قضم الأظافر سلوك شائع، غالباً ما ينظر إليه على أنه عادة مزعجة، إلا أن الأطباء يعتبرونه حالة عصبية، تؤدي إلى مشكلات خطرة، مثل العدوى والاضطرابات النفسية والتشوه في الأظافر والأسنان.

وفي السنوات الأخيرة، حظيت هذه العادة المزعجة بقدر متزايد من الاهتمام الطبي، وجرى التركيز على أهمية علاجها. وحسب أحدث تقرير طبي، يقع قضم الأظافر، من بين العادات الأخرى المثيرة للقلق، كنتف الشعر، وطقطقة الأصابع، تحت مظلة اضطرابات القلق وجذب الانتباه (الاستمالة) المرضي والهوس القهري. ووفق الأبحاث الأميركية فإن:

%20 إلى 30 %من الأطفال الصغار يقضمون أظافرهم.

%45 إلى 50 % من المراهقين (نحو نصفهم) يقضمون أظافرهم.

تقل المشكلة كثيراً بعد سن الرشد، إلا أنها تستمر لبعض الحالات بعد البلوغ.

1 من كل 3 أشخاص يمارسون قضم الأظافر يستوفي معايير التشخيص السريري لسلوك الاستمالة المرضي أو مشكلة نفسية.

من المدهش أن هذه الأرقام تفوق تلك المتعلقة بالاكتئاب واضطرابات القلق وتعاطي الكحول. كما لفت الخبراء إلى أن الأطفال الذين لديهم عادة مص الإبهام أو مص الأصابع هم أكثر عرضة للمعاناة من مشكلة قضم الأظافر في المستقبل.

أظهرت أبحاث عدة أن قضم الأظافر قد يرتبط بعوامل وراثية.

مسببات قضم الأظافر

1 - مسببات مرضية

كشفت الدراسات والإحصاءات ارتباط سلوك قضم الأظافر بمشكلات الصحة العقلية التالية:

¶ اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

¶ اضطراب التحدي أو العناد المعارض.

¶ قلق الانفصال.

¶ المعاناة من سلس البول.

¶ اضطراب التشنج اللإرادي.

¶ متلازمة توريت.

¶ اضطراب الوسواس القهري.

¶ اضطراب القلق العام واضطراب الهلع.

¶ التخلف العقلي أو تأخر وخلل في المرحلة الشفوية من تطور الطفل.

2 - محفزات نفسية

العصبية أو الضغط النفسي، فله تأثير مؤقت يسهم في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف التوتر والقلق.

العواطف، فقد يحفزها الشعور بالخجل أو تدني احترام الذات أو الألم الناجم عن أحداث الحياة المؤلمة للغاية، مثل الوفاة أو الطلاق.

لجذب وكسب الانتباه ــ وإن كان سلبياً ــ كما يحصل عندما يصر الوالدان على توقف الطفل عن هذه العادة ويزيد انتباههما له.

التوق للكمال والمثالية، فقد يظهر أولئك الذين يتمتعون بشخصية تميل الى الكمال وتتوق إلى المثالية بتحمل منخفض للملل والإحباط، فيستعينون بقضم الأظافر لتخفيف هذه المشاعر.

الملل بسبب الحاجة إلى إيجاد شيء للقيام به خلال فترات السكون والهدوء.

التقليد، فالأطفال يقلدون سلوك أقرانهم وأيضاً الكبار.

الحاجة إلى التركيز، فقد يجد البعض أن هذه العادة تزيد من تركيزهم أثناء الدراسة مثلاً.

سيكولوجية قضم الأظافر

تقترح الدراسات ارتباط هذا السلوك بحالات في الصحة العقلية، وبنوع معين من الشخصية، ففي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ــ الإصدار الخامس (DSM-5) ــ جرى تصنيف عادة قضم الأظافر على أنها نوع من «اضطراب الوسواس القهري المحدد أو يرتبط به» مع تحديد «السلوك المتكرر المرتكز على الجسم، في حين يصنف التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشكلات الصحية هذه الممارسة على أنها من اضطرابات سلوكية وعاطفية محددة، تحدث عادة في مرحلة الطفولة والمراهقة».

التصنيف حسب الشدة

يمكن تصنيف شدة حالة قضم الأظافر على النحو التالي:

¶ الذين يفعلون ذلك دون أن يدركوا.

¶ للسيطرة على القلق.

¶ لأغراض التماس الانتباه.

¶ الضرر بالنفس للسيطرة على الاكتئاب والعواطف السلبية.

¶ كجزء من طيف اضطراب الوسواس القهري.

الوقاية

1 - العلاج السلوكي: يتم من خلاله التخلص من مختلف المشاعر السلبية التي يشعر بها الفرد المصاب بعادة قضم الأظافر، إضافة إلى مساهمة هذا العلاج في زيادة الوعي بمحفزات هذه العادة، ووضع خيارات وحلول للتغلب عليها. وتستفيد بعض الحالات من علاج التنويم المغناطيسي.

2 - الرعاية الذاتية والاسترخاء: الرعاية الذاتية والقيام بالمزيد من الحركة وأخذ القسط الكافي من النوم تساعد في شعور الفرد بالمزيد من الهدوء والثقة. كما تمد هذه الأمور الفرد بالقوة والإرادة اللازمتين اللتين تساعدانه في التخلص من هذه العادة السيئة. وتستفيد الحالات من ممارسة عادات أخرى تحد من التوتر كممارسات اليوغا والتأمل والهوايات.

3 - رعاية الأظافر: لن يستطيع الطفل أن يمارس عادة قضم الأظافر إن لم تعد موجودة، لذا عوّد الطفل على قصّها وتقليمها. كما أن تعويده على الاهتمام بنظافته الشخصية سيزيد من وعيه بصحة الأظافر وعدم قضمها؛ لأن ذلك قد ينقل له العدوى والأمراض ويسبب تشويهها ومشكلات الأسنان. إضافة إلى ذلك، فإن معاملة الطفل كشخص مسؤول عن صحته وسلوكه أمر سيزيد من ثقته بنفسه وشعوره باحترام الذات والجسم.

4 - الدعم الاجتماعي: شعور الفرد بدعم أسري ومشاركة الآخرين سيسهم بشكل كبير في توقفه عن قضم أظافره، فذلك يساعد على تقليل التوتر وتجاوز المحفزات، مثل اللحظة العصبية والكآبة والمشاعر السلبية.

5 - علاج الاضطرابات النفسية: البعض يحتاج إلى تشخيص المسبب المزمن أو المصدر المرضي لقضم الاظافر حتى يتم علاجه عبر خطة العلاج المناسبة. وقد يشمل ذلك استخدام أنواع من الأدوية والعلاجات السلوكية.

التوبيخ لن يحسن الوضع بل يزيده سوءاً

يصنف بعض الأطباء عادة قضم الأظافر كاضطراب النفسي، وحتى من أنواع الوسواس القهري، ما يدل على أن المصاب يقوم به لاإرادياً، وعندما يحاول الإقلاع عنه فغالباً لن تكون لديه القدرة الكافية لفعل ذلك.

ونظراً لذلك، يشدد الخبراء على ضرورة عدم توبيخ ولوم الأطفال الممارسين لهذه العادة؛ لأنهم لا يمتلكون قدرة على إيقافها، بل إن بعضهم لا يشعر بنفسه وهو يقوم بها.

كما أن توبيخهم لن يحسّن الوضع، بل سيجعلهم يشعرون بالسوء، وبأنهم معيبون، ما يؤدي إلى زيادة توترهم ومشاعرهم السلبية، وبالتالي زيادة شدة هذه العادة.