دخلنا شهر يوليو الحالي وأخذت الحرارة تشتد يوماً بعد آخر لتمتد حتى شهر أغسطس القادم وربما ما بعده، كما أخذت حبات العرق تتسلل إلى ثيابنا وملابسنا الداخلية.
والحمد لله أننا لا نعاني من الحر كما عانى آباؤنا وأجدادنا، فنحن ننتقل من مكيف البيت إلى مكيف السيارة ثم إلى مكيف المكتب مما يلطف الأجواء في أجسادنا وما حولنا.
وعندما تأتي شهور الصيف الحارة فإننا نتذكر طفولتنا قبل أكثر من ستين عاماً حيث لم تكن في بيوتنا آنذاك مكيفات أو ثلاجات، ونتذكر كيف أننا كنا نلجأ إلى الاستحمام في البحر لإطفاء لهيب الحرارة، وربما بعدنا قليلاً عن الشاطئ الحار ماؤه حتى نحصل على الماء البارد في «الغزير».
كان ديدننا ونحن صغار أن نستحم في البحر صباحاً ومساء، ونخرج لنغسل أجسادنا من ماء البحر المالح في العيون الطبيعية ذات الماء العذب مثل عين أم السوالي وعين هية وعين المسلم وعين الذوادي وغيرها من العيون المنتشرة على السواحل.. وربما كانت من الغرائب واللطائف أن عين أم السوالي عين عذبة موجودة داخل البحر بالقرب من قصّار بوشاهين شرقي مدينة الحد وكنا نغوص في البحر قليلاً حتى نصل إلى أنبوب عين أم السوالي لنشرب منه، وقد ظلت هذه العين سنوات طويلة وهي تقذف بالماء الحلو حتى جاءت شركة أسري بالحوض الجاف جنوبي الحد ومدت أنبوباً إلى العين حتى تستفيد الشركة وموظفوها وعمالها منها.
ومن الغرائب واللطائف أيضاً أن مدينة الحد التي كنا نسكن فيها عبارة عن لسان من الأرض ممتد في البحر، وكان ماء البحر في منتصف الشهر وفي آخره وعندما «تشيع الماية» أي تغزر وتفيض أن تلتقي مياه البحر الشرقية بمياه البحر الغربية وتلتقي المياه ببعضها في وسط الشارع وترى بعض الأسماك الصغيرة و«العفاطي» في الشارع تسبح وسط المياه.
كما كانت مياه البحر عندما «تشيع» تقذف بالرمال البيضاء الناعمة على السواحل وتكون أكواماً من الرمال الناعمة التي كنا نشكلها كحفر مستديرة لنستريح أو ننام فيها.
ومن القصص التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة أنني وأخواني الصغار أخذتنا غفوة في إحدى الليالي ونمنا حتى الفجر في تلك الحفرة الناعمة فلما استيقظت والدتي العزيزة رحمها الله ولم تجدنا بجانبها اتصلت في الحال بأخيها الخال عبدالله البنزايد رحمه الله الذي هب ليبحث عنا فلما رآنا فجراً قادمين من جهة البحر متجهين إلى البيت أمرنا بالوقوف فلم نستطع الحراك واستل جريدة من أحد الأكواخ وضربنا ضرباً مبرحاً فلم نعد نفكر في النوم خارج المنزل مرة أخرى.
ومن الذكريات التي لا تنسى أن النساء كن يتجمعن على الساحل ويمددن «غزلاً» أي شباكاً لصيد السمك على الساحل وهن يرددن «حو.. حو» لجلب الأسماك حتى تدخل في الشباك.. أما اليوم فإنك لا تحصل على عفطي واحد بالقرب من الساحل فقد خربت عمليات الدفن العشوائي للبحر من طحالب البحر وهجرت الأسماك الساحل إلى المناطق الغزيرة والبعيدة.
هذه ذكريات جميلة عن البحر وذكرياته الحبيبة إلى النفس قبل عشرات السنين.
والحمد لله أننا لا نعاني من الحر كما عانى آباؤنا وأجدادنا، فنحن ننتقل من مكيف البيت إلى مكيف السيارة ثم إلى مكيف المكتب مما يلطف الأجواء في أجسادنا وما حولنا.
وعندما تأتي شهور الصيف الحارة فإننا نتذكر طفولتنا قبل أكثر من ستين عاماً حيث لم تكن في بيوتنا آنذاك مكيفات أو ثلاجات، ونتذكر كيف أننا كنا نلجأ إلى الاستحمام في البحر لإطفاء لهيب الحرارة، وربما بعدنا قليلاً عن الشاطئ الحار ماؤه حتى نحصل على الماء البارد في «الغزير».
كان ديدننا ونحن صغار أن نستحم في البحر صباحاً ومساء، ونخرج لنغسل أجسادنا من ماء البحر المالح في العيون الطبيعية ذات الماء العذب مثل عين أم السوالي وعين هية وعين المسلم وعين الذوادي وغيرها من العيون المنتشرة على السواحل.. وربما كانت من الغرائب واللطائف أن عين أم السوالي عين عذبة موجودة داخل البحر بالقرب من قصّار بوشاهين شرقي مدينة الحد وكنا نغوص في البحر قليلاً حتى نصل إلى أنبوب عين أم السوالي لنشرب منه، وقد ظلت هذه العين سنوات طويلة وهي تقذف بالماء الحلو حتى جاءت شركة أسري بالحوض الجاف جنوبي الحد ومدت أنبوباً إلى العين حتى تستفيد الشركة وموظفوها وعمالها منها.
ومن الغرائب واللطائف أيضاً أن مدينة الحد التي كنا نسكن فيها عبارة عن لسان من الأرض ممتد في البحر، وكان ماء البحر في منتصف الشهر وفي آخره وعندما «تشيع الماية» أي تغزر وتفيض أن تلتقي مياه البحر الشرقية بمياه البحر الغربية وتلتقي المياه ببعضها في وسط الشارع وترى بعض الأسماك الصغيرة و«العفاطي» في الشارع تسبح وسط المياه.
كما كانت مياه البحر عندما «تشيع» تقذف بالرمال البيضاء الناعمة على السواحل وتكون أكواماً من الرمال الناعمة التي كنا نشكلها كحفر مستديرة لنستريح أو ننام فيها.
ومن القصص التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة أنني وأخواني الصغار أخذتنا غفوة في إحدى الليالي ونمنا حتى الفجر في تلك الحفرة الناعمة فلما استيقظت والدتي العزيزة رحمها الله ولم تجدنا بجانبها اتصلت في الحال بأخيها الخال عبدالله البنزايد رحمه الله الذي هب ليبحث عنا فلما رآنا فجراً قادمين من جهة البحر متجهين إلى البيت أمرنا بالوقوف فلم نستطع الحراك واستل جريدة من أحد الأكواخ وضربنا ضرباً مبرحاً فلم نعد نفكر في النوم خارج المنزل مرة أخرى.
ومن الذكريات التي لا تنسى أن النساء كن يتجمعن على الساحل ويمددن «غزلاً» أي شباكاً لصيد السمك على الساحل وهن يرددن «حو.. حو» لجلب الأسماك حتى تدخل في الشباك.. أما اليوم فإنك لا تحصل على عفطي واحد بالقرب من الساحل فقد خربت عمليات الدفن العشوائي للبحر من طحالب البحر وهجرت الأسماك الساحل إلى المناطق الغزيرة والبعيدة.
هذه ذكريات جميلة عن البحر وذكرياته الحبيبة إلى النفس قبل عشرات السنين.