رويترز
قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الاثنين، إن ألمانيا لديها "فرصة جيدة" لتجاوز الشتاء المقبل دون الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية، إلا أنه حذر من أنها تواجه "أوقاتاً صعبة" وأن عليها أن تتحضر لتخفيضات إضافية في تدفقات الغاز الروسي،

وذكر هابيك لمحطة ARD الألمانية من كندا: "لا يزال أمامنا شتاء حاسم. يجب أن نتوقع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بتخفيضات إضافية في تدفقات الغاز"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

ووصل المستشار الألماني أولاف شولتز، ووزير الاقتصاد روبرت هابيك، الأحد إلى كندا في زيارة تستمر 3 أيام لإجراء مباحثات بشأن تعزيز أمن الطاقة في بلاده، ويتوقع خلالها الاتفاق على خطة طويلة الأمد لاستيراد الهيدروجين الأخضر من كندا، حسبما ذكرت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية.

وتأتي التصريحات الألمانية بعدما أعلنت شركة "غازبروم" الروسية تعليقاَ لإمدادات الغاز عبر خط "نوردستريم1"، لمدة 3 أيام نهاية أغسطس، وسط ارتفاع لأسعار الغاز في أوروبا.

بدائل لتأمين واردات الغاز

وقالت "دويتشه فيله"، إن شولتز الذي يواجه خطر وقف روسيا لإمدادات الغاز بالكامل، رداً على العقوبات الغربية، يسعى إلى إيجاد بدائل لتأمين واردات بلاده من الطاقة خلال زيارته لكندا.

ولدى وصوله إلى مطار مونتريال، أشاد شولتز بكندا واصفاً إياها بأنها "أقرب حليف لألمانيا" خارج الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنها "بلد غني بالموارد الطبيعية مثل روسيا، ولكنها بعكس الأخيرة، دولة ديمقراطية يمكن الاعتماد عليها".

وسيناقش شولتز خططاً لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من كندا، ولكن من غير الواضح بعد ما إذا كان ذلك سيفي بالاحتياجات الألمانية على المدى القصير، حسبما ذكرت "دويتشه فيله".

ولا تملك كندا حالياً محطات لتصدير الغاز الطبيعي المسال، كما أن بنائها يستغرق أعواماً، في وقت ستكون فيه المتطلبات الألمانية من الغاز محدودة، نظراً إلى خططها لوقف الاعتماد على الوقود الأحفوري بحلول 2035.

وتوقعت "دويتشه فيله" عقد اتفاق طويل الأمد بشأن التعاون في مجال الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر.

وتخطط كندا لبناء مصنع للهيدروجين في نيوفاوندلاند، يستخدم طاقة الرياح لإنتاج الوقود.

وتهتم ألمانيا بموارد كندا من المعادن، مثل النيكل والكوبالت والليثيوم والجرافيت، وهي مهمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

دعم أوكراني

و قبل وقت قصير من زيارته لكندا، تلقى شولتز دعماً لاهتمامه بالغاز الطبيعي المسال الكندي في إطار البحث عن بدائل لواردات الغاز الروسية، وذلك من حليف غير متوقع: شركة الغاز الأوكرانية المملوكة للدولة "نافتوجاز"، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وكييف على خلاف مع برلين بسبب سياسات واردات الغاز التي تنتهجها، أولاً بسبب اتفاقها مع موسكو على بناء خط الأنابيب "نورد ستريم 2" ثم لسبب أحدث وهو اتفاقها مع كندا على استعادة توربين تم إصلاحه خاص بخط الأنابيب "نورد ستريم 1".

لكن إمكانية إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال من كندا، إحدى أكبر الدول إنتاجاً للغاز في العالم، هو شيء لا تؤيده "نافتوجاز" فحسب، بل تعمل أيضاً بنفسها عليه في هدوء.

محطات لتصدير الغاز

وفي وقت سابق من العام الجاري، وقعت "نافتوجاز" مذكرة تفاهم، نالت القليل من التغطية الإعلامية، مع شركة تطوير الطاقة الكندية (سيمبيو إنفراستراكشر) لشراء الغاز الطبيعي المسال من كندا. وفي نفس الوقت تناقش كندا وألمانيا بناء محطات للغاز الطبيعي المسال على الساحل الكندي على المحيط الأطلسي.

وقال يوري فيترينكو الرئيس التنفيذي لـ"نافتوجاز"، لـ"رويترز" في بيان عبر البريد الإلكتروني إن الغاز الكندي له مميزات كثيرة.

وقال "ليس للموردين الكنديين هيمنة على السوق الألمانية، ولا يسيئون استعمال السوق مثلما تفعل (شركة الغاز الروسية العملاقة) غازبروم التي تخفض الإمدادات بشكل مصطنع، و(تحتكر السوق) وتخدع عملاءها".

ويشير المسؤولون الألمان والكنديون إلى أن المقترحات المطروحة ما زالت تواجه تحديات كبيرة.

فتكاليف نقل الغاز من ألبرتا في غرب كندا إلى الساحل الشرقي ستكون كبيرة. وستكون هناك حاجة إلى خطوط أنابيب جديدة، كما يعني التحول العالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري أن عمر المحطات سيكون أقصر من أن تكون مربحة ما لم تتحول إلى محطات للهيدروجين عندما ينخفض الطلب على الغاز.

وأقر المسؤولون الألمان هذا الأسبوع بأن شحنات الغاز الطبيعي المسال الكندية تمثل، في أحسن الأحوال، "احتمالاً متوسط الأجل".

تعليق إمدادات الغاز

والجمعة، أعلنت شركة "غازبروم" الروسية، تعليق شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط "نورد ستريم 1" لمدة ثلاثة أيام (من 31 أغسطس إلى 2 سبتمبر)، فيما يواصل سعر الغاز في أوروبا ارتفاعه المتواصل.

وقالت "غازبروم" في بيان أوردته وكالة "فرانس برس"، إنه "من الضروري إجراء صيانة كل ألف ساعة من التشغيل".

ويزيد هذا القرار مخاوف حدوث نقص بالطاقة في أوروبا، في ظل صعوبة جمع احتياطيات كافية تمكّن الاتحاد الأوروبي من الاستغناء عن واردات الغاز الروسي خلال الشتاء.

وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، تراجعت إمدادات الغاز الروسي عبر خط "نورد ستريم 1" بنسبة 79%، مُسجلة أكبر انخفاض لها في يوليو الماضي، حين توقفت تماماً في ظل إعلان موسكو عن أعمال صيانة دورية في الخط الذي تعتمد عليه دول أوروبية عدة بشكل كبير.

وتتوقع وزارة الاقتصاد الروسية انخفاض صادرات "غازبروم" من الغاز عبر "نورد ستريم 1" إلى 170.4 مليار متر مكعب هذا العام، مقارنة مع توقعات بـ 185 مليار متر مكعب في مايو الماضي.

وتتوقع الوزارة أن تستمر أحجام الغاز في الانخفاض لما بعد العام الحالي، لكنها لم تكشف عن سبب ذلك.