* بقلم: السفير ستيفن سي بوندي
احتفى الرئيس بايدن بشراكة الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية والأمنية الوثيقة والدائمة مع الدول الصديقة في منطقة الشرق الأوسط خلال زيارته الرسمية في الفترة من 13 إلى 16 يوليو. وكان لقاؤه مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم في قمة جدة للأمن والتنمية مثالاً على قوة العلاقة بين البحرين والولايات المتحدة - فنحن شركاء وحلفاء والأهم من ذلك أننا أصدقاء. لقد أظهرت اجتماعات الرئيس في القدس وبيت لحم وجدة أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتحقيق منطقة مزدهرة ومستقرة وسلمية.
وفي إشارة إلى أنه أول رئيس أمريكي يزور الشرق الأوسط دون أن يكون الجيش الأمريكي منخرطاً في حرب في المنطقة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، تعهد الرئيس بالقيادة الدبلوماسية لتقليل التوترات وحل النزاعات. إن المشاركة في اجتماع القمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق أظهرت مرونة وثبات تحالف الدول الملتزمة بالنظام الدولي القائم على احترام القواعد.
كانت الزيارة جوهرية بقدر ما كانت مهمة من الناحية الرمزية إذ عقد القادة هذه القمة في لحظة مهمة أكد فيها الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه منطقة الخليج وكذلك التحالفات والشراكات الإقليمية. وقد حدد الرئيس خمسة مبادئ تقوم بتوجيه انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهي الشراكة والردع والدبلوماسية والتكامل والقيم. وقال: "سنوجه اهتمامنا ومواردنا لدعم شركائنا، وتعزيز تحالفاتنا، وبناء تحالفات لحل المشاكل التي تواجه هذه المنطقة والعالم"، مشيرًا إلى أن المنطقة اليوم أكثر اتحاداً مما كانت عليه منذ سنوات.
لقد تشرف الرئيس بلقاء جلالة الملك حمد ليؤكد شخصياً على العلاقات البحرينية الأمريكية العريقة والشراكة الاستراتيجية والصداقة بين شعبينا. وأشاد الرئيس بايدن بقرار جلالة الملك الشجاع بإقامة علاقات مع إسرائيل من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية ومنتدى النقب، واتفقوا على ضرورة حل الدولتين حيث يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنباً إلى جنب بأمن وسلام. إننا نتشارك العديد من الأولويات، بما في ذلك الضرورة الملحة للتوصل إلى تسوية سياسية دائمة في اليمن واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها في المنطقة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وضمان الأمن البحري وحرية الملاحة و استقرار أسعار الطاقة والاستثمار في التكنولوجيا لتحسين الحياة. وعلى المستوى الثنائي، تعهد قادتنا بمواصلة تعزيز العلاقات الدفاعية والأمنية والاقتصادية والتجارية والشعبية التي توحدنا. إن الدفء الشخصي الواضح والصداقة التي يتمتع بها هذان الزعيمان كانتا واضحتين من خلال صور لقائهما في جدة.
لقد غطت قمة جدة مجموعة واسعة من القضايا الهامة بشكل ملحوظ. وأشاد الرئيس بالتكامل المتزايد للمنطقة كما أشار إلى أنه وصل جدة في رحلة مباشرة من إسرائيل نتيجة فتح المملكة العربية السعودية مجالها الجوي لجميع الطائرات المدنية. وتم توقيع اتفاقيات بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق لتوسيع شبكة الكهرباء الخليجية في العراق ولزيادة توافر الكهرباء وموثوقيتها للمواطنين العراقيين. ولقد سادت اجتماع القمة روح الاحترام والزمالة والمصير المشترك.
