الوعي من أعظم ألغاز الكائن البشري، رغم أنه أحد أكثر التجارب المألوفة واليومية التي يمكن أن يعيشها.
وفي دراسة نشرها موقع ”nospensees" المتخصص في التنمية الشخصية، الجمعة، يستعرض خبراء علم النفس أنواع الوعي المختلفة التي يتميز بها الإنسان عن باقي الكائنات.
والوعي عملية ذهنية يمكنك من خلالها إدراك فرديتك بأفكارها ومشاعرها وذكرياتها وأحاسيسها وبيئتها.
وبفضله نحن قادرون على التعرف على وجودنا ووجود الآخرين وفهمه والحكم عليه، وبالوعي في الأساس نختبر أنفسنا والعالم من حولنا.
كلما تطور نمونا في سياقات مختلفة، كلما تغيرت تجاربنا وفهمنا للآخرين ولأنفسنا، وتؤدي هذه التغيرات إلى ظهور أشكال مختلفة من الوعي تساعدنا على التواصل مع ما يحدث في الواقع، داخليًا وخارجيًا، فما هي أنماط الوعي؟
أنماط الوعي
من بين أنماط الوعي المختلفة الموجودة لدى البشر، يمكننا أن نجد:
1- الوعي الفردي
هذا النمط من الوعي هو الذي يمتلكه كل شخص عن نفسه في سياق معين، وبفضله يمكننا أن نحدد ما هو جيد وما هو سيئ بالنسبة لنا، مما يتيح لنا توجيه مشروع حياتنا.
والوعي الفردي هو ما يعزز الاعتراف بالذات، وكونك شخصًا مميزًا ومختلفًا عن الآخرين.
ويمكن للفردية التي يُغرقنا فيها هذا الوعي أن تنتهي بإبعادنا عن العالم وعن الآخرين.
وعلى الرغم من أن هذا النمط من الوعي يسمح لنا بمعرفة أنفسنا، إلا أنه يمكن أن يسبب عزلتنا عن العالم أو يؤدي إلى تفاقمهما.
2- الوعي الاجتماعي
ضمن أنماط الوعي، يندرج الوعي الاجتماعي الذي يسمح لنا بمعرفة الآخرين والمجتمع.
وبفضله أصبحنا قادرين على التفكير فيما هو الأفضل أو الأسوأ بالنسبة للمجتمع، وبفضله نفهم أنفسنا بصفتنا كائنات اجتماعية مرتبطة بمجتمع يتجاوزنا.
وبفضل هذا الوعي، يمكننا التعرف على المشاكل والاحتياجات التي يعاني منها الناس في مجموعة أو مجتمع.. إنه مهم من أجل الكفاح للتحول الاجتماعي، والتحرر، والعدالة، والرفاهية الاجتماعية.
في بعض الأحيان يتوارى هذا الوعي الجماعي خلف النماذج الحالية المرتبطة بالكفاءة الفردية، حيث يضعف الرابط بين الوجود الاجتماعي والوعي بالوجود الشخصي.
3- الوعي الانفعالي
يشير هذا النوع من الوعي إلى قدرتنا على إدراك انفعالاتنا وانفعالات الآخرين، ويتكون من 3 عناصر:
• إدراك انفعالاتنا الخاصة: القدرة على إدراك مشاعرنا وانفعالاتنا الخاصة بدقة، والتعرف عليها ووصفها بعناية.
• تسمية المشاعر: إنها الفعالية في استخدام المفردات والتعبيرات الانفعالية والعاطفية المناسبة المتوافرة في سياق ثقافي معين.
• فهم انفعالات وعواطف الآخرين: القدرة على إدراك مشاعر الآخرين بدقة وفهم وجهات نظرهم، والانخراط بشكل تعاطفي في تجاربهم الانفعالية.
4- الوعي بالزمن
إنه الوعي الذي لدينا عن الوقت الذي يمر بلا انقطاع.. هذا النوع من الوعي هو أيضًا وعينا بأنفسنا، لأننا نحن الوقت ولا يمكننا الاستغناء عنه.
والوقت ليس شيئًا نتحرك فوقه، بل إنه شيء نحتويه ويحتوينا، ويشكلنا، وبالتالي فإن كل الوعي الزمني هو وعينا بأنفسنا.
كما أن إدراكنا بأن الوقت يتدفق من الحاضر إلى المستقبل يرجع إلى حد كبير إلى وعينا بالزمن، فإحساسنا بوجودنا في قلب هذا التسلسل الزمني لا شك أنه يمثل خاصية أساسية للوعي الذي يشكلنا.
