كشف ذوبان نهر جليدي غير مسبوق في جبال الألب السويسرية عن أشياء مطمورة منذ وقت طويل، حيث ظهرت بقايا يطغى عليها اللونان الأحمر والفضي بين الجليد، ليتبين أنها كانت طائرة.

وأظهرت لقطات فيديو تم تصويرها بالطائرة المروحية فوق جانب من جبال الألب يقع في سويسرا النشاط الفعلي للتغير المناخي على الأرض، إذ كشفت اللقطات عن انحسار الجليد في أنهار مجمدة هنا، حيث ظهرت الجوانب الصخرية التي كانت مغطاة بالجليد لأكثر من ألفي عام، وفق تقرير لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية اليوم الأحد.

وبقيت هذه الطائرة مختفية لأكثر من نصف قرن، قبل أن تعاود الظهور من دون سابق إنذار، عندما ذاب الجليد في بعض مناطق الألب مطلع أغسطس الجاري، حيث تعرضت القارة الأوروبية لموجة حر غير مسبوقة.

وكانت هذه طائرة " بيبر تشيروكي" التي تحطمت عام 1968 في نهر "أليتش" الجليدي في سويسرا.

ويعتقد دومينيك نلين المرشد السويسري، الذي رافق فريق "سكاي نيوز" أن الحطام كان في البداية مجرد بقايا حقيبة ظهر، لكن عندما اقترب منه تأكد أنه يعود لطائرة.

ويروي بداية قصة العثور على الحطام، إذ لاحظ أن طائرة تبرز بين الثلوج، ويقول: "في البداية، شاهدت الأجنحة هنا، ورأيت المقاعد هناك وعلبة نظارات"، كما حظ أمتعة أخرى متناثرة هناك وهناك.

وقالت الشرطة السويسرية إنها انتشلت رفات 3 أشخاص كانوا على متن الطائرة، لكنها تقول إنها لا تملك القدرة على إخراج الحطام من هذه المنطقة الجبلية.

وفي الأشهر الأخيرة، عثرت السلطات السويسرية على مجموعتين منفصلتين من الرفات البشري لمتنزهين قضوا أثناء مرورهم في الأنهار الجليدية هنا.

ويمثل ظهور الحطام والرفات بعد عقود على دفنه تحت الثلج دليلا على الأثر الكبير للتغير المناخي.

ويقول دومينيك: "الأنهار الجليدية تختفي، ويقولون إنه إذا بقي الأمر على حاله بحلول عام 2090 فسيبقى 10 منها فقط".

ولدى سويسرا 1400 نهر جليدي، فقدت بالفعل نصف حجمها الإجمالي خلال أقل من قرن، ويضغط هذا الأمر على موارد المياه في وقت تواجه البلاد وأوروبا موجة من الجفاف.