أكدت جمعية الوسط العربي الإسلامي أن "زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للجزر الإماراتية المحتلة منذ الثلاثين من نوفمبر 1971 استفزاز لعروبة أهل الخليج العربي، وتهديد بالاستخدام العسكري مستقويةً بمشروعها النووي، وتدخل سافر في شؤون هذه الدول لقلب نظام الحكم أو زعزعة أركان الأمن فيها”. وأضافت الجمعية في بيان لها أمس، أنه "بعد الزيارة نجد الرغبة الإيرانية العارمة في استغلال مساحة هذه الجزر لبناء منشآت عسكرية تخلق من خلالها حالة استفزاز حاد مع جيرانها على الضفة الغربية، خصوصاً مع التهديدات المتواترة بإغلاق مضيق هرمز من ناحية، وتصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين المتشددين بتبعية البحرين للنفوذ الإيراني على أساس كونها المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة من ناحية أخرى”. وشددت الجمعية على أنه "بات من الواضح أن إيران لن تتوقف عن استفزاز دول مجلس التعاون في الخليج العربي كلما رأت، بمناسبة أو بدونها، أنها تقدر على الإقدام بفعالها المستفزة تلك وفق منطق القوة التي تفهمه، ومن المعروف أن القوة إن قابلها ضعف تَجَبَّرَ صاحبها على صاحب الضعف، وبالتالي فإن المنطق يُحتم أن تواجه القوة بالقوة التي يكون شكلها هنا اتحاداً حقيقياً بين دول مجلس التعاون، ما يُعبر عن خير وسيلة لدفاع مشروع عن كيان عربي مسلم، كما إنه لاشك في أن مَنْ ينتمي إلى العروبة ويرفض إطلاق نعت الاحتلال على هذه الجزر الإماراتية، يعيش في حالة ازدواج يُمكن أن يصل بها إلى العمالة ضد عروبته، إذ إنه من المسلمات كون هذه الجزر محتلة، ما يستدعي المطالبة باستقلالها إرجاعاً للحق وإنصافاً لقضية لن تُطوى مادام وراءها مطالب، وعليه فإننا في جمعية الوسط العربي لن ندخر جهداً في الحض على الحراك الدولي المشروع لاستعادة حق الإمارات، الذي هو حقنا بالتوازي كأشقاء، في الجزر الثلاث المحتلة”.وأوضحت الجمعية أنه "تباعاً لمسألة الاحتلال، فإن الجزر الإماراتية التي تأخذ حيزاً في جداول أعمال اجتماعات قمم مجلس التعاون، ليست وحدها تعاني من هذه المظلمة، فعلى مساحة الساحل الشرقي للخليج العربي تقبع مساحة توازي 348 ألف كيلو متر مربع تُسمى إمارة الأحواز المحتلة التي بدأت مأساتها منذ المؤامرة البريطانية الإيرانية على حاكمها الشيخ خزعل في العشرين من أبريل 1925م، وعليه فإن الالتزام الذي تُحمله جمعية الوسط العربي لقادة دول الخليج العربي في المطالبة باستعادة الجزر الثلاث، لا يقل عن التزامها بالمطالبة بعودة الأحواز إلى حياض أمتنا العربية، خصوصاً أنها تحوي عشرة ملايين عربي يقبعون تحت نير الاحتلال الإيراني ويعانون معه آفة التهميش والنسيان حتى أن أهلها درجت بهم العادة على تسمية قضيتهم بـ«القضية المنسية”، وبالتالي نُطالب بدعم قضيتهم من منطلق الأخوة العربية ثم منطق الرد الذي يقول "خير وسيلة للدفاع الهجوم”، لافتة إلى أنه "دائماً ما يتحدث الاقتصاديون عن أن رئة الجمهورية الإيرانية هي الأسواق الإماراتية، ومن المفارقة مع هذه المقولة أن نجد النكران كأول رد على هذه الفُسحة التي يهديها الاقتصاد الإماراتي لإيران المحاصرة اقتصادياً من دول الغرب، وبالتالي فإن الرد الطبيعي الذي يجب أن يأخذ حيزه في إطار تلك الاستفزازات الإيرانية هو أن تقوم الإمارات بالتلويح بقطع أوصال هذه الرئة إن لم تكف إيران عن استفزازاتها وتهديداتها لدول الخليج العربي بشكل خاص، وإن الاحتلال لا يعرف جنسيةً أو مذهباً أو ديناً، فكما يستوجب التنديد باحتلال الكيان الصهيوني لفلسطين، فإن ذات التنديد يستوجب أن يكون للاحتلال الإيراني على الجزر الإماراتية والأحواز العربية، لأن الكل لا يجزأ”.