطيب أنه يجب الأخذ بالاعتبار أيضا الحماية المادية للشبكات والأجهزة الموصولة بها داخل مقر شركات النفط والغاز، عن طريق منع غير المعنيين من التعامل مباشرة مع الشبكة، والسماح للزوار بالوصول إلى مناطق محددة فقط، بينما يمكن لموظفي تكنولوجيا المعلومات الوصول إلى غرف الخوادم".
وأكد أن تأمين الوصول المادي يشمل التكنولوجيا التشغيلية مثل أنابيب النفط التي تعمل تحت البحر، حيث يتم التحكم في أنابيب النفط بواسطة مستشعر يتم مراقبته بواسطة أجهزة عالية التقنية ويتم التحكم فيه بواسطة أنظمة لقراءة أجهزة الاستشعار في الوقت الفعلي والكشف على سبيل المثال عن حدوث التسرب أو وجود اختلافات الضغط.
وقال "ما هو على المحك هنا أننا لم نعد نحمي بيانات، بل نتفادى وقوع أي حادث لمنظومة التكنولوجيا التشغيلية لأن عدم وجود أي ضوابط مناسبة في هذا القطاع الحساس يمكن يأن يؤدي لكارثة بشرية أو تدمير البيئة يمكنها التأثير على سمعة وصورة الدولة بأكملها، بالإضافة لأن تأمين ذلك القطاع يضمن عدم تأثر الخدمات الخاصة بتموين حركة الطائرات مثلا أو تأمين حاجة المستهلكين من البنزين ومشتقاته".