من خلال متابعتي لتعليقات البحرينيين على موضوع منع الأفلام الأجنبية التي تروج للشذوذ الجنسي، لمست بعض الأفكار التي تستحق النقاش لأن الهدف الذي نسعى له ليس «المنع» فقط، إنما الهدف الأساس هو «التحصين»، فالمنع ما هو إلا وسيلة واحدة فقط من وسائل التحصين، منعاً لتسرب هذه الأفكار لذهنية أبنائنا.
لنأتِ للفكرة الخاطئة عن «الترويج» والتي لمستها عند البعض، والذي كان معارضاً للمنع وقال إنه شاهد الفيلم فلم يرَ أنه يركز على الشذوذ، ولم يلاحظ أن الفيلم يتمحور حول هذه الفكرة، لاعتقاده أن الترويج لابد أن يكون بصورة مباشرة وبالتلقين.
مخطئ مَن يعتقد أن فن التسويق والترويج بات مثلما كان سابقاً مباشراً وفجاً ومنفراً وواضحاً تلقينياً صرفاً، الآن الفكرة تمرر فقط لا تفرضها ولا تعرضها قسراً وحصراً.
فيلم «فلادلفيا» لتوم هانكس على سبيل المثال كان من أوائل الأفلام التي ناقشت الفكرة بشكل مباشر وواضح ولا حاجة للقول بأن توم هانكس حصل على الأوسكار على أدائه لدور محامٍ شاذ جنسياً، بعده لجأت شركات الإنتاج إلى تمرير الفكرة لا التركيز عليها ولا التمحور حولها، إذ لا يهم عدد المشاهد ومساحة الدور المهم هو أن تصل الرسالة حتى لو بلقطة أو بعبارة أو بدور ثانوي، المهم أن تُشعر المشاهد أن هذه الظاهرة مقبولة وموجودة، والعالم بدأ يتعايش معها بشكل طبيعي.
الترويج والتسويق أصبح علماً يدرس مثلما هو فن وإبداع ويأخذ في اعتباراته دراسة النفسية والمؤثرات للمستهلك، بحيث تمر الفكرة المزعجة دون أن تزعجه ودون أن يتساءل حولها، لأن المطلوب هو نشر فكرة التقبل والتعايش، هم لا يهمهم الآن أن تتحول أنت إلى شاذ، ما يهمهم أن تتقبلهم وتتقبل فكرة وجود الشذوذ ولا تستنكرها، حتى إذا ما فكر أحد من الصغار بخوض التجربة مستقبلاً لا يخشى العزل والاضطهاد، هذا ما يراد الآن تمريره في مجتمعاتنا بالبدء بنشر فكرة التقبل عندنا.
أما عندهم فقد تخطوا هذه المرحلة بكثير، لأنهم قبلوا وسكتوا ومرروا أفكاراً تقبل هذه الظاهرة منذ الثمنينات، أربعون عاماً مضت على فكرة التقبل والتعايش عندهم ومرحلتهم الحالية هي فرض الأمر بقوة القانون، الآن هم يمنعون الآباء من التدخل في قرارات أطفالهم!!
لذلك يراد منا الآن أن نتقبل الفكرة فقط، وذلك لن يكون بالتركيز عليها بل بمرورها دون أن تشعر بأن شيئاً ما خطأ في الموضوع.
وهذا ما نجحوا فيه مع الأشخاص الذين يقولون لك شاهدنا الفيلم وكان عادياً، فهذا هو المطلوب تماماً.
الخلاصة عليك أن تكون حذراً جداً في غرس قيم الهوية في ذهنية أبنائك وتتيقن باعتزازهم بها وبقوتها ورقيها الإنساني، أن تزرع الثقة بالنفس فيهم وبتاريخهم وبحضارتهم.
علينا أن نجعل أبناءنا منفتحين على العالم وقادرين في نفس الوقت على الفرز والانتقاء، وعلينا أن ننبههم لفكرة «التمرير» التي يعملون عليها في أعمالهم الدرامية كي يتقبل أبناؤنا الفكرة ولا ينزعجون منها، فغير السينمات هناك شاشات عرض في جميع الأجهزة التي بين يديهم، فإن كانوا مثل ذلك الأخ الذي شاهد الفيلم ولم ينتبه للتمريرة فإن هدفاً قد سجل في ملعب هويتنا بامتياز ونحن في غفلة.
لنأتِ للفكرة الخاطئة عن «الترويج» والتي لمستها عند البعض، والذي كان معارضاً للمنع وقال إنه شاهد الفيلم فلم يرَ أنه يركز على الشذوذ، ولم يلاحظ أن الفيلم يتمحور حول هذه الفكرة، لاعتقاده أن الترويج لابد أن يكون بصورة مباشرة وبالتلقين.
مخطئ مَن يعتقد أن فن التسويق والترويج بات مثلما كان سابقاً مباشراً وفجاً ومنفراً وواضحاً تلقينياً صرفاً، الآن الفكرة تمرر فقط لا تفرضها ولا تعرضها قسراً وحصراً.
فيلم «فلادلفيا» لتوم هانكس على سبيل المثال كان من أوائل الأفلام التي ناقشت الفكرة بشكل مباشر وواضح ولا حاجة للقول بأن توم هانكس حصل على الأوسكار على أدائه لدور محامٍ شاذ جنسياً، بعده لجأت شركات الإنتاج إلى تمرير الفكرة لا التركيز عليها ولا التمحور حولها، إذ لا يهم عدد المشاهد ومساحة الدور المهم هو أن تصل الرسالة حتى لو بلقطة أو بعبارة أو بدور ثانوي، المهم أن تُشعر المشاهد أن هذه الظاهرة مقبولة وموجودة، والعالم بدأ يتعايش معها بشكل طبيعي.
الترويج والتسويق أصبح علماً يدرس مثلما هو فن وإبداع ويأخذ في اعتباراته دراسة النفسية والمؤثرات للمستهلك، بحيث تمر الفكرة المزعجة دون أن تزعجه ودون أن يتساءل حولها، لأن المطلوب هو نشر فكرة التقبل والتعايش، هم لا يهمهم الآن أن تتحول أنت إلى شاذ، ما يهمهم أن تتقبلهم وتتقبل فكرة وجود الشذوذ ولا تستنكرها، حتى إذا ما فكر أحد من الصغار بخوض التجربة مستقبلاً لا يخشى العزل والاضطهاد، هذا ما يراد الآن تمريره في مجتمعاتنا بالبدء بنشر فكرة التقبل عندنا.
أما عندهم فقد تخطوا هذه المرحلة بكثير، لأنهم قبلوا وسكتوا ومرروا أفكاراً تقبل هذه الظاهرة منذ الثمنينات، أربعون عاماً مضت على فكرة التقبل والتعايش عندهم ومرحلتهم الحالية هي فرض الأمر بقوة القانون، الآن هم يمنعون الآباء من التدخل في قرارات أطفالهم!!
لذلك يراد منا الآن أن نتقبل الفكرة فقط، وذلك لن يكون بالتركيز عليها بل بمرورها دون أن تشعر بأن شيئاً ما خطأ في الموضوع.
وهذا ما نجحوا فيه مع الأشخاص الذين يقولون لك شاهدنا الفيلم وكان عادياً، فهذا هو المطلوب تماماً.
الخلاصة عليك أن تكون حذراً جداً في غرس قيم الهوية في ذهنية أبنائك وتتيقن باعتزازهم بها وبقوتها ورقيها الإنساني، أن تزرع الثقة بالنفس فيهم وبتاريخهم وبحضارتهم.
علينا أن نجعل أبناءنا منفتحين على العالم وقادرين في نفس الوقت على الفرز والانتقاء، وعلينا أن ننبههم لفكرة «التمرير» التي يعملون عليها في أعمالهم الدرامية كي يتقبل أبناؤنا الفكرة ولا ينزعجون منها، فغير السينمات هناك شاشات عرض في جميع الأجهزة التي بين يديهم، فإن كانوا مثل ذلك الأخ الذي شاهد الفيلم ولم ينتبه للتمريرة فإن هدفاً قد سجل في ملعب هويتنا بامتياز ونحن في غفلة.