وبهذه الطريقة ينتهي بنا المطاف جميعًا بأن نكون باستمرار ماضيًا لم يعد موجودًا، ومستقبلًا لم يُطل بعد.
5- الوعي السيكولوجي
يشير هذا النوع من الوعي إلى القدرة على فحص أنفسنا وإجراء استبطان نفسي حول وضعنا في العالم.
ويتميز الوعي السيكولوجي أيضًا بكونه يتيح لنا التعرف على معنى أفعالنا وأفعال الآخرين، وهذا يساعدنا على فهم الدوافع والنوايا وراء أي سلوك.
ويرتبط الوعي السيكولوجي بالقدرة على رؤية الصلات بين الأفكار والمشاعر والأفعال من أجل استيعاب معاني وأسباب التجارب والسلوكيات.
ويتضمن هذا النوع من الوعي عملية التفكير في العمليات والعلاقات والمعاني النفسية عبر الأبعاد العاطفية والفكرية.
6. الوعي الأخلاقي
إنه الوعي الذي نمتلكه عن القواعد والمعايير الأخلاقية، إنه يستجوبنا فيما يجب القيام به، وحول ما هو الصواب والخطأ، وحول الخير والشر.
وبفضل الوعي الأخلاقي يمكننا أن نفصل ما بين ما يعد جيدًا ومناسبًا وبين ما يعد سيئًا أو غير مناسب أو يعد منحرفًا وشاذًا.
ويرتكز الوعي الأخلاقي على العقل المنطقي، وعلى وجود عناصر خارجية تسمح بتقييم صحته، فالأحكام التي نتخذها بناءً على الوعي الأخلاقي حاضرة في كل عمل نقوم به، وبالتالي تتوافق إمكانية التصرف مع الإرادة في أن نكون متناغمين مع معتقداتنا وقيمنا.
الخلاصة، أن بعض أنواع الوعي التي استعرضها التقرير تسمح لنا بتأكيد أن كل وعي ينشأ من عملية علائقية، من التفاعل بين موضوع بعينه وشيء بعينه.
إنها عملية تحركها النوايا وتتعلق بشيء ما، أي أن الوعي دائمًا وعي بشيء ما: الفرد والمجتمع والوقت والانفعالات والعقل والأخلاق، فلا يوجد وعي معزول عن العالم، بل على العكس من ذلك كل وعي مرتبط بالعالم.
وفي دراسة نشرها موقع ”nospensees" المتخصص في التنمية الشخصية، الجمعة، يستعرض خبراء علم النفس أنواع الوعي المختلفة التي يتميز بها الإنسان عن باقي الكائنات.
والوعي عملية ذهنية يمكنك من خلالها إدراك فرديتك بأفكارها ومشاعرها وذكرياتها وأحاسيسها وبيئتها.
وبفضله نحن قادرون على التعرف على وجودنا ووجود الآخرين وفهمه والحكم عليه، وبالوعي في الأساس نختبر أنفسنا والعالم من حولنا.
كلما تطور نمونا في سياقات مختلفة، كلما تغيرت تجاربنا وفهمنا للآخرين ولأنفسنا، وتؤدي هذه التغيرات إلى ظهور أشكال مختلفة من الوعي تساعدنا على التواصل مع ما يحدث في الواقع، داخليًا وخارجيًا، فما هي أنماط الوعي؟
أنماط الوعي
من بين أنماط الوعي المختلفة الموجودة لدى البشر، يمكننا أن نجد:
1- الوعي الفردي
هذا النمط من الوعي هو الذي يمتلكه كل شخص عن نفسه في سياق معين، وبفضله يمكننا أن نحدد ما هو جيد وما هو سيئ بالنسبة لنا، مما يتيح لنا توجيه مشروع حياتنا.
والوعي الفردي هو ما يعزز الاعتراف بالذات، وكونك شخصًا مميزًا ومختلفًا عن الآخرين.
ويمكن للفردية التي يُغرقنا فيها هذا الوعي أن تنتهي بإبعادنا عن العالم وعن الآخرين.
وعلى الرغم من أن هذا النمط من الوعي يسمح لنا بمعرفة أنفسنا، إلا أنه يمكن أن يسبب عزلتنا عن العالم أو يؤدي إلى تفاقمهما.
2- الوعي الاجتماعي
ضمن أنماط الوعي، يندرج الوعي الاجتماعي الذي يسمح لنا بمعرفة الآخرين والمجتمع.
وبفضله أصبحنا قادرين على التفكير فيما هو الأفضل أو الأسوأ بالنسبة للمجتمع، وبفضله نفهم أنفسنا بصفتنا كائنات اجتماعية مرتبطة بمجتمع يتجاوزنا.
