كتبت - سارة البدري: قالت فعاليات إن إيران تعمدت التعجيل باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث “أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى”، بمباركة بريطانية أمريكية، أوائل سبعينات القرن الماضي، مع انسحاب القوات البريطانية المتواجدة آنذاك في الجزر، مؤكدة أن زيارة الرئيس الإيراني لهذه الجزر تعكس تمسك الجانب الإيراني بها، في وقت تتمسك فيه دولة الإمارات العربية الشقيقة بحقها فيها. وأضافت الفعاليات أن “زيارة أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى المحتلة، توحي بالتحدي والصلف الإيراني، ولا تحمل أي احترام لحقوق الجوار، مؤكدة أن الزيارة، تحمل رسائل إلى الولايات المتحدة والسعودية، فحواها أن إيران شريكة في أمن خطوط وممرات تصدير النفط”. وأشارت إلى أن “الأجدر بإيران أن تصب جهودها في حل المشكلات المعيشية لشعوب المنطقة بدلاً من تأجيج الفتن، وأن تسعى لحل مشاكل الفقر ونقص الموارد والبطالة في جمهورية إيران، قبل أن تفكر في استفزاز جيرانها، مشددة على أن طبيعة زيارة نجاد في هذه الفترة الحرجة والحساسة للجزر يعكس توجهاً إيرانياً صارخاً للتصعيد”. قالت أستاذة الإعلام السياسي بجامعة البحرين د.خلدية بنت محمد آل خليفة إن زيارة الرئيس الإيراني لهذه الجزر تعكس تمسك الجانب الإيراني بها، في وقت تتمسك فيه دولة الإمارات العربية الشقيقة بحقها فيها، مؤكدة أن طبيعة زيارة الرئيس الإيراني في هذه الفترة الحرجة والحساسة للجزر يعكس توجهاً إيرانياً صارخاً للتصعيد، مضيفة أن تعزيز التواجد العسكري الإيراني لهذه الجزر لا يؤكد سوى مفهوم واحد وهو فرض سيادة الجانب الإيراني على هذه الجزر حتى ولو كان بواسطة التهديد غير المباشر. وأوضحت د.خلدية أن إيران تعمدت التعجيل في احتلال هذه الجزر بمباركة بريطانية أمريكية في أوائل سبعينات القرن الماضي، مع انسحاب القوات البريطانية المتواجدة آنذاك من الجزر، مشيرة إلى أن تصعيد تحركها الحالي جاء ليؤكد احتلالها القسري على هذه الجزر، وأضافت أن هذا الأمر لا يترجم سوى أنه زمجرة سياسية يمكن تفاديها، فمسألة سيادة هذه الجزر يمكن حسمها بالحوار الهادئ، الوساطة أو الاحتكام لمحكمة العدل الدولية بكل انسياب، أي بطرق سلمية معقولة تضمن استقرار طرفي النزاع الحدودي دون تصعيد عسكري أو سياسي يهدد استقرار المنطقة. وشددت د. خلدية على أن طبيعة زيارة الرئيس الإيراني في هذه الفترة الحرجة والحساسة للجزر يعكس توجهاً إيرانياً صارخاً للتصعيد، مضيفة أن تعزيز التواجد العسكري الإيراني لهذه الجزر لا يؤكد سوى مفهوم واحد وهو فرض سيادة الجانب الإيراني على هذه الجزر حتى ولو كان بواسطة التهديد غير المباشر، أي من خلال تكثيف التواجد العسكري على أراضي الجزر والزيارات الرسمية إليها. وأشارت د.خلدية إلى إمكانية الاحتكام لمحكمة العدل الدولية، في هذه القضية بناء على معطيات واضحة تضمن الحق لجميع الأطراف، مؤكدة أن الأسلوب الاستفزازي الذي تقوم به إيران لا يمكن قبوله على المستويين الإماراتي والخليجي، كونه لا يعكس أي ترجمة لحسن النوايا لدول عديدة تتوحد في مصالحها الاستراتيجية، خصوصاً وأن جزيرة أبوموسى تبعد بنحو 80 كيلومتراً عن سواحل الإمارات، الأمر الذي يشكل تهديداً للأراضي الإماراتية، كما إن الجزر لديها القدرة على التحكم بمدخل الخليج البحري. وأكدت أن دول الخليج العربي دائماً ما تؤكد التزام واحترام دول الجوار وسيادة أراضيها، وتسعى دائماً إلى إنهاء هذا الخلاف الحدودي بالأساليب السلمية، غير أن التصعيد الإيراني السافر حول سيادة هذه الجزر هو استفزاز لا يمكن قبوله. زيارة نجاد رسالة للفوضى من جهتها قالت رئيسة الجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيجي د.هالة صليبيخ إن: “زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للجزر الإيرانية المحتلة غير مقبولة بتاتاً، لأنها توحي بالتحدي، ولا تحمل أي احترام لحقوق الجوار، ولسلم المنطقة”. وأوضحت صليبيخ أن “التصريحات الإيرانية الأخيرة، توحي أن زيارة نجاد لجزيرة أبوموسى، تهدف إلى إشاعة الفتن، مضيفة أن الخلافات ستؤدي إلى نتائج تضر بشعوب الخليج، وأشارت إلى أن الأجدر بإيران أن تصب جهودها في حل المشكلات المعيشية لشعوب المنطقة بدلاً من تأجيج الفتن، وأن تسعى لحل مشكلات الفقر ونقص الموارد والبطالة في جمهورية إيران، قبل أن تفكر في استفزاز جيرانها”. وأضافت أنه “لا يمكن القول إن هذا التصرف الاستفزازي هو بداية تدهور العلاقات مع إيران، فلقد سبق ذلك العديد من التصرفات الاستفزازية، أبرزها التدخل غير المقبول في أحداث البحرين”. المشاركة بأمن ممرات النفط من جهته قال المحامي وعضو تجمع الوحدة الوطنية عبدالله هاشم إن هذه الزيارة استهدفت إرسال رسالة للولايات المتحدة أولاً، ومضمونها أن النظام الإيراني متمسك بدوره السياسي والأمني في المنطقة، ومصرّ على حالة المغالبة لسياسة الولايات المتحدة التي تعمد مرتكزات أساسية ثلاثة، تتمثل بـ«أمن النفط، وأمن إسرائيل، وعدم السماح لبروز قوة إقليمية محورية تستتبع مجموعة دول تمكنها من المساومة على إعادة توزيع مناطق النفوذ الاستراتيجي من خلال تحالف مع روسيا والصين”، وأضاف أن زيارة الرئيس الإيراني للجزر تأتي لتأكيد المشاركة في أمن خطوط وممرات تصدير النفط”. وأضاف هاشم أن “هذه الزيارة إشارة واضحة ومباشرة بأن إيران قريبة من منابع النفط السعودي والخليجي عموماً وهي قادرة سياسياً على تهديد الأمن القومي الخليجي في حالة تعرضها إلى ضربة من إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أن الزيارة نوع من أنواع الضغط والمناورة لدفع الولايات المتحدة إلى استبعاد أي خيار عسكري”. وأشار هاشم إلى أن “الزيارة تأتي في سياق الحرب الباردة القائمة بينها وبين دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، كما تعزز المواجهات على المستوى الإعلامي والسياسي، خصوصاً على مستوى الصراع الدامي في سوريا بين النظام القمعي الحاكم وقوى الثورة السورية”. واعتبر هاشم أن “يتمثل رد سياسي من النظام الإيراني على المواقف العربية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات من الأحداث التي عصفت بالمجتمع البحريني شعباً ونظاماً فبراير ومارس 2011، مضيفاً أن ذلك يعتبر نوعاً من الغطرسة السياسية التي لا تخلو من مغامرة وهي حالة طبيعية مورثة عن جميع أنظمة الحكم التي هيمنت على إيران وشعوبها في القرن الماضي.