منذ أن انتهت ثنائية الإصلاحيين والأصوليين أو المعتدلين والمتشددين في إيران والسلطتان التنفيذية والتشريعية غدت بالكامل بيد المتطرفين في إيران الذين بدأوا يفرضون آراءهم وقراءاتهم للدين على المجتمع بالقوة خاصة في موضوع الحجاب.

وفي هذا الشأن، أثار بث فيديو الاعترافات القسرية للناشطة الإيرانية "سبيده رشنو" بواسطة وكالة أنباء هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، ردود فعل واسعة بين النشطاء ورواد المنصات الاجتماعية الناطقة بالفارسية.

وسبيده رشنو، فنانة وروائية ومحررة، اعتقلتها السلطات في 15 يونيو بعد احتجاجها بالملاسنة مع امرأة محجبة حذرتها بخصوص طريقة لبسها للحجاب في الحافلة والتي هددت بتسليم فيديو سجلته لسبيده رشنو إلى الحرس الثوري.

الاحتجاج لم يختزل على الرواد العاديين لمواقع التواصل الاجتماعي بل شمل كتاباً وفنانين وجامعيين ومن بينهم المحامي، عضو هيئة التدريس الأكاديمية بجامعة طهران محسن برهاني، الذي قال إن قرار مدراء هيئة الإذاعة والتلفزيون ببث صورة سبيده رشنو في برنامج "اعتراف قسري" يترتب عليه "عقوبة قانونية".

أما المطرب العربي الأهوازي المعروف مهدي يرحى، غرد معلقا على بث اعترافات سبيده رشنو التلفزيونية قائلا: "أشعر بالاشمئزاز الشديد من تلفزيون الجمهورية الإيرانية، وأعلن صراحة أن هذا المؤسسة المعادية للشعب ليس لها الحق في استخدام وبث أي من أعمالي تحت أي ظرف من الظروف".

وعلى صعيد متصل نشر وزير الاتصالات السابق في حكومة حسن روحاني، محمد جواد آذري جهرمي، تعليقا على تطبيق تلغرام، حول بث اعترافات سبيده رشنو، وأعرب عن قلقه مما أسماه "خلق ذريعة للهجوم على الإسلام والحجاب" بواسطة تصرفات الإذاعة والتلفزيون الحكومي.

كما وصف الناشط سياسي مجيد توكلي، بث الاعترافات القسرية بأنه "تعذيب جماعي" يهدف إلى "تعتيم وسحق الأمل".

حملة واسعة

وبعد أسابيع قليلة من المخاوف واسعة النطاق بشأن مصير رشنو المجهول بعد اعتقالها فقد انطلقت حملة على تويتر مع هاشتاغ "أين سيبيده؟" والتي سرعان ما أثارت عاصفة من ردود الفعل، فقد ظهرت سبيده رشنو في تقرير بثه التلفزيون الإيراني يوم السبت 29 يوليو، وقدم التقرير سرد الأحادي الجانب للملاسنة بين السيدة رشنو وامرأة ترتدي الحجاب، حيث ظهر وجه سبيده رشنو لبضع ثوان في مكان يشبه استوديو، وهي تقول جمل ترضي السلطات.

وفي وقت لاحق، فقد نشرت نسخة أخرى لهذا الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تم تعتيم وجه سبيده رشنو.

أدى بث الاعترافات القسرية للسيدة رشنو إلى موجة واسعة من الانتقادات من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.