تفتح هذه الأيام أي وسيلة تواصل اجتماعي، «تيك توك»، «إنستغرام»، «سناب تشات»، فتجدها كلها حافلة بالتغطيات المباشرة بالبث المباشر لممارسة طقوس محرم في البحرين بكل أريحية وحرية كما جرت العادة منذ مائتي عام وأكثر وبحماية ورعاية رجال الأمن وبتنسيق وتنظيم مع أجهزة الأمن الوطنية.

في السابق لم تكن هذه الوسائل موجودة كما هو الحال الآن، إنما اليوم تستطيع أن تتابعها مباشرة ليلاً ونهاراً.

لذلك أتمنى من وزارة الداخلية أن تنشط على هذه الوسائل وتنقل جهودها الجبارة في المساعدة في تنظيم وتنسيق تلك المراسم مباشرة بتنوعاتها سواء قطاع المرور أو شرطة المجتمع أو غيرهما، وأن تكون التغطية شاملة لما قبل العمل الميداني، أي تشمل التحضيرات والاجتماعات وتعطي تفاصيل عن الأرقام التي تشارك والتكلفة وساعات العمل، فما نراه من تغطيات صحافية ليست إلا جزءاً يسيراً من الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل شهر محرم.

وكذلك تقوم وزارة الصحة والبلديات وغيرها من الوزارات الحكومية التي تساهم في هذا الموسم.

في السابق كنا نعتمد على ما تنقل الصحافة أو يغطيه تقرير تلفزيوني هنا أو هناك، إنما اليوم البث مفتوح على 24 ساعة، ويؤكد صوتاً وصورة ما تقدمه حكومة مملكة البحرين من تسهيلات ورعاية، فلِمَ تغيب التغطية الرسمية لتلك الجهود عن البث المباشر؟

لِمَ لا نتعامل مع الحدث بمستجداته؟

فـ«ماكينة» عملاء إيران تستميت لضرب الإسفين بين الدولة وبين الطائفة الشيعية البحرينية، وبتعمد، تتجاهل الجهود الجبارة التي تقدمها الدولة بكل قطاعاتها من أجل تسهيل وتيسير أداء المعتقدات الدينية بكل راحة وأريحية.

ما تقدمه وزارة الصحة وما تقدمه البلديات وما تقدمه الأجهزة الأمنية لا تقدمه أي دولة في العالم لهذه الطقوس التي تقام في محرم في أي مكان؛ استنفار جميع القطاعات في الأجهزة الأمنية للمساعدة، ومد اليد، وتسهيل سير المواكب، والمحافظة على الأمن، والعلاقة بين الجموع ورجال الأمن على أفضل ما يكون وهذا عكس ما تتمناه تلك «الماكينة» ومن يرعاها.

وفي الوقت الذي تقدم فيه الدولة كل هذه التسهيلات بشهادة رؤساء المآتم تنشط هذه «الماكينة» بالحديث عن المنع والقمع والاضطهاد، في الوقت الذي يقف فيه رجال الأمن ونساؤه من شرطة المجتمع على أقدامهم بالساعات من أجل حفظ الأمن وحراسة المواكب تخرج تلك «الماكينة» بشعارات «رغم المنع أقيم العزاء»! أي منع؟

إنما لا نجد بالمقابل غير صور جامدة تنشر في الصحافة، وقد لفتت نظري بالأمس صورة عفوية جداً لعنصر نسائي من شرطة المجتمع تحتضن طفلاً في موقع التبرع بالدم، أليست هذه صورة بألف كلمة؟! لِمَ لا نعرف كيف نوظف ما نملك من أدلة وبراهين؟

لنكن سباقين في إيصال الصورة الحقيقية بالبث المباشر.