نجح شاب مصري في الالتحاق بشركة أمازون العالمية كمهندس برمجيات، بعد سعي طويل ومحالاوت وصل عددها لـ 400 مرة.
الشاب، الذي يُدعى حازم خيري، أعلن انضمامه إلى شركة أمازون في أسكتلندا بعد شهرين من عمله فيها، وهو ما لم يصدقه حتى اللحظة بحسب ما عبر عنه خلال تغريدة عبر "تويتر": "إزاي وصلت لأمازون.. لا أنا بسأل فعلًا إزاي؟ لحد دلوقتي مش مصدق حتى بعد شغل شهرين.. بعد ما قدمت أكتر من 400 مرة، و دا رقم بجد".
"أوبر" تنافس "أمازون" في توصيل البقالة
وسرد الشاب المصري مغامرته الطويلة خلال سلسلة تغريدات، روى خلالها بدايات سعيه لتحقيق حلمه، ومحاولاته المكررة للالتحاق بالشركة العالمية، وأخيرًا جنى ثمار جهوده بالانضمام إليها.
رحلة طويلة
قال "خيري" إنه حلم بالانضمام إلى الشركة منذ أن كان طالبًا في كلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس المصرية، وبدأ استعداداته لتحقيق هذا الهدف خلال سنوات دراسته.
وحدد "خيري" شركة أمازون دون غيرها، بعدما اطلع على نظام العمل المتبع فيها، بجانب معرفته بمهارات القيادة المتوافرة بداخلها، وعليه، بدأ في إرسال سيرته الذاتية إليها فور تخرجه، على كل فرصة عمل يعلن عنها عملاق التكنولوجيا.
ولم يشعر "خيري" باليأس جراء عدم تلقيه أي رد على إرسال سيره الذاتية، أو فشله في تجاوز المقابلات الشخصية التي يخوضها، فأوضح: "كل يوم أفتح الموقع وأشوف نزلوا فرص جديدة أقدم عليها ولا إيه، وأفضل أقدم لحد ما في يوم وصلت لـ 400 مرة فعلًا، مرة ما أعديش من أول إنترفيو، مرة أعدي من الأول وآخد رفض عشان الطبيعة الوظيفة".
رغم تعدد المحاولات، مازال "خيري" يتذكر إحدى المرات التي قوبل فيها طلبه بالانضمام إلى الشركة بالرفض، لصعوبة الاختبارات التي خاضها حينها، وكانت في شهر رمضان من العام الماضي 2021 بحسب روايته.
وحكى "خيري": "كنت صايم و كانت أول مرة ليا في الـ full day interviews، عبارة عن خمسة أو أربعة إنترفيوز وراء بعض، ومكنتش جاهز كفاية.. فا اتهنت حرفيًا وأخدت حظر سنتين إني ما أقدمش في أمازون إسكتلندا تاني ولا في أمازون عمومًا 6 شهور على الأقل".
بهذا الحظر، ركز "خيري" اهتمامه على عدد من الشركات التكنولوجية الأخرى، كان من بينها "جوجل" التي رفضت طلبه هي الأخرى، أما البقية لم يرد منها أي رد على سيرته الذاتية، وهو ما دفعه للاكتفاء بالتركيز على عمله في بلاده لفترة.
انفراجة
بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وبعد مرور 7 أشهر من الحظر الذي عوقب به، فوجئ "خيري" بتواصل أحد ممثلي أمازون معه عبر موقع "لينكيد إن"، وفتح له باب التقدم بسيرته الذاتية لأحد وظائف الشركة بإسكتلندا، وهو ما استجاب له الشاب المصري سريعًا دون تفكير، رغم أن فترة منعه لم تنته.
وبالفعل، أثبت الشاب جدارته في المقابلات الأولى، وحدد المسؤولون موعدًا لمجموعة المقابلات التي تدوم على مدار يوم كامل، وهنا استفسر "خيري" عن عقوبة حرمانه من التقديم بوظائف أمازون، حتى جاء الرد بأن هذا الأمر غير موثق في سجلات الشركة من الأساس، وبالتالي لا مشكلة في خوض المغامرة من جديد.
وأردف "خيري": "دخلت الـfull day interview وقدمت أداء دون المستوى شوية في واحد من الأربعة إنترفيوز، وكان معاده متأجل أصلًا وحصل لغبطة كتير فيه، قلت بس كده خلاص أنا باي باي".
رغم عدم رضاء الشاب عن أدائه، فوجئ بأن الشركة قبلت طلبه، فتلقى رسالة تفيد بانضمامه إلى أمازون: "الـrecruiter بيكلمني لقيته بيقول لي مبروك إنت معانا وأنا مش مصدق، وخليته يعيد الكلام مرتين من كتر ما أنا مش مصدق".
وكشف ممثل الشركة لـ"خيري"، إن انخفاض مستواه في بعض النقاط الخاصة بالمقابلات سالفة الذكر، كشفت من منظور آخر مدى تميزه في نواحي أخرى، وهو ما شجع المسؤولين على قبول انضمامه.
بعد هذه الرحلة الطويلة، أدرك "خيري" الحكمة من وراء الصعوبات التي تعرض لها، فيقول: "الموضوع كله من عند ربنا 100% رغم كل المحاولات اللي عملتها مع إنها ساعدت، بس لما الوقت المناسب جه كله اتسهل من عند ربنا".
وختم: "الفكرة كلها إنها مش مستحيلة وكله كان بيقول لي كده وأنا مش مصدق، طول ما هي نصيبك هتصيبك وإنت كده كده مش عليك غير السعي".