كتبت - سلسبيل وليد:أكد أهالي شهداء الواجب أن دماء أبنائهم ستظل فخراً لكل بحريني ورمزاً للتضحية والولاء والانتماء ومصدر فخر وعزة للبحرين، لافتين إلى أن شرف الاستشهاد في سبيل الوطن أعلى مراتب التضحية والفداء.وأشار أهالي الشهداء: الرقيب أول محمد نبيل حمد، والرقيب محمد حافظ يونس، والرقيب عبدالقادر حسن العلص، والرقيب حسن إقبال محمد، والعريف عبدالمنعم علي حسين، لـ «الوطن» إلى أن تضحيات أبنائهم ستظل شاهدة في التاريخ الخليجي في الدفاع عن أمن واستقرار دول مجلس التعاون ودول المنطقة، وأن المصاب الجلل زاد من قوة وثبات وإصرار جميع أهالي البحرين على بذل العطاء والفداء، وأن الإرهاب ومن يقف وراءه ويدعمه سينال الهزيمة.وأكدوا، قبل يوم من تشييع أبنائهم وأبناء الوطن بمقبرتي الحنينية والمحرق، أن البحرين ستظل بعون الله خير داعم ومساند لجهود الدول العربية والإسلامية التي تستهدف خير الأمة وشعوبها، سائلين الله أن يرحم أبناءهم الشهداء الأبرار وأن يسكنهم فسيح جناته ويلهم شعب البحرين الصبر وحسن العزاء، وأن يحفظ البحرين وشقيقاتها دول مجلس التعاون وينعم عليها بالأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.وأضافوا أن البحرين ماضية بحكمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في نهجها ومواقفها الثابتة في سبيل استقرار المنطقة، وإعلاء كلمة الحق ونصرة القضايا العربية، والدفاع عن الشرعية باليمن.ولفتوا إلى أن البحرين تقلدت أعلى أوسمة العزة والكرامة من خلال تقديم أبنائها المخلصين في سبيل نصرة المظلوم والدفاع عن أمن المنطقة من الأطماع الخارجية.وأوضحوا أن أبناءهم تمنوا الشهادة وكانوا يدعون الله أن يستشهدوا شهادة حق وقد نالوها، وكانوا يطلبون الدعاء منهم ويصبرون أهاليهم، مشيرين إلى أنهم تلقوا خبر استشهاد أبنائهم بكل إيمان واحتسبوهم عند الله وتقبلوه بكل إيمان. لا تبكي أمي «لا تبكي أمي علي فأريد أن استشهد بحق».. كلمات كانت الأخيرة من فم الشهيد حسن إقبال ذي 29 عاماً لوالدته طالباً منها الدعاء، ومتمنياً الشهادة على حق، فحقق له الله ما طلب.تقول أخته، لم نستطع تصديق خبر وفاته ورغم حزننا إلا أن إيماننا بالله قوي، فمات على ما تمنى شهيداً بإذن الله، وتابعت كان يهاتفنا كل يوم يخبرنا بمدى رغبته بالشهادة والموت فداء الوطن والدين.وأضافت، تقبل والداي خبر الوفاة بكل قوة وإيمان وصبر، بل وفخر أيضاً بأنهما والدا الشهيد، فهو كما عرف بأخلاقه وطيبة قلبه، ولكن ترك وراءه أرملة صابرة و3 أيتام، ولدان أكبرهما 6 سنوات والثاني بالروضة ورضيعة لا تتجاوز الـ5 شهور.الشهادة أمنيتي «كان يتمنى ميتة الشهداء وكلما دعونا له أن يرجع سالماً معافى يصيح بنا «لا أنا أبي هاي الموتة».. هكذا وصفت شقيقة الشهيد محمد نبيل كيف كان شقيقها يتمنى الشهادة ولا يقبل بديلاً عنها، بعد أن أوصى ذويه على زوجته وولديه وأوصى أصدقاءه على أهله وأسرته. وقالت شقيقته إنه كان باراً محباً ومحبوباً ذهب صغيراً بعمر 32 عاماً، وتحققت أمنيته بنيل الشهادة، كان نبيلاً بأخلاقه وكريماً بطبعه.وأضافت أنه اتصل بزوجته ليلة وفاته وأوصاها على نفسها وعلى أولاده أكبرهما عمره سنتان والثاني خمسة شهور، ثم اتصل بصديقه المقرب وقال له وصيتك أهلي وعائلتي ففزع صديقه وقال له سترد لنا بإذن الله فأجابه الشهيد لا نعلم ما سيحدث قد يقدر الله ولن أعود فلا تنس وصيتي.وتابعت شقيقته أن المعلومات الأولية التي وصلتنا أفادتنا بأنه مصاب بإصابة بسيطة وكنا ننتظر الخبر الأكيد، حيث كان مصاباً بشظايا في ظهره، ولكنه تعرض لنزيف داخلي أدى لوفاته.وأكدت أن محمد ابن البحرين وضحى من أجلها وقدم روحه هدية لها، وتابعت نسأل الله الصبر والثبات فوالداه صابران ومحتسبان ومؤمنان بقضاء الله وقدره.«دعواتكم»أم مؤمنة وأب صابر وأخوة يلذعون بألم فراق أخيهم الكبير والبكر عبدالمنعم علي حسين، يفخر والداه بأنهما والدا الشهيد ومحتسبان ومؤمنان بقضاء الله و قدره.قال والده علي حسين إن ابنهما كان يهاتفهما يومياً، بل وكان يصبرهما حتى آخر اتصال معه مساء أمس الأول حيث كان مؤمناً بالله تعالى، وتابع والدموع تخنقه أن خبر الوفاة كان صدمة لنا لكونه الابن الأكبر، ولكن تقبلته والدته وإخوته بكل إيمان واحتساب وقوة، سائلين المولى أن يتقبله في الشهداء وأن يغفر له.وتابع عرف عنه بطيبته وصدقه ونبل أخلاقه وشهامته وإن أردتم أن تعرفوا شيئاً عنه فاسألوا أصدقاءه وكل من يعرفه، ومن يجهل اسمه يعرف صيته الذي سبقه إلى الشهادة.فيما أشاد أصدقاؤه بصيته الحسن بين الناس بل وبإيمانه حيث كان لا يقطع فرضاً بل ويتمنى الشهادة، وأن لأخلاقه الحميدة والنبيلة صيتاً منتشراً بين كل من يعرفه ومن لا يعرفه، كما عرف بكرمه وحسن خلقه وطيبته، حيث كان رجلاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وانتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو له وكان آخر ما وصى به الدعوات «دعواتكم».احتسبناه شهيداً وبقلب محتسب وصابر تقبل أهل الشهيد عبدالقادر العلص نبأ وفاته، الأب في أصعب و أسوإ حالاته و لكن ما يصبر أن ابنه أصبح شهيداً وهو يدافع عن الحق بكل ما أوتي.وقال شقيق الشهيد إن أخاه كان محتسباً وصابراً وعرف بطيبته وأخلاقه الرفيعة، وكان يتصل بين فترة وأخرى بأهله ليطمئنهم عليه، وفي آخر اتصال طلب منهم الدعاء، متابعاً والدتنا متوفاة ولكن الوالد لم يستطع تقبل الخبر في البداية ولكنه تماسك وصبر واحتسبه شهيداً، فقد أصبح في ذمة الله.وأضاف كان صعباً على زوجته أن يتركها وبيدها رضيع لم يتجاوز الـ4 شهور ولكنها بقلب مؤمن وصابر تستجمع قواها لأنها زوجة الشهيد وستربي ابن الشهيد «حسن» بل وستجعله يفخر بأن والده مات شهيداً يدافع عن الوطن والدين والحق.وذكر أن عبدالقادر يبلغ من العمر 31 عاماً لديه 5 أخوة و3 أخوات لاقوا ألم فراق أخيهم الشهيد ولكن هذا فخر لهم، داعيين الله أن يتقبله في الشهداء ويجعله في جنات الخلد.وكان آخر ما نشره الشهيد في حسابه في الإنستقرام صورة كتب عليها «اللهم إني استودعك نفسي وأهلي ومن أحب فلا تفجع قلبي أبداً .. وإن رفعت يدي لك داعياً فقل لما دعيت به كن». وقال صديق الشهيد محمد حافظ يونس إن الشهيد ليس لديه أهل في البحرين ولكن البحرين كلها أهله ومعه دائماً، وتدعو له بالرحمة والمغفرة وأن يتقبله الله في الشهداء وأن يتغمد روحه الجنة ويجعل الفردوس الأعلى مكاناً له.وأضاف أن أخلاقه ذاع صيتها وشاعت سمعته الحسنة بين الناس وأصدقائه، وها هو ذهب الآن إلى جنات الخلد بإذن الله تاركاً وراءه إمرأة صابرة ومحتسبة ويتيمين صغيرين أكبرهما في السادسة من عمره.