وكان التعاون الأمني على رأس جدول الأعمال حيث أعلن الرئيس، "لن نتخلى عن المنطقة ونترك فراغاً تملأه الصين أو روسيا أو إيران. وسنسعى للبناء على هذه اللحظة بقيادة أمريكية نشطة وذات مبادئ." ولقد وصف الرئيس التزامنا بهيكلية دفاعية جوية وصاروخية وشبكة اقليمية أكثر تكاملاً. وتعهد بتركيز إضافي على مكافحة انتشار الأنظمة الجوية والصواريخ بدون طيار إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تهدد السلام والأمن الإقليميين. تعد اتفاقية جزيرة تيران وإنشاء فرقة العمل البحرية المشتركة 153 "البحر الأحمر"، وفرقة العمل 59 "الأنظمة البحرية غير المأهولة"، أمثلة ملموسة على تعاون الولايات المتحدة والدول الإقليمية لتعزيز الأمن. واتفق جميع الشركاء على استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات وتطوير أنظمة الإنذار المبكر والحفاظ على منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وعلى المستوى الاقتصادي وقعت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن خارطة الطريق للأمن الغذائي العالمي – دعوة للعمل. علاوة على ذلك، أعلن الرئيس أن الولايات المتحدة قد خصصت مليار دولار من المساعدات الأمنية الغذائية الجديدة على المدى القصير والطويل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويأتي هذا إضافة إلى إعلان مجموعة التنسيق العربية مؤخراً حزمة أمن غذائي بقيمة 10 مليارات دولار. وقد قدمت الولايات المتحدة مساهمة بمبلغ 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، كما تعهدت الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتقديم مبلغ إجمالي قدره 100 مليون دولار لدعم تحسين رعاية المرضى الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وتجسيداً لمصالحنا المشتركة، وافق شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي على استثمار ما مجموعه 3 مليارات دولار في مشاريع تتوافق مع أهداف الشراكة الأمريكية للبنية التحتية والاستثمار العالمية "PGII" التي توفر بنية تحتية عالية الجودة ومستدامة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي الاجتماع الثنائي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، أكد الجانبان التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية وتعهدا بالتشاور بانتظام على المدى القريب والبعيد.
وقد صرح الرئيس بايدن بوضوح أن الولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطاً وملتزماً في الشرق الأوسط وأكد قائلاً: "إنني استثمر في بناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعاً، والولايات المتحدة لن تغادر"، أمامنا مستقبل مشرق نابض بالحياة.
* سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين
احتفى الرئيس بايدن بشراكة الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية والأمنية الوثيقة والدائمة مع الدول الصديقة في منطقة الشرق الأوسط خلال زيارته الرسمية في الفترة من 13 إلى 16 يوليو. وكان لقاؤه مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم في قمة جدة للأمن والتنمية مثالاً على قوة العلاقة بين البحرين والولايات المتحدة - فنحن شركاء وحلفاء والأهم من ذلك أننا أصدقاء. لقد أظهرت اجتماعات الرئيس في القدس وبيت لحم وجدة أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتحقيق منطقة مزدهرة ومستقرة وسلمية.
وفي إشارة إلى أنه أول رئيس أمريكي يزور الشرق الأوسط دون أن يكون الجيش الأمريكي منخرطاً في حرب في المنطقة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، تعهد الرئيس بالقيادة الدبلوماسية لتقليل التوترات وحل النزاعات. إن المشاركة في اجتماع القمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق أظهرت مرونة وثبات تحالف الدول الملتزمة بالنظام الدولي القائم على احترام القواعد.
كانت الزيارة جوهرية بقدر ما كانت مهمة من الناحية الرمزية إذ عقد القادة هذه القمة في لحظة مهمة أكد فيها الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه منطقة الخليج وكذلك التحالفات والشراكات الإقليمية. وقد حدد الرئيس خمسة مبادئ تقوم بتوجيه انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهي الشراكة والردع والدبلوماسية والتكامل والقيم. وقال: "سنوجه اهتمامنا ومواردنا لدعم شركائنا، وتعزيز تحالفاتنا، وبناء تحالفات لحل المشاكل التي تواجه هذه المنطقة والعالم"، مشيرًا إلى أن المنطقة اليوم أكثر اتحاداً مما كانت عليه منذ سنوات.
