ذكر تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، الأحد، أن الوجود العسكري الروسي في شمال غرب سوريا ما هو إلا لدعم القوة العسكرية لنظام الأسد، والتي بدأت في الانحسار، كما أنه يظهر طبيعة تغير التدخل الروسي في سوريا.فمنذ بدء الصراع السوري والهدف الأساسي لموسكو هو الاحتفاظ بالأسد على رأس النظام بأي وسيلة كانت. ومع تغير الوضع على الأرض، بدا من المهم تغير الأدوات الروسية للوصول للهدف المنشود.فمع اندلاع الثورة السورية، كان الجيش السوري ذا قوة لا يستهان بها، حيث كان يضم 220 ألف جندي اعتيادي، إضافة إلى 280 ألفاً من قوات الاحتياط، إلا أنه كان هناك نوع من الشك والريبة، من جانب الأسد، في ولاء تلك القوات، نظراً لكون معظمها من السنة، بحسب ما ورد في التحليل الإخباري الذي كتبه جوناثان سباير. وبدأ تعداد الجيش في الانحسار مع الانشقاقات والاعتقالات المتتالية.وأصبح هم الأسد وحلفائه هو كيفية التغلب على مشكلة نقص القوة البشرية في جيشه، لذا أصبح التكتيك هو الانسحاب من الأماكن الشاسعة بالبلاد والتحصن بالأماكن الحيوية التي يمكن أن تتم السيطرة عليها بأعداد قليلة. وعلى هذا أصبح شرق وشمال سوريا في سيطرة الأكراد والجيش الحر و"القاعدة" و"داعش".إلا أن التمسك بتلك المناطق أصبح لا يضمن استمرارية نظام الأسد، لذا كان على النظام السوري طلب المساعدة المتمثلة في القوات التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وكذلك الميليشيات الشيعية العراقية، إلى جانب قواته من "الشبيحة". كذلك كان هناك وجود القوات الشيعية الأفغانية المدفوعة من إيران، ومع كل ذلك، تقدمت قوات المعارضة غرباً باتجاه اللاذقية.من هنا أدركت روسيا أن تقدم المعارضة صوب اللاذقية قد يهدد وجود النظام السوري، لذا كان من المهم التدخل حتى ولو بالدفع بقوات روسية على الأرض، ومن ثم الدفع بقوات تابعة للواء مشاة البحرية 810 الروسي حول ميناء طرطوس، كدليل على التزام موسكو بمساندة نظام الأسد.فاللاذقية تختلف عن المناطق الأخرى التي فقدها الأسد، كالحسكة والقنيطرة ومعظم درعا وحلب وإدلب وغيرها. اللاذقية هي قلب المجتمع السوري العلوي، وفقدانها قد يعني سقوط نظام الأسد.فعلى مدار أربع سنوات من الصراع، اعتمد الأسد على السلاح الروسي والدعم السياسي لموسكو، إلا أنه يبدو غير كاف الآن، وكان لابد من المزيد من الدعم.ويبقى أن نرى ما إذا كان ضغط الدب الروسي سيكون كافيا لاستعادة التوازن على الأراضي السورية.
International
الروس خلف الخطوط الأمامية السورية
13 سبتمبر 2015