بايدن زار المنطقة قبل يومين وسيقوم بوتين بزيارتها غداً في وقت تتنازل فيه القوتان الكبيرتان عن دورهما المعتاد في استقبال حكام الدول الأخرى ليقوم الآن الرئيسان لأكبر دولتين نوويتين بالزيارة والتودد والاقتراب بل ورص الصفوف من أجل متطلبات صراع دولتيهما المحتدم وساحته أوكرانيا حالياً. ودوافع هذا التنازل تتعلق بنفط المنطقة فهو مازال ذا أهمية قصوى خاصة وأن المنطقة وحدها مسؤولة عن إنتاج أكثر من 20% من نفط العالم.
بايدن سعى لرأب الصدع في العلاقات الأمريكية السعودية من خلال زيارته الأخيرة لجدة وذلك بهدف إقناع الخليج زيادة إنتاج النفط والذي سيساهم في تخفيض الأسعار العالمية للذهب الأسود مما يضمن له استقراراً اقتصادياً وسياسياً مؤقتاً في بلده. أما بوتين يزور إيران ليرسل رسالة إلى المنطقة مفادها أن الروس سيعززون من علاقتهم مع طهران تماماً مثل ما تسعى أمريكا تعزيز صداقتها بدول الخليج ولديهم القدرة -أي الروس- على تعقيد الوضع في الخليج إذا حصل وزاد إنتاج النفط الخليجي بعيداً عن تفاهمات «أوبك بلاس» أو هكذا يبدو. ولذلك تعود منطقتنا مضطرة لتكون في قلب صراع دولي متشعب.
نتائج زيارة بايدن تبدو في الظاهر إيجابية وفيها وعود لضمان التعاون الأمني والعسكري بعد فترة من التخلي والابتعاد. ولكن علينا أن لا نغفل أن الروس أصبح لهم حضورهم في المنطقة أيضاً من خلال إيران والتي سيوقعون معها اتفاقية اقتصادية تمتد لعشرين عاماً ويضاف إليها تعاون اقتصادي بين الصين وإيران أبرزه توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي الاقتصادي في مايو 2021 والتي تمتد لخمس وعشرين عاماً وهذا الوضع كأنه يدفعنا لنكون في معسكر ضد معسكر آخر شئنا أم أبينا وهنا يكمن التحدي.
والمعروف أن علاقتنا كدول خليجية توطدت مع الروس في السنوات الأخيرة والأجدى أن العلاقة مع روسيا لا تهمل وتترك. ونفس الحال ينطبق على العلاقة مع الصين فالدولتان فتحتا أبواب التعاون مع دول المنطقة ولا يجب التفريط بما تم بناؤه من علاقات معهما في الفترة الماضية. ويضاف إلى ذلك صعوبة التغاضي عن المخاوف من جدية التزام واشنطن بوعودها تجاه المنطقة على المدى البعيد مما قد يجبرنا على أخذ تطمينات بايدن بـPinch of Salt كما يقول الأمريكان أنفسهم أي بشيء من الشك كمعنى تقريبي.
عموماً «أوبك بلاس» وأحد أطرافها روسيا نفسها زادت إنتاج النفط 648 الف برميل لشهري يوليو وأغسطس الحاليين وذلك منذ 30 يونيو الماضي مما قد يساهم في كبح ارتفاع سعر البرميل وهذا ما يريده بايدن ووافق عليه بوتين!
والواقع يؤكد أن اللعب مع الكبار يحتاج إلى جلد وقوة وحذر شديد ودول الخليج اليوم مجبرة أن «تلعب» وتجاري وتتفاوض وتنسق حسب إمكانياتها وحسب الظروف ويفترض أنها اكتسبت الخبرة في التأقلم مع المتغيرات الدولية وقادرة أن تتعامل معها بأقصى درجات الحنكة.
بايدن سعى لرأب الصدع في العلاقات الأمريكية السعودية من خلال زيارته الأخيرة لجدة وذلك بهدف إقناع الخليج زيادة إنتاج النفط والذي سيساهم في تخفيض الأسعار العالمية للذهب الأسود مما يضمن له استقراراً اقتصادياً وسياسياً مؤقتاً في بلده. أما بوتين يزور إيران ليرسل رسالة إلى المنطقة مفادها أن الروس سيعززون من علاقتهم مع طهران تماماً مثل ما تسعى أمريكا تعزيز صداقتها بدول الخليج ولديهم القدرة -أي الروس- على تعقيد الوضع في الخليج إذا حصل وزاد إنتاج النفط الخليجي بعيداً عن تفاهمات «أوبك بلاس» أو هكذا يبدو. ولذلك تعود منطقتنا مضطرة لتكون في قلب صراع دولي متشعب.
نتائج زيارة بايدن تبدو في الظاهر إيجابية وفيها وعود لضمان التعاون الأمني والعسكري بعد فترة من التخلي والابتعاد. ولكن علينا أن لا نغفل أن الروس أصبح لهم حضورهم في المنطقة أيضاً من خلال إيران والتي سيوقعون معها اتفاقية اقتصادية تمتد لعشرين عاماً ويضاف إليها تعاون اقتصادي بين الصين وإيران أبرزه توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي الاقتصادي في مايو 2021 والتي تمتد لخمس وعشرين عاماً وهذا الوضع كأنه يدفعنا لنكون في معسكر ضد معسكر آخر شئنا أم أبينا وهنا يكمن التحدي.
والمعروف أن علاقتنا كدول خليجية توطدت مع الروس في السنوات الأخيرة والأجدى أن العلاقة مع روسيا لا تهمل وتترك. ونفس الحال ينطبق على العلاقة مع الصين فالدولتان فتحتا أبواب التعاون مع دول المنطقة ولا يجب التفريط بما تم بناؤه من علاقات معهما في الفترة الماضية. ويضاف إلى ذلك صعوبة التغاضي عن المخاوف من جدية التزام واشنطن بوعودها تجاه المنطقة على المدى البعيد مما قد يجبرنا على أخذ تطمينات بايدن بـPinch of Salt كما يقول الأمريكان أنفسهم أي بشيء من الشك كمعنى تقريبي.
عموماً «أوبك بلاس» وأحد أطرافها روسيا نفسها زادت إنتاج النفط 648 الف برميل لشهري يوليو وأغسطس الحاليين وذلك منذ 30 يونيو الماضي مما قد يساهم في كبح ارتفاع سعر البرميل وهذا ما يريده بايدن ووافق عليه بوتين!
والواقع يؤكد أن اللعب مع الكبار يحتاج إلى جلد وقوة وحذر شديد ودول الخليج اليوم مجبرة أن «تلعب» وتجاري وتتفاوض وتنسق حسب إمكانياتها وحسب الظروف ويفترض أنها اكتسبت الخبرة في التأقلم مع المتغيرات الدولية وقادرة أن تتعامل معها بأقصى درجات الحنكة.