العربية
تشهد تركيا، منذ يوم أمس الإثنين، هطول أمطارٍ غزيرة تسببت في غرق مدن عديدة بينها اسطنبول بالسيول الجارفة التي تدفقت إلى المحال التجارية والمباني السكنية والتي أدت أيضاً لإنجراف التربة والممرات، ما أدى إلى وقوعٍ خسائر مادية كبيرة، علاوة على إيقاف حركة المرور التي عطّلت بدورها الحياة اليومية لسكان اسطنبول.
وتسببت الأمطار الغزيرة بسقوط جدارٍ على عاملٍ في القسم الآسيوي من مدينة اسطنبول، وبانهيار بعض أجزاء سوق مسقّوف يقع في منطقة الفاتح داخل المدينة، وفق ما ذكرت وسائل إعلامٍ حكومية أشارت أيضاً إلى أن بعض وسائل النقل توقّفت جراء الأمطار الغزيرة قبل أن تستأنف عملها مجدداً منذ ساعات.
ورغم تحذيرات مركز "إسطنبول الإقليمي" للتنبؤ والإنذار المبكر التابع للإدارة الإقليمية الأولى للأرصاد الجوية من الأمطار والعواصف الرعدية، إلا أن الفيضانات التي رافقت الحالة الجوية كانت أكبر من توقّعات أغلب المواطنين الأتراك، فتفاوتت ردود أفعالهم بين من استغل الأمر للعب واستغلال الأمطار وبين من انتقد البنى التحتية وسوء التنظيم والتخطيط الذي تعاني منه البلاد.
وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو وصور من مختلف الأحياء الغارقة في اسطنبول، إذ حرص البعض على توثيق الانهيار الكبير في الطرقات وانجراف التربة والأضرار التي تسببت بها للسيارات المركونة على جانب الطريق، ووجهوا انتقادات لاذعة لبلدية اسطنبول الكبرى التي يرأّسها أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي لحزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا.
واُتهِم إمام أوغلو من قبل بعض المغرّدين بالإهمال لامتناع البلدية التي يرأّسها بإجراء الصيانة الدورية اللازمة للطرقات ومحطات النقل العام، في حين استغل البعض الآخر الوضع وحوّل السيول المتشكلة على الطرقات إلى بركة للسباحة، وراح يمارس الغطس في وسط الشارع وبين المقاهي والمحال التجارية، في مشهد لا يتكرر كل يوم خلال شهر اغسطس.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي يتمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً صعوبة تنقل المارة على أقدامهم، ما أجبر المضطرين منهم على الخروج إلى الشارع، على حمل أحذيتهم بأيدهم آملين في الوصول الى مرتفعٍ خال من المياه، في حين كانت تغطي السيول المكان وتتدفق المياه إلى داخل المحلات التجارية.
وانتشر كذلك مقاطع فيديو من أنقرة، وبدت فيها طرقاتها مغطاة بالسيول الجارفة وعلق العديد من السكان على الأمر بطريقة ساخرة، مؤكدين أنه لم يعد بإمكان أحد أن ينفي وجود بحر في العاصمة، فالأمطار حولت الطرقات الى بحر من المياه التي غطت السيارات وعطلت حركة المرور وأثرت سلباً على حياة المواطنين.