لقد تشرف الرئيس بلقاء جلالة الملك حمد ليؤكد شخصياً على العلاقات البحرينية الأمريكية العريقة والشراكة الاستراتيجية والصداقة بين شعبينا. وأشاد الرئيس بايدن بقرار جلالة الملك الشجاع بإقامة علاقات مع إسرائيل من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية ومنتدى النقب، واتفقوا على ضرورة حل الدولتين حيث يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنباً إلى جنب بأمن وسلام. إننا نتشارك العديد من الأولويات، بما في ذلك الضرورة الملحة للتوصل إلى تسوية سياسية دائمة في اليمن واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها في المنطقة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وضمان الأمن البحري وحرية الملاحة و استقرار أسعار الطاقة والاستثمار في التكنولوجيا لتحسين الحياة. وعلى المستوى الثنائي، تعهد قادتنا بمواصلة تعزيز العلاقات الدفاعية والأمنية والاقتصادية والتجارية والشعبية التي توحدنا. إن الدفء الشخصي الواضح والصداقة التي يتمتع بها هذان الزعيمان كانتا واضحتين من خلال صور لقائهما في جدة.
لقد غطت قمة جدة مجموعة واسعة من القضايا الهامة بشكل ملحوظ. وأشاد الرئيس بالتكامل المتزايد للمنطقة كما أشار إلى أنه وصل جدة في رحلة مباشرة من إسرائيل نتيجة فتح المملكة العربية السعودية مجالها الجوي لجميع الطائرات المدنية. وتم توقيع اتفاقيات بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق لتوسيع شبكة الكهرباء الخليجية في العراق ولزيادة توافر الكهرباء وموثوقيتها للمواطنين العراقيين. ولقد سادت اجتماع القمة روح الاحترام والزمالة والمصير المشترك.
وكان التعاون الأمني على رأس جدول الأعمال حيث أعلن الرئيس، "لن نتخلى عن المنطقة ونترك فراغاً تملأه الصين أو روسيا أو إيران. وسنسعى للبناء على هذه اللحظة بقيادة أمريكية نشطة وذات مبادئ." ولقد وصف الرئيس التزامنا بهيكلية دفاعية جوية وصاروخية وشبكة اقليمية أكثر تكاملاً. وتعهد بتركيز إضافي على مكافحة انتشار الأنظمة الجوية والصواريخ بدون طيار إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تهدد السلام والأمن الإقليميين. تعد اتفاقية جزيرة تيران وإنشاء فرقة العمل البحرية المشتركة 153 "البحر الأحمر"، وفرقة العمل 59 "الأنظمة البحرية غير المأهولة"، أمثلة ملموسة على تعاون الولايات المتحدة والدول الإقليمية لتعزيز الأمن. واتفق جميع الشركاء على استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات وتطوير أنظمة الإنذار المبكر والحفاظ على منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وعلى المستوى الاقتصادي وقعت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن خارطة الطريق للأمن الغذائي العالمي – دعوة للعمل. علاوة على ذلك، أعلن الرئيس أن الولايات المتحدة قد خصصت مليار دولار من المساعدات الأمنية الغذائية الجديدة على المدى القصير والطويل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويأتي هذا إضافة إلى إعلان مجموعة التنسيق العربية مؤخراً حزمة أمن غذائي بقيمة 10 مليارات دولار. وقد قدمت الولايات المتحدة مساهمة بمبلغ 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، كما تعهدت الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتقديم مبلغ إجمالي قدره 100 مليون دولار لدعم تحسين رعاية المرضى الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وتجسيداً لمصالحنا المشتركة، وافق شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي على استثمار ما مجموعه 3 مليارات دولار في مشاريع تتوافق مع أهداف الشراكة الأمريكية للبنية التحتية والاستثمار العالمية "PGII" التي توفر بنية تحتية عالية الجودة ومستدامة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي الاجتماع الثنائي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، أكد الجانبان التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية وتعهدا بالتشاور بانتظام على المدى القريب والبعيد.
وقد صرح الرئيس بايدن بوضوح أن الولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطاً وملتزماً في الشرق الأوسط وأكد قائلاً: "إنني استثمر في بناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعاً، والولايات المتحدة لن تغادر"، أمامنا مستقبل مشرق نابض بالحياة.
* سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين