سكاي نيوز عربية
تشكّل الأمراض المعدية والتي تتحول إلى وباء، تهديداً خطيراً للإنسان، فهي تصيب فرداً واحداً ثم تنتشر عدواها لتكسر حدود القارات وتفتك بالملايين، وهذا ما شهده العالم في عدة قرون كالطاعون وكورونا، وتطول لائحة فيروسات الحيوانات التي تُنغص حياة البشر لنسمع مؤخراً بفيروسات مثل لانجيا والطاعون الدبلي.
وبحسب CDC وهو مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر من 6 من كل 10 أمراض معدية معروفة تُصيب الإنسان، يرجع مصدرها إلى الحيوانات.
عدم جاهزية البشر
ويقول رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الفائقة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي الدكتور جورج جوفلكيان في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، تعدّ أشد خطورة من غيرها، لأن أجسام البشر غير مهيأة للتعامل مع فيروسات غريبة عنها، مشيراً إلى أن أي فيروس جديد لا يعرفه جسم الإنسان، يحدث جائحة في البداية كما حصل مع إنفلونزا الطيور والخنازير.
وبحسب جوفلكيان فإن مناعة الإنسان تحتاج لوقت للتعامل مع الفيروسات الغريبة، ولذلك نرى أن الموجة الأولى من أي جائحة تكون عنيفة، ويخف وهجها مع مرور الزمن وذلك إثر تكوّن المناعة المجتمعية.
الوطواط هو الوسيط
ويشرح جوفلكيان أن هناك حيوانات لديها إمكانية نقل فيروسات أكثر إلى البشر مثل الوطواط (الخفاش)، لأن تركيبته وعملية الحرق والهضم لديه، تساعده على التقاط العديد من الفيروسات، مشيراً إلى أنه في الكثير من الأحيان يلعب الوطواط دور الوسيط بين الفيروس والبشر، وذلك عن طريق الاحتكاك المباشر أو غير المباشر.
ويلفت إلى أن للبشر علاقة أخرى بالحيوانات الحاملة للفيروسات من خلال تربيتهم لها كالخنازير والطيور والأبقار والجمال، وبالتالي يعتمد التقاط الفيروس، على مدى توطد العلاقة بين البشر والحيوان المصاب.
مفتاح التقاط الفيروس
وبحسب جوفلكيان ليس من الضروري أن ينتقل أي فيروس يحمله الحيوان إلى البشر، إلا إذا كان هذا الفيروس يملك مفتاح الدخول إلى جسم الإنسان، وهذه هي النقطة الأساسية في الموضوع حيث أنه مهما كان الفيروس فتاكاً لدى الحيوانات، إلا أنه وفي حال عدم امتلاكه لـ "مفتاح جسم الإنسان" فإن مناعة الجسم ستقوم بصده وقتله في مهده.
احتمالية مشاركة الفيروسات ارتفعت
أما الدكتور عبادة مدوّر وهو طبيب بيطري فيقول في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن تسلل البشر والحيوانات إلى بيئات بعضهما البعض، زاد من احتمالية مشاركة الفيروسات بينهما، مشيراً إلى أن الأمراض الحيوانية المنشأ تشكل نسبة كبيرة من جميع الأمراض المعدية المكتشفة حديثاً.
أكثر الحيوانات المؤذية
ولفت إلى أن العوامل المسببة للأمراض الحيوانية المنشأ قد تكون عوامل بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية، وتكون آلية انتقال هذه الأمراض غالباً، عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات أو بفضلاتها أو حتى عن طريق تناول المنتجات الغذائية الملوثة أو الماء، محذراً من أن أكثر الحيوانات المؤذية للإنسان، هي القوارض مثل الجرذان والفئران التي تنقل أمراضاً خطيرة.
وبحسب مدوّر فإن تبني الحكومات لنهج يجمع بين الصحة العامة والخبرة البيطرية والبيئية يساهم في الوقاية من تفشي الأمراض حيوانية المصدر ومنع الجائحة المقبلة، مشدداً على الدور الذي تلعبه النظافة الشخصية عند مخالطة الحيوانات في المزارع ما قد يساهم في الحد من ظهور فيروسات غير مرغوب بها.بحرين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.