وبفضل هذا الوعي، يمكننا التعرف على المشاكل والاحتياجات التي يعاني منها الناس في مجموعة أو مجتمع.. إنه مهم من أجل الكفاح للتحول الاجتماعي، والتحرر، والعدالة، والرفاهية الاجتماعية.
في بعض الأحيان يتوارى هذا الوعي الجماعي خلف النماذج الحالية المرتبطة بالكفاءة الفردية، حيث يضعف الرابط بين الوجود الاجتماعي والوعي بالوجود الشخصي.
3- الوعي الانفعالي
يشير هذا النوع من الوعي إلى قدرتنا على إدراك انفعالاتنا وانفعالات الآخرين، ويتكون من 3 عناصر:
• إدراك انفعالاتنا الخاصة: القدرة على إدراك مشاعرنا وانفعالاتنا الخاصة بدقة، والتعرف عليها ووصفها بعناية.
• تسمية المشاعر: إنها الفعالية في استخدام المفردات والتعبيرات الانفعالية والعاطفية المناسبة المتوافرة في سياق ثقافي معين.
• فهم انفعالات وعواطف الآخرين: القدرة على إدراك مشاعر الآخرين بدقة وفهم وجهات نظرهم، والانخراط بشكل تعاطفي في تجاربهم الانفعالية.
4- الوعي بالزمن
إنه الوعي الذي لدينا عن الوقت الذي يمر بلا انقطاع.. هذا النوع من الوعي هو أيضًا وعينا بأنفسنا، لأننا نحن الوقت ولا يمكننا الاستغناء عنه.
والوقت ليس شيئًا نتحرك فوقه، بل إنه شيء نحتويه ويحتوينا، ويشكلنا، وبالتالي فإن كل الوعي الزمني هو وعينا بأنفسنا.
كما أن إدراكنا بأن الوقت يتدفق من الحاضر إلى المستقبل يرجع إلى حد كبير إلى وعينا بالزمن، فإحساسنا بوجودنا في قلب هذا التسلسل الزمني لا شك أنه يمثل خاصية أساسية للوعي الذي يشكلنا.
وبهذه الطريقة ينتهي بنا المطاف جميعًا بأن نكون باستمرار ماضيًا لم يعد موجودًا، ومستقبلًا لم يُطل بعد.
5- الوعي السيكولوجي
يشير هذا النوع من الوعي إلى القدرة على فحص أنفسنا وإجراء استبطان نفسي حول وضعنا في العالم.
ويتميز الوعي السيكولوجي أيضًا بكونه يتيح لنا التعرف على معنى أفعالنا وأفعال الآخرين، وهذا يساعدنا على فهم الدوافع والنوايا وراء أي سلوك.
ويرتبط الوعي السيكولوجي بالقدرة على رؤية الصلات بين الأفكار والمشاعر والأفعال من أجل استيعاب معاني وأسباب التجارب والسلوكيات.
ويتضمن هذا النوع من الوعي عملية التفكير في العمليات والعلاقات والمعاني النفسية عبر الأبعاد العاطفية والفكرية.
6. الوعي الأخلاقي
إنه الوعي الذي نمتلكه عن القواعد والمعايير الأخلاقية، إنه يستجوبنا فيما يجب القيام به، وحول ما هو الصواب والخطأ، وحول الخير والشر.
وبفضل الوعي الأخلاقي يمكننا أن نفصل ما بين ما يعد جيدًا ومناسبًا وبين ما يعد سيئًا أو غير مناسب أو يعد منحرفًا وشاذًا.
ويرتكز الوعي الأخلاقي على العقل المنطقي، وعلى وجود عناصر خارجية تسمح بتقييم صحته، فالأحكام التي نتخذها بناءً على الوعي الأخلاقي حاضرة في كل عمل نقوم به، وبالتالي تتوافق إمكانية التصرف مع الإرادة في أن نكون متناغمين مع معتقداتنا وقيمنا.
الخلاصة، أن بعض أنواع الوعي التي استعرضها التقرير تسمح لنا بتأكيد أن كل وعي ينشأ من عملية علائقية، من التفاعل بين موضوع بعينه وشيء بعينه.
إنها عملية تحركها النوايا وتتعلق بشيء ما، أي أن الوعي دائمًا وعي بشيء ما: الفرد والمجتمع والوقت والانفعالات والعقل والأخلاق، فلا يوجد وعي معزول عن العالم، بل على العكس من ذلك كل وعي مرتبط بالعالم.