بعد مقاطعته جلسة الحوار العراقي التي عقدت أمس بدعوة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، من أجل الخروج من تالأزمة السياسية التي تغرق فيها البلاد منذ أشهر، أعلن التيار الصدري رفضه لنتائجها، معتبراً أنها لا تهمه ولن تأت بأي منفعة على الشعب العراقي، وفق تعبيره.
فقد وجه صالح محمد العراقي، الذي يعرف محلياً وإعلاميا بـ "وزير الصدر"، انتقادا لاذعاً لتلك الجلسة في تغريدة عبر حسابه على تويتر اليوم الخميس.
وطالب القوى السياسية بإجراء جلسة حوار علنية عبر بث مباشر يُعرض على الشعب العراقي، لـ"ملء الكرسي الخالي".
إلى ذلك، اعتبر أن تلك الجلسة التي تبنّاها رئيس الوزراء "مشكوراً"، لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وفق قوله.
"لا تزيدوا حنق الشعب"
كما رأى أنها لم تتضمن أي بنود تخص الشعب أو تستجيب لتطلعاته، مؤكدا أن أغلب الأطراف السياسية التي حضرت لا يهمها سوى التمسك بمنصبها.
واتهم الأطراف السياسية المجتمعة بالسعي إلى تحكم بمصير شعب رفض تواجدها، وتزوير الانتخابات لجعلها على مقاسهم.
إلى ذلك، أكد أن تلك الجلسة التي وصفها بالسرية لا تهم التيار الصدري بشيء. وختم قائلا :" لا تزيدوا من حنق الشعب ضدكم ولا تفعلوا فعلاً يزيد من تخوّف الشعب من العملية الديمقراطية التي تخيطونها على مقاسكم"!.
مخرج للأزمة
يشار إلى أن قادة الكتل السياسية العراقية عقدوا أمس في قصر الحكومة في بغداد اجتماعاً بدعوة الكاظمي، لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تشلّ البلاد، لكن تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أعلن مقاطعته اللقاء.
وفي بيان نشره مكتب رئيس مجلس الوزراء بختام الاجتماع، دعا المشاركون التيار الصدري إلى "الانخراط في الحوار الوطني، لوضع آلياتٍ للحل الشامل بما يخدم تطلعات الشعب وتحقيق أهدافه".
كما أشار المجتمعون كذلك إلى الانتخابات المبكرة، معتبرين أنها "ليست حدثاً استثنائياً في تاريخ التجارب الديموقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة"، من غير أن يتطرقوا إلى تفاصيل إضافية، أو يعلنوا موافقتهم صراحة على اجراء انتخابات تشريعية ثانية.
"بين الصدر والإطار"
أتى هذا الاجتماع بعد مضي عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، وسط عجز القوى السياسية عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة.
ما زاد من ارتفاع منسوب التوتر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، لاسيما منذ أواخر يوليو الماضي ، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطوّر الأمور حتى الآن إلى العنف أو القتال.
لكن كافة محاولات الوساطة ودعوات الحوار بين الطرفين لم تفض حتى الساعة إلى نتيجة.
لاسيما أن الصدر يتمسك بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار التنسيقي(الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وفصائل مقربة من إيران) تشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة!