إنهاء مهام الجنرال توفيق، مدير المخابرات الجزائرية، هو حدث سنة 2015 بامتياز، إن لم يكن الحدث الأبرز خلال الـ20 سنة الماضية.ويكون الرئيس بوتفليقة بهذا القرار قد استعاد كل صلاحياته الرئاسية، بعدما ظل يشتكي منذ مجيئه عام 1999 بأنه لن يرضى أن يكون "3 أرباع رئيس".القرار الأخير للرئيس بوتفليقة، بإسقاط الجنرال توفيق "صانع الرؤساء"، يعطي الانطباع بأن مؤسسة الرئاسة في الجزائر انتصرت أخيراً على مؤسسة المخابرات، في الصراع التقليدي الذي بدأ منذ استقلال الجزائر.معلوم أن النظام الجزائري يتشكل من ثلاثة أقطاب هي: رئاسة الجمهورية، وأركان الجيش، وجهاز المخابرات.في الظروف الحالية، تحالفت رئاسة الجمهورية (الرئيس بوتفليقة)، مع أركان الجيش (الفريق قايد صالح)، ضد جهاز المخابرات (الفريق محمد مدين أو توفيق).ماذا سيتغير في الجزائر؟برأي مراقبين، كان الرئيس بوتفليقة ينتظر إحالة مدير المخابرات على التقاعد، حتى يتفرغ فعلاً للإصلاحات السياسية التي أعلن عنها في خطابه بولاية سطيف في مايو 2012. وقال حينها إن "جيلي طاب جنانو"، أي أن جيلي انتهى وقته.وقد استغرب الجزائريون من كلام بوتفليقة، آنذاك، وكانوا ينتظرون تنحي بوتفليقة بنهاية ولايته في 2014، لكنه أعلن الترشح مجدداً لولاية رابعة، وفعلاً فاز بها وتنتهي عام 2019.العارفون فسروا تصريح بوتفليقة بأن "جيله انتهى دوره"، يقصد به كل مسؤولي الجزائر من جيل الثورة، بمن فيهم مدير المخابرات، وبوتفليقة لم يتنح عن الحكم عام 2014، بسبب عدم قدرته على إنهاء مهام مدير المخابرات.من جهته، قال رئيس "حركة مجتمع السلم"، عبدالرزاق مقري، لـ"العربية.نت" إن الحدث "يندرج في إطار صراع الأجنحة داخل النظام، الجاري منذ مدة وفي الخفاء". وأوضح بأن "الأمر يتعلق بمنافسة داخل النظام السياسي، لا يمكن للمواطن العادي ولا حتى الأحزاب السياسية أن تطلع على خفاياها". وقال: "كان واضحاً من خلال العملية القيصرية التي عرفها جهاز الاستخبارات، بأنها ستنتهي إلى هذه النتيجة. رجائي أن لا يتطور الصراع في السلطة فيلحق ضرراً بالمجتمع".من جهته قال رئيس الحزب المعارض "جيل جديد"، سفيان جيلالي، في اتصال إن "تنحية الجنرال توفيق جاءت تتويجاً لسلسلة من التغييرات الهامة في هرم الدولة، وقد تمت للأسف في غموض كبير، ما يعكس الخلافات الحادة الموجودة بين العصب المتناحرة في النظام. وقد حذرنا في حزبنا منذ مدة، من أن التغييرات التي وقعت في الأجهزة الأمنية تخدم أشخاصاً، وليس المؤسسات. لا أخفي عليكم بأنني أخشى على مستقبل البلاد أكثر من أي وقت مضى".