في كل مرة أكتب عن الرضا والقناعة وإعادة تقدير النعم التي لدينا يرد بعض الأشخاص أنكِ تريدينَ للفقير أن يقنع بحياته حماية للغني، وأن لا يطالب بتحسين معيشته ولا يشتكي ولا يزعج الأغنياء.
أتدرونَ ما مشكلة هذه الجماعة هدانا الله وإياهم؟ مشكلتهم أنهم لخصوا المطالب والاحتياجات والسعادة والوصول لحالة الرضا في المال وتحسين المعيشة مادياً فقط، إنما الواقع غير ذلك، فمَن قال إن المتذمرين والمكتئبين والشاكين هم من ينقصهم المال فقط؟ من قال إن خطابي موجه لمن ينقصهم المال أن ينظروا لما لديهم من النعم، خطابي لكل مبتلى يعاني من نقص ما، قد لا يكون المال من تلك النواقص، قد تكون الصحة، قد تكون الأمان، قد تكون الذرية، قد تكون مشاكل عائلية و و و إلخ، حرموا منها ومنحوا المال.
اسألوا الأطباء النفسيين من هم أكثر مرضاكم؟ ما هو مستواهم المعيشي؟ ستعجبون أنهم من الطبقة المقتدرة التي لا تشتكي قلة المال، وهؤلاء ليسوا بالضرورة من الشاكين المتذمرين، إنما هؤلاء من التعبانين في حياتهم وغير سعيدين وعلى استعداد لشراء الراحة بكل ما يملكون واستبدالها بأموالهم إن قيض لهم، هؤلاء ندعو لهم بالشفاء ويرثى لحالهم.
ابتلاء الله سبحانه لم يقف عند نقص الأموال، بل بالخوف أولاً وهذا هو أخطر أنواع الابتلاءات لذلك أتى أولاً وقدم على كل النواقص في سورة البقرة « ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» فقد جاء قبل الفقر المدقع «الجوع».
الخوف هو الابتلاء الأكبر، هو المنغص على الحياة، هو الحرمان من السعادة والاستمتاع والاسترخاء، فقد تملك مال الدنيا وحيزت لك بكل جمالها ولكن الخوف يسكنك ويستوطن فيك، فرنة الهاتف يخفق لها قلبك فزعاً أن تحمل أخباراً غير سارة، ليلك ينقضي وأنت تستند بظهر السرير مستيقظاً معدداً سيناريوهات سيئة ممكن أن تحدث لك ولأبنائك ولمن حولك، أتصدقون هناك مرضى يهنؤون بالنوم وهناك أصحاء خوفهم لا يتركهم يغمضون أعينهم؟ وهناك مرضى قد يطول مرضهم ثم يشفون في النهاية، إنما هناك أصحاء في أبدانهم يقتلهم القلق والخوف ويموتون قبلهم؟
كلما ذكر في القرآن «وانصرنا على القوم الكافرين» أيقنت أنها لا تعني البشر، بل تعني كذلك الوسواس الذي يهز يقيننا بالله ويشككنا برحمته، يشغلنا في أنفسنا في صدورنا الضيقة التي تسحب النفس سحباً وتطلق زفيراً حاراً يأساً وحزناً، ويجعلنا نركز على ما ينقصنا وعدم تقدير ما نملك ويجعل «همنا» هو الأعظم وهو الأكبر.
وحين نخاطب هؤلاء نحاول أن نمنحهم ما يتسلحون به في مواجهة «الخوف» بنظرة توازنية تجعلهم ينظرون لما غشيت أبصارهم عنه، نضيء لهم طريقاً ظللته الوساوس فأفقدتهم قيمته أو قللته، إنما نساعدهم لإعادة النظر في الرؤية الصحيحة لتحقيق بعض من التوازن النفسي. نساعدهم لصرف الوصفة الإلهية التي هي بين يدينا للشفاء «ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين»
ليس «بما يقولون» المقصود بها الكلام الذي يقال عنك ويؤذيك من الناس فقط، بل هي كل وساوسك وخوفك وقلقك من الغد ومما قد يحمله لك من أخبار غير سارة وهي التي تجعل صدرك يضيق، حينها خذ نفساً عميقاً وعدد ما لديك من نعم مهما صغرت واحمد الله سبحانه وتعالى، وهنا تيقن أن وعد الله حق «وبشر الصابرين».
أخيراً تمعنوا بهذه الآية «ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين» الحرب هنا ليست فقط مادية وحسية وقتال في ميادين، بل هي رمزية لكل جنود الوساوس والخوف والقلق أنهم من نطلب الله أن ينصرنا عليهم، اليسوا هم الجهاد الأكبر؟
أتدرونَ ما مشكلة هذه الجماعة هدانا الله وإياهم؟ مشكلتهم أنهم لخصوا المطالب والاحتياجات والسعادة والوصول لحالة الرضا في المال وتحسين المعيشة مادياً فقط، إنما الواقع غير ذلك، فمَن قال إن المتذمرين والمكتئبين والشاكين هم من ينقصهم المال فقط؟ من قال إن خطابي موجه لمن ينقصهم المال أن ينظروا لما لديهم من النعم، خطابي لكل مبتلى يعاني من نقص ما، قد لا يكون المال من تلك النواقص، قد تكون الصحة، قد تكون الأمان، قد تكون الذرية، قد تكون مشاكل عائلية و و و إلخ، حرموا منها ومنحوا المال.
اسألوا الأطباء النفسيين من هم أكثر مرضاكم؟ ما هو مستواهم المعيشي؟ ستعجبون أنهم من الطبقة المقتدرة التي لا تشتكي قلة المال، وهؤلاء ليسوا بالضرورة من الشاكين المتذمرين، إنما هؤلاء من التعبانين في حياتهم وغير سعيدين وعلى استعداد لشراء الراحة بكل ما يملكون واستبدالها بأموالهم إن قيض لهم، هؤلاء ندعو لهم بالشفاء ويرثى لحالهم.
ابتلاء الله سبحانه لم يقف عند نقص الأموال، بل بالخوف أولاً وهذا هو أخطر أنواع الابتلاءات لذلك أتى أولاً وقدم على كل النواقص في سورة البقرة « ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» فقد جاء قبل الفقر المدقع «الجوع».
الخوف هو الابتلاء الأكبر، هو المنغص على الحياة، هو الحرمان من السعادة والاستمتاع والاسترخاء، فقد تملك مال الدنيا وحيزت لك بكل جمالها ولكن الخوف يسكنك ويستوطن فيك، فرنة الهاتف يخفق لها قلبك فزعاً أن تحمل أخباراً غير سارة، ليلك ينقضي وأنت تستند بظهر السرير مستيقظاً معدداً سيناريوهات سيئة ممكن أن تحدث لك ولأبنائك ولمن حولك، أتصدقون هناك مرضى يهنؤون بالنوم وهناك أصحاء خوفهم لا يتركهم يغمضون أعينهم؟ وهناك مرضى قد يطول مرضهم ثم يشفون في النهاية، إنما هناك أصحاء في أبدانهم يقتلهم القلق والخوف ويموتون قبلهم؟
كلما ذكر في القرآن «وانصرنا على القوم الكافرين» أيقنت أنها لا تعني البشر، بل تعني كذلك الوسواس الذي يهز يقيننا بالله ويشككنا برحمته، يشغلنا في أنفسنا في صدورنا الضيقة التي تسحب النفس سحباً وتطلق زفيراً حاراً يأساً وحزناً، ويجعلنا نركز على ما ينقصنا وعدم تقدير ما نملك ويجعل «همنا» هو الأعظم وهو الأكبر.
وحين نخاطب هؤلاء نحاول أن نمنحهم ما يتسلحون به في مواجهة «الخوف» بنظرة توازنية تجعلهم ينظرون لما غشيت أبصارهم عنه، نضيء لهم طريقاً ظللته الوساوس فأفقدتهم قيمته أو قللته، إنما نساعدهم لإعادة النظر في الرؤية الصحيحة لتحقيق بعض من التوازن النفسي. نساعدهم لصرف الوصفة الإلهية التي هي بين يدينا للشفاء «ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين»
ليس «بما يقولون» المقصود بها الكلام الذي يقال عنك ويؤذيك من الناس فقط، بل هي كل وساوسك وخوفك وقلقك من الغد ومما قد يحمله لك من أخبار غير سارة وهي التي تجعل صدرك يضيق، حينها خذ نفساً عميقاً وعدد ما لديك من نعم مهما صغرت واحمد الله سبحانه وتعالى، وهنا تيقن أن وعد الله حق «وبشر الصابرين».
أخيراً تمعنوا بهذه الآية «ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين» الحرب هنا ليست فقط مادية وحسية وقتال في ميادين، بل هي رمزية لكل جنود الوساوس والخوف والقلق أنهم من نطلب الله أن ينصرنا عليهم، اليسوا هم الجهاد الأكبر؟