لا يمر موسم سينمائي إلا وتحدث أزمة بين جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية ومنتجي الأفلام بشكل حول العلاقة بين الطرفين إلى صراع القط والفأر الذي لا ينتهي ومعارك تشكل إزعاجا للرأي العام ، كما أن طول فترة الخلاف يؤرق صناع السينما ويؤدي إلى تعطيل مشاريع فنية.وأحدث الصراعات بين المبدع والرقيب هو الإعلان عن رفض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية إجازة عرض فيلم "4 كوتشينة” في السينما ، بسبب أغنية يتضمنها الفيلم تحمل عنوان "اللي شرطة عينه بتجنن” ، والتي غناها سامي علي في الثمانينات ، حيث اعترضت اللجنة المشاهدة للفيلم على وجود الأغنية لعدم تقديم الشركة المنتجة للفيلم تنازلات من صناع الأغنية تفيد بإمكانية تقديمها ضمن العمل ، وهو ما اعتبرته اللجنة انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية ، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط”.وبالفعل طالبت الرقابة من المنتج تقديم تنازلات عن الأغنية ولكنه لم يتمكن من ذلك ، لذا طالبت الرقابة من صناع العمل حذف الأغنية من الفيلم ، ولكن الشركة تمسكت بعرض الأغنية وظل الوضع على ما هو عليه لمدة عام كامل ، حيث كان من المقرر أن يتم طرح العمل فى عيد الأضحى الماضى ولكنه لم يعرض حتى الآن.وعقب قرار الشركة المنتجة طرح الفيلم فى عيد الأضحى المقبل ، ينتظر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية تقديمها لتنازلات الأغنية أو حذفها من النسخة النهائية للعمل ، حتى توافق على عرضه.فيلم "4 كوتشينة ” بطولة أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا وهيام جباعي ومنذر رياحنة ومروى ووليد منصور، وهو من تأليف حازم متولي وإخراج محمد جمال ، وإنتاج شركة "آي فيجين”، وتدور أحداثه حول فرق المهرجانات الشعبية التي انتشرت فى الفترة الأخيرة.ونفس الأمر حدث مع فيلم "من ضهر راجل” المقرر عرضه بدور السينما موسم عيد الأضحى المبارك حيث أحدث الإعلان الدعائي للفيلم أزمة مع المصنفات الفنية التي أبدت اعتراضها على هذا الإعلان نتيجة احتوائه على مشاهد عنف واغتصاب ودماء بشكل مبالغ فيه ، وهو ما أدى إلى تأجيل تصوير الفيلم أكثر من مرة واضطر المخرج كريم السبكى على اثرها إلى إعادة إخراج الإعلان الدعائي مرة أخرى .فيلم "من ضهر راجل” ، تدور أحداثه حول شخصية شاب يتمنى أن يصبح ملاكما مشهورا ، وتتطور الأحداث ليتحول إلى بلطجي وتنقلب حياته رأسًا على عقب.ويشارك في بطولة الفيلم آسر ياسين ومحمود حميدة وياسر جلال وياسمين رئيس ورانيا يوسف وصبري فواز وشريف رمزي ووليد فواز وطارق لطفي ومن تأليف محمد أمين راضي وإخراج كريم السبكي.وتحدث المخرج هانى خليفة عن تجربته مع فيلم "سكر مر” الذي عرض في موسم عيد الفطر ، ورضوخه لطلبات الرقابة بشأن الإصرار على حذف بعض الكلمات ، وقال إن ما حدث تجاه الفيلم يعد تشويها للعمل ، والكلمات التى طالبت الرقابة بحذفها ، تستخدم بشكل كبير فى الحياة اليومية بين المصريين ، فكان الحل الوحيد أمامى هو الموافقة على قرار الرقابة.وأشار إلى أن تلك الممارسات تضر بشكل المنظومة الثقافية فى مصر بشكل كبير خاصة في ظل التطور الرهيب لوسائل الاتصالات والإنترنت والعالم المفتوح ، في حين أن الرقابة ما زالت متحكمة ، ولا تدرك أن الرقابة الحقيقية تكمن فى الجمهور، الذى سيشاهد الفيلم ويحكم بشكل حقيقى وحيادى على مستواه .وأكد الناقد الفني عصام زكريا أن زيادة وتيرة الصراع بين صناع السينما والرقابة تعود إلى تصميم المنتجين على تقديم موضوعات تسبب دائما مشاكل للرقابة مثل العنف والجنس والمخدرات ، مشددا على ضرورة توصل الطرفين إلى صياغة من خلال التفاوض ترضي الرقابة في حرصها على الحافظ على الذوق العام والعادات والتقاليد وفي نفس الوقت تحافظ على حرية الإبداع.