في كل مواسم الحج يعتاد ملايين المسلمين رؤية صحن الحرم المكي يغلب عليه اللون الأبيض وهو الزي الذي يرتديه الحجيج، باستثناء يوم عرفة الذي يتشح فيه المكان بالسواد على غير العادة بسبب ملابس مؤنسات الحرم.

ويمتلئ الحرم المكي في يوم عرفة، بأهالي مدينة مكة المكرمة الذين يستغلون فراغه من الحجاج لأداء الصلوات والعمرة، لا سيما النساء والأطفال، فيما يُعرف بيوم الخليف، بينما تحمل النساء الحاضرات اسم ”مؤنسات الحرم المكي".

لكن وزارة الحج والعمرة، لم تسمح هذا العام بحجز مواعيد لأداء العمرة في الحرم المكي في يوم الخليف، ضمن إجراءات تتبع الوقاية من جائحة كورونا التي دفعت المملكة لتقليص عدد حجاج هذا العام لمليون حاج فقط رغم كونه أكبر من موسم الحج في العامين المنصرمين اللذين صادفا ذروة انتشار كورونا.

وأقيمت صلاة وخطبة الجمعة، في المسجد الحرام بحضور عدد محدود جداً من رجال الأمن وعمال الخدمة، في مشهد أعاد للأذهان إقامة الصلوات في فترة إغلاقات كورونا التي شملت المسجد الحرام.

ومن عادات أهل مكة خروج النساء اللاتي ترتدي غالبيتهن العباءات السوداء، يوم التاسع من ذي الحجة ”يوم عرفة" إلى المسجد الحرام والتعبد فيه في هذا اليوم، كي لا يبقى خاليا لأن أغلب الرجال ذهبوا للحج والوقوف في جبل عرفة وخدمة الحجاج.

ويُعتبر ”يوم عرفة" واحدًا من أعظم الأيام المقدسة عند المسلمين، حيث يبتهل فيه الحجاج إلى الله بالطاعات والعبادات والأدعية، من خلال الوقوف على صعيد جبل عرفات.

ويؤدي نحو مليون حاج من مختلف دول العالم، مناسك الحج هذا العام، وهو عدد أقل من نصف حجاج العام 2019 الذي بلغ نحو 2.5 مليون حاج أدوا الركن الخامس في الإسلام بيسر وسهولة دون تسجيل حوادث.

ويعمل عشرات آلاف الأشخاص من الجنسين ومن مختلف التخصصات الصحية والأمنية والخدمية والشرعية على خدمة ضيوف المسجد الحرام منذ وصولهم للمملكة ولحين مغادرتهم للبلاد.

بينما تستفيد بعض الدول من مبادرة سعودية يتم فيها إنهاء إجراءات سفر الحاج ووصوله للسعودية في بلاده عبر موظفين سعوديين يتواجدون في مطارات تلك الدول في واحدة من التسهيلات التي تعمل الرياض على توسيعها لتشمل دولًا أخرى.

ويقام موسم الحج هذا العام في وقت عاود فيه فيروس كورونا الانتشار في المنطقة، فيما تُشدد بعض دول الخليج قيودها منعا لتفشيه.

وطُلب من جميع الحجاج الوافدين من الخارج أن يكونوا تلقوا تطعيمهم بالكامل، وأن يبرزوا نتيجة سلبية لاختبار فيروس كورونا. ولدى وصولهم إلى منى الخميس، سُلّموا أكياسا تحوي أقنعة ومعقمات.