ضرورة الابتعاد عن الألعاب الإلكترونية..

أكدت التربوية والمهتمة بشؤون التربية والطفل بسمة عبدالله أن تعليم الطفل إدارة الوقت وتنظيمه بالطريقة الصحيحة يزيد من ثقته بنفسه عندما يرى نفسه قادراً على إنجاز المهام في وقتها، كما يساعده على الاستمتاع بوقته، وممارسة الأنشطة والهوايات الشخصية، والتخلص من التوتر والقلق الناتج من تراكم الأعمال والفروض المدرسية.

وقالت: «مع اقتراب بداية عام دراسي جديد، فإن مهارة إدارة الوقت من أهم المهارات التي يجب أن يحرص الآباء على تعليمها لأبنائهم منذ الصغر، فالأسرة هي الخلية الأولى والرئيسة التي تنجب الطفل وتؤهله للانخراط في المجتمع، ينمو ويكبر فيها، تبنى أفكاره وسلوكياته فتؤثر فيه ويتأثر بها، فإذا كان الأساس سليماً سيصبح البناء أسلم وأصح من أن يؤثر فيه أي فكر سلبي».

وحول كيفية تعليم الطفل إدارة الوقت في مرحلة الطفولة المبكرة، أوضحت أنه «أولاً علينا فهم نفسية الطفل في الصغر وأنه يحب أن يلعب مع أقرانه ويتعرف على الأمور من حوله وعدم منعه من ذلك، مع الحرص على تنظيم الأمور من حوله مثل موعد محدد للطعام ووقت معين للمساعدة في تنظيف المنزل وأمور أخرى، وهكذا يتعلم من والديه التنظيم والمشاركة، وثانياً تثقيف الطفل وتوسيع مداركه، مثل تشجيعه على القراءة، وممارسة الأنشطة الرياضية في أوقات العطل والفراغ بما هو مفيد وصحي، وترك الملهيات، والابتعاد قدر الإمكان عن الألعاب الإلكترونية التي فيها إهدار للوقت والجهد».

وأضافت: «النقطة الثالثة هي عندما يكبر الطفل نتحاور معه عن قيمة الوقت، من المعروف أنّنا نعيش في دنيا محدودة الزمن ولا أحد يعلم حدودها سوى خالقها عزّ وجلّ، والزمن هو السنين والشهور والأيام التي نعيشها ونقضيها في هذه الدنيا، وهو الساعة أو الدقيقة التي نقضيها من أعمارنا والتي لا يُمكن أن تعود بنا إلى الوراء، فالحياة تتقدّم دون التفات أو رجوع للوراء، وكلّما تقدمنا نكون قد اقتربنا من نهاية الوقت وأننا بدأنا في مرحلة جدية الآن ويجب أن تنظم يومك بنفسك، ورابعاً بالجلوس مع الطفل قبل بداية كل عام دراسي ونرى ما هي الأهداف والأمنيات التي يطمح إلى تحقيقها في حياته عادة تكون أهدافاً كبيرة نوعاً ما مثل تحقيق وظيفة مرموقة في المستقبل، أو حفظ أجزاء من القرآن الكريم أو احتراف هواية أو رياضة يحبها ويمارسها، هذا يحمسه على خوض هذه السنة بروح جديدة مليئة بالتحدي».

وأردفت: «في بداية العام الدراسي في كل صباح نساعدهم في كتابة المهام التي يجب أن يفعلها لتحقيق أهدافه اليومية، مثل أداء الفروض المدرسية، وحفظ صفحة من القرآن الكريم يومياً، واللعب وممارسة بعض الهوايات، وزيارة الأهل والأصدقاء، ونساعدهم في تحديد المهام والأولويات وترتيبها حسب أهميتها، بحيث تكون الأولوية للأعمال الأكثر أهمية، والتي تعود بالفائدة أكبر من المهام الأخرى التي تُعد ذات أهميّة أقل. وبذلك يستطيع معرفة ما يجب إنجازه أولاً والقيام به دون نسيان، وفي الليل يُقيم نفسه هل التزم أم لم يلتزم بالخطة؛ ويقوم بتصحيح الأخطاء وتعديل الخطة لتتماشى مع أهدافه، يعمل هذا الأمر على تنظيم اليوم وعدم إضاعة الوقت وإبعاد شبح الفوضى والفشل عن الطفل».

وشددت على أن يكون دور الآباء والمربين هو الإشراف والمتابعة والتوجيه المستمر وتشجيع أبنائهم في حال التزامهم بالخطط المعدة مسبقاً ومكافأتهم حتى يعتادوا الأمر ويصبح من السهل فعله، وبذلك نربي جيلاً أكثر إدراكاً وتحمّلاً للمسؤولية، واثقاً من نفسه، وقادراً على بناء وطنه وتقدمة، مطيعاً لأوامر الله، مقتدياً برسوله في اغتنام الوقت وعدم تضييعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه».